دفتر خفيف


*سميرة البوزيدي

( ثقافات )

كثيرا ما أتخيل سريرا في البحر ،
تماما في المنتصف
ينفع ان يكون جزيرة لأحلامٍ
تسبحُ بعيدا
و تعود لتلتصق بالمخدة .
سرير يصطاد بشراشف ناعمة اسماكا ومحارا .
وقرش لطيف يحوم في الجوار
اصطاده وأسميه نصي المفترس . 
ففي البحر فقط
يمكنك أن تغرف الكثير من الوهم
دون ان تعبأ بقارئ ملول يقضم أصابعه أو يشد شعره
يمكنك ايضا أن تستف الملح كالسكر تماما
دون ان تشرق أو تتقيأ.
الرمل وفير
ربما تجعله دفترا للكتابة .
دفتر يمحو نفسه ويطمس أسرارك
لا يثقل كاهلك ،
بشجن القصائد الميتة
ولا يستيقظ في الصباح ليطلب فطورا
او يشترط ان تحمله كدابة اينما ذهبت
دفتر لا يهتم أن أقلامك المجروشة
تحتاج لمبراة جديدة
او ان تسريحتك لا تناسب الموقف
أو ان ضجيج صغارك فاق الحدّ
أو أن حذاءك الجديد ضيق وسمج
فقط هو دفتر خفيف الروح
دفتر يمحو نفسه .
____
طرابلس 5 فبراير 2015

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *