اغاثا كريستي.. الذكرى الـ 125 لولادتها


ولدت اغاثا كريستي في توركي – انكلترا، وتقول اغاثا: “يسألني الناس لماذا انصرفت الى الكتابة”!

ولقد وجدت نفسي تميل الى كتابة القصص، والضجر هو الذي دفعني الى تمضية الوقت بالكتابة، وهكذا عندما بلغت السادسة عشرة من عمري كنت قد كتبت عدداً من القصص القصيرة وواحدة طويلة – اقرب الى الرواية، وعندما بلغت الحادية والعشرين من عمري، انهيت كتابي الاول والذي تم طبعه.
وفي عام 1920، طبع كتابها الثاني وهو رواية بعنوان (القضية الغامضة) وبعد اعوام اصبحت اشهر روائية للقصص البوليسية في التاريخ، وقد باعت ملايين النسخ من اعمالها، كما كتبت عدداً من المسرحيات، وتوفيت في 12 كانون الثاني 1976.
وكانت بداية اهتمام كريستي بالكتابة، منبعثة من تشجيع والدتها، والتي قامت بتدريسها في المنزل، واهتمت كريستي بالقضايا الغامضة ورسم الشخوص، وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، انتقلت الى باريس لدراسة الالفاظ والصوت والبيانو.
وفي عام 1914 تزوجت من الكولونيل ارجيبالد كريستي، الطيار في الفيلق الملكي، وتطوعت للتمرض خلال الحرب العالمية الاولى . وفي عام 1920 صدرت روايتها الاولى (القضية الغامضة في ستابليز) وركزت الرواية على مقتل وارثة ثرية، وفيها قدمت لقرائها الشخصية المعروفة .. المفتش هيركيول بوارو.
وفي عام 1926 صدرت رواية (قتل روجر اكرويد) وحققت نجاحاً كبيراً، وكانت الرواية المفضلة بالنسبة لاغاثا كريستي، وكان ذلك العام سيئاً بالنسبة اليها، ففيه توفيت والدتها، كما كشف لها زوجها علاقته بامرأة اخرى، واصيبت بصدمة للخبر، واختفت من منزلها، وبدأ البحث عنها وتم العثور عليها في احد الفنادق تحت اسم (صديقة زوجها).
وبعد طلاقها في عام 1928، بدأت تستعيد توازنها وتزوجت بعد ذلك البروفيسور ماكس مالوان (الخبير بالآثار) وسافرت معه عدة مرات، وفي الاعوام المتتالية لم تنقطع عن الكتابة واصدرت عدداً من الروايات، واضافت في هذه الحقبة شخصية (مس ماربل) والتي ظهرت في عدد من رواياتها، وباعت من رواياتها اكثر من بليوني نسخة.
وفي اعوامها الاخيرة انصرفت الى الكتابة، وكتبت اكثر من 70 رواية بوليسية، اضافة الى قصص قصيرة، كما كتبت روايات عاطفية ومنها (اللوحة غير المكتملة) و (ابنة الابنة – 1952) تحت اسم ماري ويستماكوت، ورواياتها الناجحة دفعت الصحف الى وصفها بـ (ملكة الجريمة) و (ملكة الغموض) ويمكنها ايضاً ان تكون (ملكة الطبع) اذ كانت على الدوام في القمة بمبيعات اعمالها، وباعت اكثر من بليوني نسخة منها.
وكريستي كانت ايضاً كاتبة مسرحيات معروفة، ومن اعمالها في هذا المجال: (الفراغ – 1951) و(الحكم – 1958) وروايتها (مصيدة الفأر – 1958) افتتحت على مسرح الامباسادور في لندن، وتواصل عرضها 21 سنة، واصبحت تحمل الرقم القياسي للعرض المتواصل في لندن، كما ان بعض اعمالها تحول الى افلام سينمائية ناجحة ومنها (جريمة قطار الشرق السريع – 1974) و (موت على النيل – 1978).
وفي عام 1971، منحت لقباً عالياً وهو (السيدة) وظهرت على المسرح في افتتاح مسرحية (جريمة في قطار الشرق السريع) وتوفيت في الثاني عشر من كانون الثاني عام 1976.
مراسلات اغاثا كريستي
تبادلت اغاثا كريستي الكثير من الرسائل مع المعجبين بها، وجمعت كافة تلك الرسائل وردودها عليها، وكانت الكاتبة تتلقى المئات من الرسائل واحتفظت بها، وبمناسبة الذكرى (125 سنة على ولادتها) تم جمع تلك الرسائل في كتاب صدر في خلال هذا الشهر في لندن، وهذه الرسائل تضم تعليقات واعجاب الملايين بها من مختلف ارجاء العالم، وفي احداها كتبت امرأة بولندية “ان رواياتها جعلتها تتحمل بؤس حياتها في مخيم للعمل في المانيا”، واتمت ترجمة رواية (الرجل ذو البدلة البنية).
وتقول المرأة البولندية: “كنت اقرأ واعيد قراءة الرواية، حتى حفظتها وكانت في خلال الاشهر السبعة علاقتي الوحيدة بالعالم” وتستمر الرسالة: “اعرف ان كتاباتك منحت السرور لملايين الناس في العالم”.
وكريستي التي كتبت 60 رواية و14 مجموعة من القصص، احتفظت برسالة كتبها صبي في الرابعة عشرة من عمره في عام 1958، ارسلها من بريستول، وقال انه قد اسس ناديا للكتاب (في مدرسته، كي يجمع مبلغاً لشراء المزيد من كتبها)، وكان جواب كريستي والذي احتفظت بنسخة منه، قالت: “فرحت برسالتك، وكانت فكرتك عن تأسيس ناد للكتاب امرا مثيرا للاعجاب”، وكريستي التي توفيت عام 1976، تلقت عدداً من الرسائل من اشهر الكتاب في انكلترا، او من ارجاء اوروبا والولايات المتحدة الامريكية، وكتبت لآخر: (ان اصعب الامور بالنسبة لي، اختيار العنوان المناسب).
كما ان الكاتبة قد احتفظت بمجموعة من الرسائل كتبت في العام 1963، وكانت قد امضت عشرة اعوام في السجن برومانيا – دون الحصول على الكتب، وقالت المرأة ايضاً: “في خلال تلك الاعوام لم اشاهد ورقة مكتوبة، ولكن ذاكرتي لم تقلق، وكنت استعيد في خلال تلك المرحلة القاسية رواياتك.”
وقد جمع حفيد كريستي ماثيو بريجارد، عدداً من تلك الرسائل والاجوبة في كتاب صدر في الذكرى الـ 125 لميلادها، وكتب ماثيو: “اعرف ماتعنيه هذه الرسائل وسعادة جدتي عند استلامها،وانا واثق من انها كانت ستفرح كثيراً ان عادت الى هذه الرسائل الشخصية والتي نشرت للمرة الاولى”.
_________
*عن: الغارديان/ المدى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *