وخز على نافذة الحرب


هيفين تمو *
( ثقافات )


 

أبي
الذي أخذتهُ الحربَ بعيداً
نسيَ نظارتهُ الطبية
بعدسةٍ مكسورة ملونةً بالدم
ففقدَ الله
عينٌ تصحو لها الحياة
وفقدتُ أنا
روحاً أتمسكُ بها كالأمل 


***

أبي الذي ذهبَ بعيداً
نسيَ يدهُ المنحوتة بالضوء
وصرةُ
أمنيةٍ مفتوحة
يتطايرُ منها حزنُ البلادِ 

*** 

نسيَ جسداً يذوبُ كالحُلم
وقصيدة رطبة
بذاكرةٍ حامضة
تأتي كوخزٍ موجع 

***

هي الحرب يا أبي

تدفنُ نفسها بين ذراعيكَ
كظلالٍ موحشة
تحصي تلكَ الاشياءَ وهي تعبرُ الجسد الهش
تفتحُ الوجع وتدفعهُ للبكاء 


*** 

لا أجيدُ مقايضة الحرب
التي تركتني أصغي لغربة الروح
الحرب التي تلفها شجيراتٌ
داكنة كالموت
الحرب التي نسيت كل شيء
وأخذت الروح


* شاعرة من سوريا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *