حيدر البستنجي *
إلى نبض الجنوب الذي يسكن أرواحنا ويرفعنا في المدى نشامى
(1)
عراةٌ سوى من غبارٍ تأخّر في القلبِ لم يشتعل أو يذوبْ
وطير المجراتِ
يحملُ حزن الجهاتِ الينا
نشيد المحاربِ وهو يعود على نعشه صامتاً
جنوناً يفض سكون البيوت
وكل الجهات جنوب..
وطير المجراتِ
يحملُ حزن الجهاتِ الينا
نشيد المحاربِ وهو يعود على نعشه صامتاً
جنوناً يفض سكون البيوت
وكل الجهات جنوب..
(2)
هي الحربُ لن تنتهي بالسكون
ستبقى هناك تُعاقر أرواحنا كل يومٍ
وفي غابة الحلم تغرسُ شوكَ الجنون
ستبقى الأيادي التي رافقتنا هناك
وحين نعود إلى ساحة الورد والأغاني
سَتعلو قناديلها في الجهات
ستبقى العيون التي ودّعتنا هناك
ولم تحتمل كُل هذا السبات
سيبقى الجنون الذي خاننا
وآخر نبض الحياة
وحينَ نُغرد بالنصرِ
ستبقى المنازلُ والذكريات..
– أحلمُ أن أعبرَ الحربَ إلى الضفةِ الأُخرى، سألقي بكل شيء وأنتظر المطر، وعندما يعلو الصمت سأخطو إلى الضفة الأخرى بهدوء مؤجل، سألقي بكل شيء إلى كل شيء وأحمل ما تبقى من ظلالي وبقايا دمي.
– كنت هنا شاهداً على الطائرات التي نثرت طفولة أبنائنا، شاهداً على العويل الأخير للبنايات التي حضنت أوجاعنا، وأنينا في هجوع الليالي.
– أنا أي شيء واقف ها هنا أنتظر الموت على قدم واحدة.
سَيخبرك العائدون من الموتِ
ما يشتهون
قصائد أرواحهم
رقصةُ القلبِ قرب المجازِ
تفاصيلَ تُروى كعشقٍ قديم وموت مؤجل
هي الحرب
كأس الجنود وهم يشربون الثواني ونخب النجاة
هي الحرب
لا تنتهي بالسكون
وحين نعود لأطفالنا متعبين
سيبقى الصدى
الفراغ المجلجل
ما لم نقله من الذكريات
وهذا البريق الذي جمّد الدمع بباب العيون.
* شاعر من الأردن
( الرأي الثقافي )