*سعيدة تاقي
( ثقافات )
سردٌ انسابَ موحَّـداً لضميرٍ جمْع
حين نصطدم بالحقيقة تَـتَـنَاثر الأوهامُ على قارعة الأرصِفة.
الحياة تؤمن بأننا لن نُهزم.
أمّا نحن فنرخي ظِلالَـنا و نمضي.
1 ـ تعــتيـم
“الحُـلْــمُ أملٌ قد شمَّرَ عن ساعِدَيْه”..
ذاك ما تقوله حكمةُ الأيام، بتعالٍ لا تبلُغُ الليالي المتوالية، كُـنْهَ تأويله. فالفجرُ ما يزال يتردُّد عن اكتساح خيوط العتمة… يراودُ الانتظارَ و يراوغُ اليقظة.
…
…
…
“و الحِـلْـمُ مجْدٌ لا يُستَجدَى.”
ذاك ما ترتِّــله بسخاء مدارجُ ابتهالاتِ الواجِدِ في جنْح الليل..
الإشاراتُ لا تَــقرأ غيرَ الإشارات. و سِــرُّ الأسرار لا تراه غيرُ عيون القلب.
.
2 ـ مشهـد مزدحِـم
الحشودُ مسرِعةً تمضي نحو منعطفاتٍ، ما أَعلَـن عنها بدءُ المسير.
التّـابعون تارةً يصفِّـقون. و تارةً يلْوُونَ أذرُعَ غيرهم ليصفِّـقوا بدلاً عنهم.
و تارةً ينسحبون رُفقةَ صمت مُريب.
الأضواء مازالت مُسلطةً على الحشود، لكنها أخْلَتْ مكانها للصمتِ.
3 ـ إضـاءة
الحشود ترفع صوتها قليلاً:
“لم يعد الغدُ هَمَّنا، له الأحلام و حاجاتٌ أخرى، تغفو على دفء انتظاره.
لنا الحاضرُ نتَجرَّعُه حتى الثمالة.. نحـتفي بإشراقه المأمول، أو نـحْـرُسَ بإخلاص ظِلاله المُـتحوِّلة.”
4 ـ صكُّ نَـعْـي
الجماهير تترقَّـب.
و الصمتُ ينسحِبُ هو الآخر خلسةً، بعيداً عن الأضواء.
الضجيج يعلو شيئاً فشيئاً.
الخشب وحده ينتصِبُ شامخاً، ينعى انتفاضةَ أرواحٍ عبرتْ بخفَّةٍ فوق أضلاعه، ذات ربيع.
5 ـ إسدالُ السِّـتار
حينَ تكوَّمَ الضَّوءُ على جانِبِ الرَّصيف، لمْ يكُنْ هناكَ أحد.
لكنَّ الصَّمتَ لم يَعُدْ سيِّدَ ثكنةٍ قد اعتنَقَتِ الطوارئ منذ أكثر من كرسي.
متَعدِّدُ الأصداءِ سـيَرتَفِعُ ثانيةً، شيئاً فشَيْئاً.. و الرُّكحُ خَالِياً سينتَظِرُ رَجْعَ الصَّدى.
_________
*كاتبة و ناقدة من المغرب.