“وسطاء الخداع” للمؤرخ رشيد الخالدي بالعربية


( ثقافات ) 

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدرت الطبعة العربية من كتاب “وسطاء الخداع: كيف قوّضت الولايات المتحدة الأميركية عملية السلام في الشرق الأوسط” للمؤرخ الفلسطيني الأميركي البروفيسور رشيد الخالدي، رئيس قسم التاريخ في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، حيث نقلت الكتاب إلى اللغة العربية المترجمة والباحثة الفلسطينية سارة ح. عبد الحليم.
يسلِّط الخالدي في هذا الكتاب ضوءاً كاشفاً على الدور الأميركي كوسيط غير نزيه في الصراع العربي الإسرائيلي المتواصل منذ نحو سبعة عقود. فمن خلال مقاربة تحليلية منهجية، تتكئ على قراءة تاريخية معمَّقة مدعومة بالوثائق والأدلة كما تستند إلى خبرته كأحد مستشاري الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات ما قبل توقيع اتفاقيات أوسلو في العام 1991، يتوقف الخالدي عند ثلاث محطات، أقرب إلى منعطفات تاريخية، تكشف التواطؤ الأميركي الإسرائيلي للحؤول دون إقامة دولة فلسطينية، كما تميط اللثام عن الدور الذي لعبته الإدارات الأميركية المتعاقبة في إعاقة التوصل إلى تسوية سلمية عادلة، عبر “وساطة” أقل ما توصف بأنها مخادعة، مراوغة، ومنحازة بالمطلق للطرف الإسرائيلي، لم تبحث في الأساس عن حلٍّ جدّي وحقيقي بقدر ما سعت إلى إدارة الصراع وتسويق مصطلحات جوفاء مفرغة من معناها على أرض الواقع.
يتمثّل المنعطف التاريخي المفصلي الأول في “خطة ريغان” في العام 1982، عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن المقترح الذي تقدمت به إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان لإعادة صياغة اتفاقيات كامب ديفيد على نحو أكثر حياديةً ونزاهة. أما المنعطف الثاني الذي يخضع لاستقصاء تحليلي دقيق من قبل الخالدي فيغطي حقبة ما بعد انعقاد مؤتمر مدريد من العام 1991 وحتى العام 1993، التي لعبت خلالها الولايات المتحدة دور الوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين وذلك حتى توقيع اتفاقيات أوسلو السرية. ويستعرض الخالدي في المنعطف الثالث فلسطين خلال فترة باراك أوباما الرئاسية الأولى (2009-2012)، راصداً مزيداً من التراجع والإجحاف، المتردي والمجحف أصلاً، في الموقف الأميركي الرسمي إزاء القضية الفلسطينية، ومسجلاً تخاذل إدارة أوباما في كف يد الاحتلال الإسرائيلي عن قضم الأراضي والتوسع الاستيطاني والاعتداء المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدّراته.
إن وسطاء الخداع وثيقة تاريخية سياسية مهمة، تغوص في وحل مفاوضات نجحت الولايات المتحدة، بلعبها دور الوسيط الأوحد، في جعلها عبثية، وفي النهاية في جعل السلام مسألةً بعيدة المنال.
سبق للمؤسسة العربية للدراسات والنشر أن أصدرت للبروفيسور رشيد الخالدي كتاب ” القفص الحديدي – قصة الصراع الفلسطيني لإقامة دولة “
يقع الكتاب الجديد في 256 صفحة من القطع الكبير، و الغلاف من تنفيذ زهير أبو شايب.

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *