*ماجد شاهين
( ثقافات )
( 1 ) جديلتها !
حين َ تـُحَرّك ُ الرياح ُ جديلة َ البيلسان ِ
أو تلمس ُ فاكهة شَعـْـرَهَا ،
تماما ً مثلما يـُقاس ُ النبض ُ
تحت الجديلة ِ قبالة القلب ِ
أو في الجهة الملاصقة للخافق ِ ،
حين ذلك يحدث ُ كلّه
أو يحدث ُ بعضُه
يفرد ُ البيلسان جناحيه
يضّوّع ُ في الأرجاء
يصير ُ خيمة عطر
و تصير الأوقات كلّها فاكهة !
حين يحدث ُ ذلك
يكتفي الفتى بالنبض ِ
مثلما تكتفي النافذة ُ بالرائحة ،
حين تحرّك الرياح ُ جديلتها
تخرج الشمس ُ من مخدعها واضحة !
( 2 ) قهوتها !
إنّها الشمس ُ الآن
إذ ْ تزيح ُ من طريقها كُتل َ الغيم
و تطرد ُ ما راكَمَه الليل
و تُطيح ُ العتمة َ ،
إنّها تطلع ُ في طرف السماء
من غير ِ غطاء للرأس ِ
تطلع ُ واضحة ً
و ترانا واضحين
كما لا نريد ُ
أو كما نريد ُ ،
إنّها الشمس ُ
لا تخضع ُ لنشرة الأنباء
أو لما يقوله الراصد الجويّ
أو لما ينتظره الحالمون بنوم ٍ إضافيّ
أو الذين يتعذّرون بالشوارع الزلقة !
إنّها الشمس تحبّ المطر َ
مثلنا و ربّما أزيد قليلا ً
تحبّ الماء حين تسقي الحقول
أو تغسل شبابيك التعب
أو تأخذ الطير منها حصّتها ،
والشمس تحبّ الماء
حين النساء يأخذن زينتهن ّ من روحها
والأولاد يلهون بعيدا ً في المسافات
و الشجر ُ تسّاقط عنه الماء ،
فيشلح عنه التراب !
إنّها الشمس الآن
تغادر سرير نومها
تفتح شبابيك دارها
تزيح الستائر
ترمي تحيّتها إلينا
ثمّ تروح إلى ” ركوة البن ّ ”
تُعدّها و تهيّيء النار الجميلة
و حين ينضج البن ّ
تحمل الشمس ُ ركوتها
والفناجين و حبّات فستق
و حلوى قليلة ،
تروح الشمس إلى شرفة
تطلّ إلينا و علينا ،
هناك ترفع الشمس شعرها
و تدعونا إلى ” قهوتها ” الطازَجة !
( 3 ) رغيفها !
أُعِد ّ رغيفي
بالنار ِ القليلة
بــ ِ ملح ِ الكلام ،
بالتفاتة ٍ ، رغم النّعاس ، حانية
بــ ِ سطر ٍ ضفرته امرأة
في نومها !
أُعِد ّ طاولة ً و أقلاما ً و دفاتر َ بوح ٍ ،
أعِد ّ جيب القميص
لكي أدُس ّ الرسالة
كما أعد ّ عيني ّ لكي ترى و ضوحَك ِ ،
أعد ّ انتظاري
و احتمال الغياب ِ
و أصابع الوداع !
أعد ّ نشيدا ً يليق ُ ،
إذ كلّما ناديتـُك
و راح الصدى إلى البلاد :
قالوا أنّني الفتى البعيد ُ
وأنّني العاشق ،
الذي و إن ْ فاض به الوجد ُ ،
ينادي في البريّة اسمك
و يصدح ُ به ولا يُلام ْ !