مقدمة واختيار : عبدالعزيز جاسم *
مقدمة ثامبرانو
ماريا ثامبرانو، ولدت في 6 شباط/ فبراير ببيلث ـ ملقا 1904، وتوفيت في 6 شباط/ فبراير 1991 بمدريد، عن عمر يناهز 86 عاماً. فيلسوفة إسبانية بارزة، تنتمي إلى جيل 36 الثوري والطليعي، وقد أثرت بشكل كبير في الحياة الفكرية والثقافية المعاصرة في البلدان الناطقة بالإسبانية، وكان الشاعر المكسيكي الحائز جائزة نوبل، أوكتافيو باث، في شبابه، واحداً ممن تأثروا بفكر ثامبرانو، بعد سماع محاضراتها عن الشّعر والفلسفة.
دَرَسَت الفلسفة في مدريد، بصفتها مريدة للفيلسوف الإسباني الليبرالي خوسيه اورتيغا أي غاسيت (1883 ـ 1955)، ثم غادرت مطرودة من وطنها سنة 1939، بسبب انغماسها في أحداث الحرب الأهلية الإسبانية أيام حكم الديكتاتور فرانكو المشؤوم، متوجهة إلى موريليا (المكسيك) أولاً، ثم متنقلة بعدها من بلد إلى بلد (كوبا، بورتوريكو، فرنسا، إيطاليا، سويسرا، جنيف)، حيث ستعود أخيراً إلى مدريد سنة 1984، بعد منفى دام 45 عاماً.
عملت أستاذة للفلسفة في العديد من الجامعات، منها جامعات مدريد ومعهد ثربانتس وبورتوريكو وكوبا. نالت جائزة ثربانتس سنة 1988. من أعمالها: «الإنسان والألوهية»، «أونامونو»، «إسبانيا الحلم والحقيقة»، «فكر وشعر في الحياة الإسبانية»، «فضاءات الغابة»، «من الفجر»، ومخطوطين عن الحب.
هذه المختارات المنتقاة من كتابها المفصلي «الفلسفة والشّعر»، والذي يُظهر نضجها الفكري وتبلور فلسفتها في اجتراح «عقل وسيط»، يجمع بين علاقة الفلسفة بالشّعر. تلك العلاقة النافرة والشائكة وربما العدوانية المتسلطة، التي شكلت المرحلة الأفلاطونية بالتحديد ذروتها المتطرفة الكبرى في تاريخ الفلسفة، تجاه طرد الشُّعراء خارج أسوار الفلسفة، بل خارج أسوار « جمهورية» أفلاطون المفترضة وغير المتحققة مطلقاً. فهذا الطرد اللاأخلاقي واللاإنساني، والذي يشبه جريمة معلنة في حقِّ الشُّعراء، يصل في حِدَّتِهِ إلى شَرْعَنَةِ طقس تطهير جماعي مشترك، والتضحية بمجموعةٍ بشريةٍ بمسوغاتٍ فكريةٍ واستبداديةٍ في الأساس، فأفلاطون لم يكن ديمقراطياً ولا عادلاً، على الإطلاق، في حكمه على الشُّعراء.
من هنا، من هذه النقطة السوداء الفارقة في جبين تاريخ الفلسفة، والذي ظل يتردد صداها لدى فلاسفة من حقب مختلفة كذلك، يأتي صوت ثامبرانو العميق ليكشف عن الوجه الآخر، الوجه المنفتح الجميل والنبيل والجوهري والأصيل، لقيمة الشّعر والشُّعراء وحقّهم الطبيعي والضروري في الوجود.موضحةً حقّهم في الاختلاف، من واقع خصوصيتهم بالذات في التعامل مع كائن حرّ مجنح نوراني ومتشرِّد وصعب مثل الشّعر، وسعيهم الأبدي في تكريس محبتهم للكائنات والحياة، وتوحدهم بالعالم، وعدم تنازلهم عن فرديتهم، والتصاقهم الحميم بالأشياء والظواهر كوحدة واحدة متحققة في قصيدة. إنطلاقاً من العدالة والحقيقة الشِّعريّة، التي لا تستبعد أحداً ولا تنفي ولا تضطهد أحداً، ولا تستبعد اللقاء الشّاعري المحتمل دوماً مع تخوم الفلسفة كذلك.
أليس الشِّعر، في الأخير، فلسفة بلا مناهج ولا نظريات ولا عقل متسلط وبارد؟!
***
الآن نفهم لماذا رفض أفلاطون الشّعر، لماذا أعلن عداءه اللامتصالح معه. لم يكن ذلك باسم الحكمة، ولا باسم الوجود، ولا باسم الوحدة، ولا بحقيقة هذا العالم. لو لم يكن أفلاطون بصدد مشروع ديني كبير، لما أدان الشّعر أبداً، وأكثر من ذلك: لما كان سوى شاعر.
**
منذ أن انتصر الفكر و«اغتصب السلطة»، بدأ الشّعر يسكن الضواحي ممزقاً صارخاً بكل الحقائق غير اللائقة، فكان الشّعر المتمرِّد الصارخ.
**
منذ تلك اللحظة انقسم العالم إلى دربين:
درب الفلسفة، حيث يشعر الفيلسوف بدفقة حبّ عنيفة تجعله يهجر سطح الأرض، وذلك بمباشرة كريمة للحياة، ويشيد حيازته الكلية على أساس رفضه الأول.
**
الدرب الآخر، درب الشاعر.
الشاعر لا يرفض العالم ويكاد لا يبحث عنه، لأنه لا يمتلك الأشياء. لديه، على الأقل، ما هو أمامه، أمام نظره وعلى مسمعه، يمسكه، يمتلك ما يراه، ما يسمعه، وما يلمسه. وكذلك لديه ما يبرز في أحلامه وخيالاته الذاتية الداخلية الممزوجة مع الخيالات الخارجية، واللتين تشكلان معاً عالماً مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
**
الشاعر يعيش واقعاً في حبّ العالم، وتعلقه بالأشياء واللحظات، والظلال المتعددة، فهذا ما يعني حبّه المتكامل الممتلئ. الشاعر لا يرفض شيئاً، لأن موضوع حبّه العالم: الحلم والجذور، ورفاق دربه.
**
الشّعر بصفته تعدداً يقتفي المتغاير المرفوض، يفتح للشاعر باب الوقوع في غرام الأشياء، يلامس كل شيء، ويتبعه على أثر متاهة الزَّمن.
**
يقتفي الشاعر التغيرات دون استطاعة رفضها: لا مخلوق ولا لحظة زمنية من هذا الخلق، ولا جزء من هذا الجو المحيط بالمخلوق، ولا فروق دقيقة من الظل الذي يشع من المخلوق، ولا من العطر الذي يفوح منه، ولا من الخيال الذي يبقى بعد الغياب.
**
يقول الفيلسوف: يجب تجنّب الظواهر بسبب الوحدة، بينما يبقى الشاعر متعلقاً بالأشياء، بالظواهر التي تستدرجه.
**
الشّعر واحدٌ، وإنما يختلف بالنسبة لكل إنسان. وحدته مطاطية لدرجة أنه قابل للطوي والانبساط والاختفاء. وتنفذ وحدة الشّعر إلى اللحم والدّم والحلم.
**
الوحدة التي يبحث عنها الشاعر هي أكثر بُعداً من الوحدة التي يبحث عنها الفيلسوف. فالفيلسوف يريد الوحدة من دون زيادة. ولهذا السبب لا يعتقد الشاعر بالحقيقة، هذه الحقيقة التي تفترض أشياء وأشياء لا وجود لها، بالعلاقة مع الحقيقة والأوهام.
**
بالنسبة للشاعر لا وجود للأوهام، وهو الوحيد الذي يمكنه أن يعبر بعباراتٍ بعضها كذب.
**
ليس بمستطاع أي شاعر أن يكون ريبيّاً، إنه يحب الحقيقة، ولكن ليست تلك الحقيقة الحصرية، ولا الحقيقة الآمرة، ولا الانتقائية، التي تدَّعي وحدها حيازة كل شيء. الحقيقة المنفتحة هي «كل شيء» بالنسبة للشاعر، وكل شيء بالنسبة للشاعر ليس أفقاً ولا مبدأً، وإنما هو «كل شيء» لاحق لا يصير إلاّ عند امتلائه.
**
الفلسفة شامخة! أما الوحدة والنعمة التي يجدها الشاعر كنبعٍ معجزٍ في طريقه، يكتشفه كاملاً وبدون تأخير، من دون درب ممهد، وبدون لفٍّ ولا دوران.
فالشاعر ليس له منهج.
**
الشّعر ليس سجالاً، ولكن يمكنه أن يكون يأساً وأن يلتبس تحت ظل إمبراطورية الوضوح البارد للعقل الفلسفي.
**
الشّعر يقوم بغواية الاحتماء في أسواره، الأسوار التي يحيط بها الشّعر أبداً ولم يُعرّفها.
**
متشرِّد وجوَّاب شوارع كان الشّعر لمدة قرون، وحتّى الآن يقدم الشفقة والقلق والتأمّل الخصب المحدود، لأن الشّعر ولد ليكون ملح الأرض، وإن كانت هناك مناطق شاسعة من الأرض لم يبلغها بعد.
**
كيف يمكن للإنسان أن يعيش موزعاً؟
قلب الشاعر موزع ومدهوش دائماً. يقول أنتونيو ماتشادو: «قلبي نابض ومبهور وموزع». إن لحظة الدهشة هذه، من دون شك، قد تستمر لمدة طويلة عند الشاعر، ولكن هذه اللحظة ليست دائمة، ويمكنه الخروج منها.
**
الشّعر له طيرانه وتحليقه ووحدته أيضاً.
**
لو لم يكن هناك تحليق لدى الشاعر، لما كان هناك شعر ولا كان هناك كلمة.
**
كل كلمة بحاجة إلى انفصال عن الواقع المرجعي، وكل كلمة أيضاً هي تحرّر ممن ينطق بها.
**
في الشّعر، شعر الكلمات وليس شعر العقل، خان العقل نفسه، ووظفها بطريقة غير شرعية.
**
العقل كلمات وعقل يفترقان عند الشّعر، فالشّعر هو كلمة لا عقلانية. إنها الكلمة في خدمة النشوة، وبالنشوة يصبح الإنسان شيئاً آخر أكثر من كونه إنساناً، كما لو كان أحداً يأتي ليسكن جسده، أحداً يحوز عقله ويحرك لسانه، أحداً يطغى عليه.
**
الشاعر أبدع الوحدة بالكلمة، هذه الكلمة التي تحاول أن تعبِّر عما هو الأكثر رقة، والأكثر تجنيحاً، والأكثر مغايرة لكل الأشياء في كل هنيهة. فالقصيدة وحدة غير مستترة بل ماثلة، وحدة متحققة كما لو كانت متجسّدة.
**
الشاعر لم يمارس العنف ضدّ الظواهر المختلفة، واستطاع الوصول إلى الوحدة من دون عنف أيضاً.
**
الفيلسوف يسعى إلى الوحدة، لأنه يريد الكلية كما سبق أن أسلفنا. والشاعر لا يسعى إلى الكلية تماماً، لأنه يخشى أن تُفْقِدَه الكلية فردية الأشياء وفروقها الدقيقة.
**
الشاعر لا يخاف العدم.
**
الشاعر لا يريد إنقاذ ذاته، إنه يسكن الإدانة، ويبسطها، يمدها ويعمقها.
**
الشّعر حقيقة هو الجحيم.
لكن الجحيم هو أيضاً فضاء الشّعر، فالشّعر هو المتمرِّد الوحيد في وجه أمل العقل.
**
أما عن الموت، فالشّعر لا يقبل قهر الموت بالعقل، فالعقل لا يستطيع أن يقهر الموت. هناك استثناء واحد يمكنه قهر الموت، لحظياً فقط، وهو الحبّ، الحبّ اليائس، الحبّ الذي يذهب من دون توقف نحو الموت.
**
من أجل العقل بوصفه أملاً لابد من بذل التضحيات، ولكن، من يقنع الشاعر في لحظات معاناته، بموت الوردة، ومن يقنعه بهشاشة جمال غروب الشّمس، وشذا شعر الحبيب، بكل تلك الأشياء التي يدعوها الفيلسوف «مظاهر».
**
الشاعر مسكون بجمال مشرق وباهر، ينبع من بين الأشياء. والشاعر يعرف أن هذا الجمال هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن له أن ينساه، ويعرف أن اللحظة التي سيكف فيها عن رؤيته، وعن متعة هذه الرؤية، آتية لا محالة.
**
الشّعر هو الوعي الأكثر إخلاصاً من كل التناقضات الإنسانية، لأنه ضحية الوضوح، الذي يقبل الواقع كما هو مُعطى في لحظته الأولى. ويقبله لا عن غباء، بل عن معرفة بمأساوية ثنائيته، وتدميره النهائي.
**
يحدث أنّ الشاعر، انطلاقاً من الشّعر، يكسب شيئاً فشيئاً وعياً أكثر، وعياً لحلمه ودقةً لهذيانه. والسبب في كل ذلك، هو أن الشاعر يؤكد ذاته في شعره.
**
الشاعر يريد الحريّة ليعود إلى الوراء، للاندماج في الوسط الذي انطلق منه، يريد الوعي والمعرفة لتحديد ما رأى.
**
الشّعر ينتمي إلى سلالة الهم الإنساني، الذي لا يتم إلا حسب متطلبات المصير بضرورة لا مناص منها.
**
حلم البراءة، والقلق كإمكان للحرية، يسيران مع الشّعر وكل إمكانية للوجود الإنساني.
**
من دون القلق لا يتذكر الشاعر الدرب الذي ينطلق من الحلم، هذا الحلم الذي يوجد في كل شعر، وفي كل حياة. الشاعر لا يخرج من براءته إلا بالقلق، قلقٌ ممتلئٌ بالحبّ الذي يجعله يخلق موضوعه، بشكل بعيد تماماً عن إرادة السلطة.
**
الشّعر يصبح دوخة الحب. دوخة تسعى للبحث عما هو غير متحقق بعد.
**
والشّعر يريد أن يستعيد الحلم الأول الذي كان قبل استيقاظ الإنسان من هبوطه، حلم البراءة السابقة على البلوغ.
**
الشّعر هو إعادة اندماج، وتصالح، وعناق يغلق وحدة الكائن الإنساني مع الحلم من حيث انطلق، ساعياً لمحو المسافات.
**
التقليد ليس سبيلاً، فهو يضاعف الانحطاط، ويجعلنا نؤكد على اللاوجود، ونسارع بالموت دون أن نكون مستعدين له.
**
الشاعر لا يطالب بشيء، على العكس فهو يعطي. الشاعر كله عطاء.
**
كل شاعر هو شهيد الشّعر، إنه يمنحه عطاء حياته، وكل حياته، دون ان يحتفظ بأي شيء لنفسه، ويحضر كل مرة وعطاءه أكثر وضوحاً.
**
الشّعر كان ملتصقاً بالجسد، يعيش بطريقة ممزقة، لدرجة ضياع الوحدة منه. ولأن الشّعر تناقضٌ محض، فالحب في الشّعر يتحول إلى وحدة، وفي الوقت نفسه يتمرد على هذه الوحدة، فهو يسكن التمزق، ويعانيه، ويبكي ما لا يريد أن يبارحه، ويتمرد على ما بإمكانه أن ينقذه.
**
الشّعر هو صراع مع الجسد، مساومة تنطلق من الخطيئة و«جنون» الجسد إلى الرحمة. حبّ الجسد الذاتي، وجسد الآخر هو رحمة، لا تقطع صلات الوصل بين الإنسان والكائنات الأخرى.
**
الشاعر يعيش دائماً من خلال العلاقة مع الجسد، وأكثر من ذلك من خلال العلاقة مع داخله. ولكنه يتسلل شيئاً فشيئاً، ويسعى لأن يكون سيد أسراره، وبقدر ما يصنع شفافية الجسد، يروحنه.
**
الحبّ في حاجة لأن يثقب الموت ليزدهر، لأن يثقب الحياة، وتعددية الزّمن.
**
هناك هذيان إلهي، هو الحبّ.
**
الحبّ هو أن تتكرس حتّى لا يبقى أي شيء منك. والشّعر هو انفتاح على الداخل والخارج في الوقت نفسه، هو إصغاء في الصمت ورؤية في الظلام.
**
والشاعر، لديه كل الأشياء في تنوعها ووحدتها، في نهايتها ولا نهائيتها. الحيازة تُكَبله. لديه الكثير من الكنوز، لكنه بالحبّ لا ينغلق على شيء. الحبّ يجعله خارج ذاته، دون أن يستطيع الانطواء: لقد فقد وجوده، لكنه كسب ظهوره الكامل، مجد الحضور المحبوب.
**
كيف يمكن أن نسمّي الشاعر؟
تائه في النور، متشرّد في الجمال، فقير في الإفراط، مجنون في اتساع العقل، مخطئ تحت الرحمة.
**
الشاعر لا يبحث وإنما يجد، ولهذا السبب لا يعثر على كيفية تسمية ذاته.. ولأنه الابن الحائر للأشياء، ينسى ذاته بين الأحلام رغم أنه لصيق الجسد.
**
الشّعر هو هروب إذن، بحث، طلب، هو ذهاب وإياب، هو استدعاء وفرار، قلق من دون حدود، وحبٌّ لا متناهٍ. لا يمكنه أن يركز على أصوله، لأنه يحب العالم ومخلوقاته، ولا يستريح حتّى يندمج الكل معه في أصوله.
**
الشّعر ليس كسلاً ولا فتوراً ولا هواناً، وليس تجنباً للمجهود والتعب، لأنه ليس بمقدور أي كائن إنساني أن يتجنبه، والشاعر هو أقل من يستطيع ذلك. والشّعر هو انبثاق الروح من حدودها، هو انفتاح الوجود، لذلك لا يمكننا حسابه، وأكثر من ذلك، لا يمكننا الانتباه للخطوات التي يمنحها.
**
هكذا إذن، ينتصر الشّعر من دون ذل، وحتّى لو كان هناك صراع قلق ورعب في اللحظات السابقة على بروزه، فإن المهزوم لا يشعر بالضغينة، لأنه حصل على ما كان يرغب فيه، وفي النهاية تحل السكِّينة في الامتلاء.
**
الشّعر هو الانتصار المحض للحبّ.
* مختارات من كتاب «الفلسفة والشّعر»، تأليف: ماريا ثامبرانو، ترجمة: محمد البخاري بن سيد المختار، د. كارلوس بارونا ناربيون، دار الرواد – بيروت، 2005
*كاتب من الإمارات
( الاتحاد الثقافي )
مرتبط