*خالد المقرشي
رغم أنني هنا سأبحث في كتابين اعتبرا في فترة ما من أكثر الكتب التي حظيت بالنقاش والمراجعة من قبل الصحف المؤثرة، والمواقع الإلكترونية ومواقع اتخاذ القرار، ومراكز البحث بشتى صنوفها وتسمياتها حول العالم، بل وحتى أصبح لهما نقاش مجتمعي، وما زال هذا النقاش مستمرا للآن، وهما كتابا (صور المثقف) لإدوارد سعيد، و(أين ذهب كل المثقفين) لفرانك فوريدي. ورغم أنني قرات الكتابين، كل واحد مرتين على الأقل، وعلى فترات متباعدة، على الأقل ينطبق هذا على الأول، فقد كان كل ما يُكْتب عن إدوارد سعيد وما يكتبه هو يمثل ولعا غريبا بالنسبة لي، ولا ينافسه في ذلك سوى ميلانكو (كونديرا) إلا أنني مع ذلك لا أدعي الإحاطة بكليهما، مع كل هذا سأكتفي هنا بما أُسميه بالكتابة المتسللة لبعض مواقع الاستنارة والضوء لكليهما، وزاوية نظر كل واحد منهما حول مفهوم المثقف، وهل تغيرت بين الإثنين. ينبغي في البداية معرفة الخلفية التي انطلق كل واحد منهما في كتابه، فهذه لا بد حاضرة في الرؤية الشاملة للكتاب، بل ومتجذرة بعمق شديد فيما سيصدر عن كليهما، فإدوارد سعيد الذي شكله المنفى بعد خروجه من وطنه فلسطين مكرها ذاق مرارة التهجير والغربة بشكلها المأساوي العنيد، مهاجرا في البداية إلى مصر، وبعد ذلك رحلته إلى أمريكا، وصل إلى أمريكا تقريبا جاهزا بفكر متحفز، ورغبة هائلة في التنقيب عن المعرفة، وبالتحاقه بجامعة كولومبيا أستاذا للأدب الأوروبي والأمريكي الحديث، وصل إلى الموقع الأكاديمي الذي يستطيع من خلاله توصيل أطروحاته الفكرية؛ فمن خلال كتابه الاستشراق، الذي نشر في أواخر السبعينات من القرن الماضي، ضمن له موقعا فكريا وأدبيا رائدا في العالم الثقافي، أصبح شخصا معروفا كمثقف عالمي. أما فوريدي فقد شغل منصب أستاذ علم الاجتماع في جامعة كِنت البريطانية وهو مؤلف لكتب مهمة ككتاب (ثقافة الخوف)، كما أن هذا الرجل عاش في وطنه، بريطانيا، وهي نفس الدولة التي شردت ادوارد سعيد وسحقت روحه بالمنفى، عندما سلمت فلسطين كلقمة سهلة الابتلاع للصهاينة نتيجة وعد بلفور عام 1917م.
فمن البداية يُبدي إدوارد سعيد في كتابه صور المثقف، وكما يتضح من العنوان، قلقا واضحا حول مفهوم المثقف حقا وما هي رسالته، وهو حتما قلق المنفيّ، فبعد حشد هائل من التحليل المعمق لكثير من الكتابات بدءا من الأدب، تخصصه، متبحرا في السياسة وليس انتهاء بالفلسفة، يصل بنا سعيد إلى مفهومه للمثقف الذي يؤمن به، فهو يرفض جزءا من مفهوم غرامشي للمثقف الذي يقول بالمثقف العضوي الذي يرتبط بنحو مباشر بطبقات أو مؤسسات تجارية تستخدم المثقفين لتنظيم المصالح واكتساب المزيد من القوة والسيطرة. فسعيد يرفض أن يتحول المثقف إلى بوق وإمعة ويختزل دوره إلى مجرد خبير دعاية لمسحوق غسيل أو شركة طيران. هناك دور جليل يعتقده إدوارد سعيد منوط له، وهو أن المثقف هو فرد له في المجتمع دور علني محدد لا يمكن تصغيره إلى مجرد مهني لا وجه له، أو كعضو كفوء في طبقة ما لا يهتم إلا بأداء عمله، وهو هنا ضد ما كان يؤمن به غرامشي على الأقل في الجزء الثاني من مفهومه الذي يقول بالمثقف الوظيفي، رغم أن سعيد لديه تفهم إيجابي للروح العامة للمفهوم. فالمثقف كما يؤمن به وُهِبَ ملكة عقلية لتوضيح رسالة أو وجهة نظر أو فلسفة وجب تبيانها بشكل واضح لجمهور ما، كما أنه ليس من السهل على الحكومات أو الشركات استيعابه، ويأتي ممثلا لكل فئات المجتمع خاصة المهمشين والضعفاء. قد يتفق فوريدي مع سعيد حول هذا التعريف من حيث ما يجب أن يحمله من وجهة نظر يجب عليه أن يوجهها لجمهور ما، لكنهما يختلفان في الهدف والغاية من ذلك، فسعيد واضح في رؤيته من حيث يجب مناصرة الضعفاء والهامشيين والفقراء وكل المطحونين، وكل أولئك الذين ليس لديهم من يحميهم من بطش الحكومات ومن لعنة الظلم في كل مكان في العالم، أما فوريدي يعترض على ذلك وربما يصل هذا الاعتراض إلى حالة من الشكوى والصراخ، كما هو واضح من عنوان كتابه، يشكو من ندرة وجود المثقف هذه الأيام، وتحديدا المثقف العام كما يسميه، المثقف الذي يحارب حالة الترهل التي وصلت إليها المؤسسات الثقافية والفكرية في بلده، هنا كان واضحا، يقصد بريطانيا، وفي بعض الأحيان إشارات تخص العالم الغربي، فنراه يعتب، عتب المتألمين، على السياسيين من أن لغتهم الخطابية والسياسية أفسدت السياسة واللغة معا، واستنتج من أن ضعف المشاركة السياسية والتصويت في الانتخابات يرجع بالأساس إلى موت معنى السياسة عند الجمهور بحد ذاتها وليس كما يشير إليه السياسيون من أن نظام التصويت أصبح باليا ولا يفي بالمرحلة التي نعيشها.
الحقيقة أن الهجوم الذي يشنه فوريدي على المثقفين العموميين هؤلاء، هدفه المحافظة على الفوقية الثقافية التي يجب أن تظل عليها الثقافة، فهو يهاجم سياسة الهندسة الاجتماعية التي فرضت حالة من الترهل الشامل على بلده وفي العالم الغربي، تلك السياسة التي فرضها السياسيون الذين يحاولون الدفع بأكبر عدد من أفراد الشعب إلى الجامعات والمتاحف والمؤسسات التعليمية وتوسيع المشاركة الشعبية، فوريدي لا يرى ذلك جانبا إيجابيا، لأن منطقه يقول أن أكثر لا يعني أفضل، بل يعني في هذه الحالة أسوأ بل أسوأ بكثير وقد يؤدي إلى كارثة. هذه الغرابة التي نراها نحن، في العالم الثالث، في هذا التحليل من أن دخول عدد أكبر من الطلاب إلى الجامعات يعني فألا سيئا بالنسبة للفكر والثقافة، ليس كما نفهم نحن من أنها رغبة من جانب من هم بالسلطة في إبقاء الناس في حالة من الجهل والوحشة والظلام، لا ليس هذا ما يقصده فوريدي الطيب، بل الحقيقة شيئا أكبر، وربما أجمل، من أن دخول من هب ودب الجامعات سيؤدي إلى حالة من الخراب العام، لأن ذلك سيؤدي إلى التخلي عن المعايير الصارمة والمتشددة في القبول والتدريس ووضع المناهج، وتصبح الحياة الجامعية أكثر تبسيطية وأكثر راحة، بينما في منظوره أن الحياة الجامعية تتطلب الكثير من الجهد والصبر والكثير من التجريد الأمر الذي يلزم الطلاب ببذل أقصى جهد واستخراج أقصى طاقاتهم الممكنة، هذا الأمر الذي تفتقر إليه الكثير من الجامعات البريطانية اليوم، هذا ما يقوله فوريدي عن جامعاته، فما بال حديثنا نحن عن جامعاتنا اليوم!
كما يبدو هناك هلع وفزع، إن لم أقل إرهابا، ينشره فوريدي في أرجاء كتابه، عن حالة الانكفاء والغربة التي تعيشها الجامعات ومراكز البحث والمتاحف وحتى المدارس الذي جل همها، كما يقول فوريدي، هو شياعة جو من الطفلنة الثقافية وخلق شعب أقرب إلى الدهماء منهم إلى الجمهور.
إن ما هو مهم هنا، كيف أصبح شخصا مثل ادوارد سعيد يفكر بطريقة ما، وفوريدي لديه نظرة أخرى عن المثقف غير متطابقة إلى حد كبير مع سعيد، الحقيقة أن الكتابين كتبا في ظروف ما اسميه النقطة الحرجة، فصورة المثقف نشره سعيد بداية على شكل محاضرات فيما عرف بسلسلة ريث الشهيرة في هيئة الإذاعة البريطانية عام 1993م، ثم نُقحت محاضراته ككتاب نشر 1994م. ما يعني هذا أن الظروف السياسية العالمية قد تغيرت فبعد عام 1991م أصبح العالم أحادي القطب وأصبحت أمريكا تقود العالم بعد أن كان الاتحاد السوفييتي يشاطره السيطرة والقبضة.
ذلك كان العالم في حالة من الارتباك وإعادة ترتيب الأوضاع، وأن العالم بعد ذلك، وربما حتى المفكرين أو المثقفين أنفسهم، لم يخرجوا بعد من بوتقة الصراع الفكري والسياسي لكلا المعسكرين، كان هذا أكثر وضوحا في كتاب سعيد، فهناك بعض من الأمثلة التي ضربها سعيدا من الأدب الروسي لا سيما تورجنيف في روايته (الآباء والبنون) الذي يبدو أن سعيدا معجب جدا بهذه الرواية وخاصة بالمثقف بازاروف أحد شخصياتها الفوضوية الذي يمثل حالة استثنائية من حيث إنه شخصية أنتجت نفسها بنفسها، تتحدى الروتين، وتهاجم التفاهة كما يصفه سعيد في تحليله، كما طرح أيضا عددا مما لا يحصى من الأدب الغربي كما في روايتي صورة الفنان لجيمس جويس، والتربية العاطفية لفلوبير. وكما نرى أن سعيدا من خلال الأدب تارة ومن خلال السياسة تارة أخرى أراد أن يعكس صورة كلا المعسكرين السوفييتي والغربي المتصارعين في كتابه هذا. لذلك هنا يتطلع سعيدا لما يسمى بالمثقف الكوني على عكس ما كان ينادي به فرانك فوريدي الذي يتضح من كتابه هذا وليس من كتبه الأخرى.
فوريدي نفسه الذي كتب كتابه في 2003م أراد للمثقف صورة أخرى تختلف عن صورة سعيد لكنها تتقاطع معها أحيانا، تتقاطع من حيث أن المثقف قبل كل شيء هو أيضا معني بالشأن المحلي العام، لكنه يختلف من حيث الشمولية أو الكونية، فما نلاحظه في الفكر الذي يبثه فوريدي في أنحاء كتابه ليعكس لنا دور المثقف في الأصداء التي تبثها السياسات التعليمية والثقافية الضعيفة والفكر السياسي المترهل على البيئة المحلية، هنا يطالب بدور ما أسميه بالمثقف الخصوصي، إنه يشي بقدر غير قليل من الخصوصية، خاص من حيث اهتماماته وخاص من حيث بيئته. صحيحٌ أيضا أن النظرة الخاصة التي يعتنقها أولئك، أي الغربيين، هي نظرة عامة بالنسبة إليهم، على اعتبار مركزية العالم الغربي في السياسة والاقتصاد والفكر في اعتقادهم، لكنها مع ذلك تعكس شيئا يشعر به هذا العالم الغربي من الاندحار السياسي.
قينا هذه النظرة التي يتبناها فوريدي تعكس الأوضاع الذي أصبح عليه العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر، الذي أصبح عالما مليء بالتوجس والهجوسية الغريبة العالية المرتابة من الآخر، الذي يعني الخارج طبعا، مما يقتضي نوعا من الانكفاء للداخل لإجراء عملياتتحفيزية إنعاشية وبث حالة من الثقة بداخله. العلم والعقل هو ما يلجأ إليه الغرب في الأزمات، عندما يشعر بحالة الاندحار تحاصره في كل مكان نجده ينظر إلى إله العلم والعقل للإنقاذ.
ما أراد قوله فوريدي هو في الحقيقة ما يعكسه عالم الاجتماع بشكل طبيعي وعادي، هو ما يقوله عندما يتحدث للناس العاديين وللمثقفين، وبالتالي ما يقوله هو ما يهمه فعلا كشخص لديه ولع التركيز على البنية الاجتماعية.
نافلة القول أن كتاب الاستشراق أحدث هزة عنيفة في الدوائر الغربية ودوائر صنع القرار، ولقد ركز الكتاب عن طريق المنهج العلمي والتحليل الأدبي للروايات الغربية، عما يخبئه الغرب تحت قناع الثقافة من عنصرية وتعصب عرقي وأطماع مادية لا حدود لها تجاه الشرق، لقد كان الاستشراق ثأرا أسمر تجاه الغرب الأبيض، ومثله تقريبا فعل كتاب صور المثقف في نفس دوائر صنع القرار، كما أنني اعتبر كتاب صورة المثقف تكملة لمشروع سعيد الذي بدأه بزخم كبير مع الاستشراق القاضي بدفع دور المثقف إلى أقصى الحدود من حيث التزامه بالوقوف ضد السلطة وضد تغطية الحقائق وضد الصورة البريئة التي تسوقها الدوائر المختلفة الثقافية والسياسية عن أعمالها المختلفة المتغطية بطابع أكاديمي أو فني أو حتى بخدمة الآخر.
في الحقيقة يظهر إدوارد سعيد في صورة المثقف وكأنه يصرخ على المثقفين أن عودوا إلى وَكْرَكم بين المهمشين والمطحونين واللامنتمين والمغضوب عليهم والمسحوقين، اظهروا هؤلاء أمام العامة والسلطة والإعلام، وكأنه ينادي عليهم اجعلوها قضيتكم. أما فوريدي الذي أنهكه الحنين إلى عظمة الإمبراطورية البريطانية أيام ما كانت لا تغيب عنها الشمس في العصر الفيكتوري الذي يفيض بالثقافة الرفيعة، فنجده يصيح على المثقفين أن أفيقوا لا تندمجوا مع الهامشيين والجهلة لئلا تتسخوا ببقايا جهلهم عودوا إلى صف النخبة هنا في الأعلى. يصرخ عليهم لئلا يجعلوا الثقافة الرفيعة شعبوية بأيدي العامة. إنه في الحقيقة يتبنى نفس المفهوم الموجود عند جوليان بندا في كتابه (خيانة المثقفين) من أن المثقفين هم عصبة صغيرة من الملوك الفلاسفة الذين يتحلون بالحس الاستثنائي الأخلاقي ويشكلون ضمير البشرية. هذا الفهم المتعجرف للمثقف لن يحدث أي تأثير في المجتمع في وقت المطلوب فيه إحداث مثل هذا التأثير الفعال بين أفراده.
ركز فوريدي على الجانب التعليمي تركيزا شديدا في وظيفة المثقف بل أظهرها وكأنها تمثل المهمة الكبرى، ودعا المثقفين إلى أن يقفوا صفا واحدا تجاه سياسة التشميل الاجتماعي التي تستهدف الوصول إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع، ودعا إلى محاربة التبسيطية في التعليم وعدم اعتبار التجربة الذاتية جزءا من المنهج التعليمي وتحقيق النجاح في الجامعة والمدرسة على عكس ما هو يجري الآن في بريطانيا، رغم أني أراه هنا محق فيما قاله من حيث يجب أن لا تنحدر المؤسسات التعليمية، وخصوصا الجامعة على وجه التحديد، إلى هذه التفاهة، لكنه مخطئ تماما من حيث تكثيفه الشديد في المهمة التعليمية للمثقف. أما إدوارد سعيد فيبدو أن مهمته أخطر من ذلك، لذلك نراه منغمسا إلى أبعد الحدود في مهمته الرومانسية، بلا شك أن هذه الرومانسية الملتصقة به بتعشق عميق جذورها أدبية إلى حد كبير، فنجده يطالب المثقف عوضا عن ذلك بأن يكون له دور سياسي فعال، دور كوني، والكونية هي في حقيقة الأمر، مهمة سياسية وانغماس لحد التخمة في شؤون الساعة والسياسة في المقام الأول، والوقوف ضد السلطة أو كما يحلو لسعيد القول، قول الحق للسلطة، مستخدما كافة المنابر، وسائل الإعلام المختلفة، طبعا هنا يتذكر جان بول سارتر، باعتباره مثقفا كونيا. إلا أنه وبالرغم من أن سعيدا يدعو ويتطلع إلى وجود المثقف الكوني العالمي، إلا أننا نراه واقعيا في طرحه من حيث أن هناك عدة أسباب حقيقية تمنع من ظهور هذا المثقف لعل أهمها من وجهة نظره، التخصص، فكلما ارتقى المرء تربويا، والكلام لسعيد، كلما ضيّق من مجاله المعرفي، وتوقف عن التفكير في أي شيء خارج تخصصه، كما أن ظهور الخبير والاحترافية كما أسماها في الشؤون المختلفة قلص من ظهور المثقف على الساحة الثقافية والحياة العامة.
يبدوان هنا كل من فرانك فوريدي وإدوارد سعيد متفقين ظاهريا للأسباب التي تحد من ظهور المثقف واختفاء صوته، لكنهما يختلفان من حيث فمثلا فوريدي يقصد هنا المثقف الخصوصي المحلي الذي يقف ضد السياسات الحكومية وسياسة المؤسسات التعليمية والثقافية، أما سعيد فيبدو في تحليله معنيا بالمثقف العالمي والكوني على وجه التحديد.
يبدو أن الماضي وحده هو من يطارد الإثنين معا، ذلك لعنة المنفى والحنين والغربة التي قذفت به صغيرا إلى الطرقات المجهولة، وذاك لعنة الحنين إلى العظمة وتقوقع بريطانيا التي أصبحت لا شيء تقريبا سوى جزيرة صغيرة باردة إنه منفى أن تكون صغيرا للأبد.
إن قراءة المثقف ووظيفته باستمرار مهمة جدا لتوضيح دوره وإحياء له في وعي المجتمع نظرا للدور الفاعل والخطير الذي من الممكن أن يقوم بها في إحياء المجتمعات والدفاع عنها ضد السلطة المتعجرفة أيا كان شكلها وقوتها. إن وجود المثقف الملتزم بقضايا الحرية والعدالة ومكافحة الظلم في كل مكان المتجاوز للتحيزات العرقية والطائفية والإقليمية والدينية لهو أمر جوهري ومهم في حياتنا المعاصرة. ومع ذلك نسأل هل تغيرت وظيفة المثقف اليوم، وهل ستتغير غدا؟ نأمل أن نجيب على جزء من هذا السؤال، ربما في فرصة أخرى.
________
*جريدة عُمان