*حسن لشهب
( ثقافات )
أعشق أن أكون جالسا بصمت… وقتي ضيق ومحدود وما بيدي حيلة لتغيير الأشياء…
أحاول أن أحافظ على هدوئي… أراقب الحافلات المغادرة، أنت بجانبي وكأنك تسهرين علي… حضورك يشعرني بالدفء، .. وكأنني أمتلئ بالحياة…
وأبتسم ..
وهل كان بوسعي أن أفعل غير ذلك… !
لا تتكلمين… صامتة، على غير المعتاد، وكأنك تستمتعين مثلي بمنظر الحافلات الملآى بالمسافرين…
ثلاث دقائق
يمر الوقت بسرعة خصوصا حين نفكر في ذلك !!
تهب الريح في تلك اللحظة، لم نعر الغبار انتباها،
تطاير وشاحك الفضي في الهواء،
انكشف الوشاح الأسود…
وأصرّ الفراغ على دوام الحال…
وجوما وشرودا !
لم تتحركي…
رغم هبات الريح الباردة !
……
دقيقتان
استمتعت بحلمي الجميل…
تحرك المركب على إيقاع أنفاسك التي تبدو متحكمة في سير الماء الموجود تحتنا..
كما لو كان ملكا لنا.
دقيقة واحدة
اختنق الوقت، لكنني لا أخشى شيئا.
أعلم أن هذه الساعة دقيقة !!
ولحسن الحظ أنها كذلك .
وتعلمين السبب أكثر من أي شخص آخر.
لا تغيب الشمس دفعة واحدة، .. تتحرك ببطء وهدوء، يتغير لون السماء قليلا قليلا…
يحل الظلام، ويضفي على الأشياء انعكاسا آخر، يغلفها السواد، نوع من السواد الدافيء غير المقلق…
تقفين….
تمزقين الفضاء بقامتك.
يتطاير وشاحك في كل الأنحاء.
أعلم أنك خائفة ومن حضوره متوجسة …
وتنظرين إلي متوسلة.
لا أخشى شيئا
إليك أظل ناظرا ، أملأ عيني بصورتك،
ألمس كفك الناعم،
تحركين اليد وأنت مغادرة،
أقول لك مواسيا ، وككل مرة،
“قد نلتقي غدا”
تحركين “رأسك وتبتعدين…
حينها غادرت الحافلة .
بلا تأخير،
ولو لدقيقة إضافية ،
مجرد دقيقة لا أكثر !
ما أقسى الوقت متى صار سيفا…
عسى أن تكتمل الخمس دقائق يوما ما.