ملامح دورة جديدة حافلة في مهرجان برلين السينمائي الـ65


*أمير العمري

تفتتح الدورة الـ65 من مهرجان برلين السينمائي في الخامس من فبراير الجاري، وتختتم بإعلان الأفلام الفائزة مساء الرابع عشر من الشهر نفسه.

فيلم الافتتاح هو الأسباني “لا أحد يريد الليل” للمخرجة إيزابيا كواكسيت، والذي تقوم ببطولته الممثلة الفرنسية جوليت بينوش، وتدور أحداثه في غرينلاند بالقطب الشمالي، عام 1909، ويروي قصة غرام امرأتين بنفس الرجل، وهو مغامر، مستكشف، فضل العيش وسط الثلوج القطبية على حياة الرفاهية في مدريد.
سيكون عرض فيلم “لا أحد يريد الليل” هو العرض العالمي الأول في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تشمل 19 فيلما، تتنافس على جائزة الدب الذهبي والإخراج والتمثيل.
من بين هذه الأفلام فيلم صوّر بتقنية الأبعاد الثلاثة، هو الفيلم الصيني “ذهب مع الرصاص” للمخرج جيانغ وين، وهو فيلمه الثاني في ثلاثية “الرصاص” بعد “دع الرصاص يطير” الذي عرض عام 2010، وتدور أحداث الفيلم الجديد في شنغهاي، في عشرينات القرن الماضي، أي في زمن التألق الذي عرفته المدينة.
وقد أنتج بالاشتراك مع شركة “كولومبيا” الأميركية، لكنه واجه بعض التأخير في عروضه التي كانت مقررة في الصين، بعد أن طلبت الرقابة إجراء بعض التعديلات التي لم يكشف عنها. وغير معروف ما إذا كان المهرجان سيعرض النسخة الكاملة من الفيلم، أم النسخة التي صرحت السلطات الصينية بها.

فارس الكؤوس
المخرج الروماني رادو جود يعرض في المسابقة فيلم “أفيريم” الذي تدور أحداثه في مقاطعة رومانية شمالي البلاد في أوائل القرن التاسع عشر، والموضوع يدور حول سياسة الاستبعاد التي كانت تمارس ضدّ الغجر الذين مازالوا يشكلون أقلية ملحوظة في رومانيا حتى اليوم، رغم التجاهل الرسمي لهم ولمشاكلهم. والفيلم من الإنتاج المشترك بين رومانيا وبلغاريا والتشيك.
ومن ألمانيا الدولة المضيفة، هناك فيلمان في المسابقة الرئيسية أولهما “كما لو كنا نحلم” لأندرياس درسن، ويروي قصة خمسة أصدقاء في مدينة لايبزغ (ألمانيا الشرقية سابقا) بعد سقوط جدار برلين عام 1989. أما الفيلم الثاني فهو “فيكتوريا” للمخرج سباستيان سكيبر. وفي المسابقة ثلاثة أفلام من الإنتاج المشترك مع ألمانيا.
أهمّ أفلام المسابقة وأكثرها انتظارا من جانب عشاق السينما، الفيلم الأميركي “فارس الكؤوس” للمخرج تيرنس ماليك (صاحب “الخيط الأحمر الرفيع” و”شجرة الحياة” و”إلى الأعجوبة”). وعنوان الفيلم يشير إلى إحدى أوراق اللعب المعروفة، ويقوم ببطولته كريستيان بال وكيت بلانشيت وناتالي بورتمان، ويقوم “بال” بدور مخرج سينمائي في هوليوود يرغب في تغيير حياته.
وفي نفس درجة الترقب والاهتمام يأتي المخرج الأنكليزي بيتر غريناواي إلى برلين بفيلمه الجديد “أيزنشتاين في غوانخواتو” الذي يتناول جانبا من رحلة المخرج السينمائي الروسي الشهير سيرغي أيزنشتاين في المكسيك قبل أن يستدعيه ستالين إلى موسكو.
ويركز الفيلم على نظرة أيزنشتاين تجاه الجنس والموت أثناء تصويره فيلم “تحيا المكسيك” عام 1931 الذي لم يكمله أبدا. ولكن الفيلم لا يمثل بريطانيا في المسابقة، بل هو من الإنتاج المشترك بين هولندا (التي تنتج معظم أفلام غريناواي) والمكسيك وبلجيكا وفنلندا. أما الفيلم البريطاني في المسابقة فهو بعنوان “45 سنة” من إخراج أندريه هايغ، وهو فيلمه الروائي الثالث.
ومن فرنسا يشارك فيلم “مذكرات خادمة” لبينوا جوكوت، وهو مقتبس عن رواية أوكتاف نيرابو، التي سبق أن أخرج عنها جان رينوار فيلما عام 1946، كما أخرج المخرج الإسباني الشهير لوي بونويل فيلما آخر يحمل العنوان نفسه، عام 1964.
ومن الأفلام المنتظرة أيضا الفيلم الجديد للمخرج الألماني الشهير فيرنر هيرتزوغ (71 عاما) “ملكة الصحراء” وهو من الإنتاج الأميركي، ومن بطولة نيكول كيدمان وجيمس فرانكو وروبرت باتنسون، ويروي قصة الرحالة والمستكشفة وعالمة الحفريات البريطانية الشهيرة جيرترود بيل.
وفي المسابقة أيضا الفيلم الإيراني “تاكسي” للمخرج جعفر بناهي، الذي صوّره في طهران، رغم الحظر الذي تفرضه عليه السلطات منذ سنوات، حيث تمنعه من أن يمارس العمل السينمائي. وليس معروفا بعدُ ما إذا كان بناهي سيتمكن هذه المرة من الحضور إلى برلين، وكان فيلمه “ستائر مسدلة” قد عرض قبل عامين في المهرجان نفسه، وفاز بجائزة أحسن سيناريو دون حضور بناهي الذي قضى فترة في السجن قبل الإفراج عنه.
في المسابقة فيلم تسجيلي طويل واحد، هو فيلم “عصا اللؤلؤ” للمخرج التشيلي باترشيو غوزمان (صاحب التحفة التسجيلية “نوستالجيا للضوء”). وهو من الإنتاج المشترك بين فرنسا وإسبانيا وشيلي، وهناك فيلم روائي ثان من التشيلي، هو “النادي” للمخرج بابلو لارين، وفيلم إيطالي “عذراء” أول أفلام لاورا بيسبوني، والفيلم الروسي “تحت السحب الكهربائية” لألكسي جيرمان (إنتاج مشترك مع بولندا وأوكرانيا)، وفيلم من اليابان “رحلة شوسوكي” للمخرج سابو، والفيلم الفيتنامي (من الإنتاج المشترك مع فرنسا وألمانيا وهولندا) “أب كبير وأب صغير وقصص أخرى” للمخرج فان دانغ دي. ويرأس لجنة التحكيم الدولية، التي ستقرر جوائز الأفلام المتسابقة، المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي.
تكريم فيندرز
يحتفي المهرجان هذا العام، بالمخرج الألماني الشهير فيم فيندرز الذي سيمنح جائزة “الدب الذهبي” الرمزية عن مجمل إنجازه السينمائي. وسيقيم المهرجان احتفالا في الثاني عشر من فبراير الجاري في قصر “البرليناله” لتقديم الجائزة إلى فيندرز.
كما سيعرض بعد الاحتفال مباشرة فيلمه “الصديق الأميركي” من عام 1977، وهو فيلم بوليسي مقتبس من رواية باتريشيا هايسميث، وتدور أحداثه بين باريس وهامبورغ ونيويورك.
وفي حدث استثنائي، يشهد المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم فيندرز الجديد “كل شيء سيكون على ما يرام”، وهو فيلم ثلاثي الأبعاد، من بطولة جيمس فرانكو وشارلوت جينسبرغ وراشيل ماك آدامز، ويروي قصة رجل ارتكب حادثة سير تسببت في مقتل صبي، وكيف يقضي 12 عاما بعد ذلك يحاول التكيف مع حياته، والتصالح مع المرأة التي تسبب في مقتل ولدها.
خارج المسابقة أيضا يعرض الفيلم الأميركي “سندريلا” للبريطاني كينيث برانا، والفيلم البريطاني “السيد كولز” لبيل كوندون.
كما يعرض الفيلم الألماني “إلسر” (أو 13 دقيقة)، الذي يروي قصة جورج إلسر، النجار الألماني الذي قام بأول محاولة لاغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في 8 نوفمبر عام 1939 في ميونيخ، وقبض عليه وسجن لخمس سنوات ثم أعدم في معسكر داخاو. والفيلم من إخراج أوليفر هيرشبيغل، صاحب الفيلم الشهير “السقوط” عن الأيام العشرة الأخيرة في حياة هتلر.
وفي المهرجان أفلام أخرى كثيرة تعرض في أقسام البانوراما والمنتدى وامتداد المنتدى وقسم الأفلام حول الطعام، وبانوراما الأفلام الوثائقية، وقسم السينما التجريبية، وكلاسيكيات السينما العالمية، والعروض الخاصة.
ومن العالم العربي يعرض في بانوراما الأفلام الوثائقية فيلم “أوديسا عراقية” للمخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين، وفي بانوراما الأفلام الروائية يعرض الفيلم المغربي “البحر من ورائكم” لهشام العسري، والفيلم الفلسطيني “حب وسرقة ومشاكل أخرى” إخراج مؤيد عليان.
وفي “المنتدى” يعرض من لبنان فيلم “الوادي” لغسان سلهب (كان عرضه العالمي الأول في مهرجان أبوظبي)، والفيلم اللبناني (إنتاج مشترك مع فرنسا) “ثمان وعشرون ليلة وبيت من الشعر”، إخراج أكرم زعيتري.
وفي “امتداد المنتدى” الذي يعرض أفلاما تجريبية وتسجيلية مصوّرة بالفيديو، يعرض الفيلم المصري “بره في الشارع” إخراج ياسمينه متولي وفيليب رزق، واللبناني “ذكريات مخبر خاص” للمخرجة رانيا ستيفان، وفيلم “لادولسي سوريا” (سوريا الحلوة) لعمار البيك، و”هل قتلت دبا أو أصبحت جميلة” للمخرجة مروة أرسانواز من لبنان، و”أكابيلا” لإسلام سيف الدين محمد من مصر، و”على صعيد آخر” لمحمد شوقي حسن من مصر أيضا.
______
العرب

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *