كاتبات ليبيات يودعن نادرة العويتي


*خلود الفلاح

( ثقافات )

هل يرحل المبدع؟ في هذه الحياة لا نملك إلا الرضا بالقدر متى فأجاني بغياب أصدقاء ومعارف وأحيانا أناس لا تربطنا بهم علاقة ولكننا أحببناهم من حديث الآخرين عنهم، ورحلت الكاتبة الليبية نادرة العويتي وبلادنا تعيش حزن طويل، رحلت يوم 28_1_2015 ، تاركة لنا مقالاتها في عدة مطبوعات كمجلة البيت ومجموعاتها القصصية “حاجز الحزن_ اعترافات أخرى_ عند مفترق الطرق” ورواية يتيمة ” المرأة التي استنطقت الطبيعة” وعندما سألت لماذا رواية واحدة؟ اجابت: وجدت نفسي في كتابة القصة”. في العام 2012 تحصلت على جائزة منظمة فال للإبداع. هنا كاتبات ليبيات، ودعن الكاتبة الراحلة نادرة العويتي. تقول الناقدة فاطمة الحاجي: رحلت الأديبة نادرة العويتي وسدد موتها سهم حزن قاتم آخر لقلبي. رحلت في هدوء كما عاشت في هدوء. عرفتها بسمة ود صادق وصبر ساخر من الرزايا رغم شدتها. التقيتها وأنا أشق عباب الحياة وفي أول عتبات المسير قرأت شعري وانا أخط أول حروفه. سألتني لماذا تحبين الشعر؟ فأجبتها: الشعر هو الذي يحبني. ابتسمت وقالت أنت واعدة. شجعتني بحب الام وافترقنا لنلتقي من جديد بعد غياب فكانت الصديقة التي رحبت بنجاح أديبة ترسم الحرف بقلبها وتبتسم للوعات الحادة وجحود المحيط سرنا معا في مفارق الأدب والجيرة فكانت الانسانية في أسمى معانيها والحب في أرق نسائمه حتى فجعتني بحزم أمتعتها ورحيلها الهادئ الذي خلف عواصف حزن في قلبي وفي قلب الوطن. عزائي لقلبي المفجوع برحيلها ولقلوب محبيها وللوطن. 
الحمامة البيضاء
قالت عنها القاصة عزة المقهور: رحلت القاصة والصحفية الليبية نادرة العويتي بهدوء كما عاشت حياة هادئة مطمئنة في كنف اولادها الذين ربتهم بجهدها وعرقها ودموعها. نادرة العويتي رحلت رغم انها لم تترك مدينتها طرابلس إلا نادرا. لم تترك اقلامها ودفاترها ولم تتغيب عن ندوات ولقاءات كتابها وأدباءها. بصوتها المميز تلقي بيننا قصصها، أو دراساتها النقدية. تحتفي بكل التفاصيل وتغادر صحبة ابنها المهندس نزار كالحمامة. تطفق بجناحيها وتطير. غادرت في فترة اشتد فيها المرض ببلادها فحركت جناحيها مرتين ثم غادرت. الحمامة البيضاء.. تركت لنا ارثا منه المنشور ومنه غير المنشور، نصيبها كان حبيبات قليلة في هذه الدنيا، رضيت بها وعاشت عليها.. رحم الله رائدة من رائدات الصحافة الليبية والقصة القصيرة والعمل الاجتماعي في ليبيا.
رحيل سيدة الرهافة 
تقول الكاتبة فاطمة غندور: الأديبة الراحلة العزيزة نادرة العويتي كتبت في رسالة أرسلتها لي عبر الموبايل منذ أشهر جاء فيها “الامومة لها معنى مع بناتي الحبيبات الغاليات اللواتي شكلن عقد ياسمين يحيط أيامي”. احتفظت بها موجع فقدها مازال صوتها يرن في أذني تطلب مني أن أضع أعدادا من جريدة ميادين في مكتب ابنها نزار بعد أن غادرت بيتها القريب، وسكنت في منطقة عين زاره. ابتعدت سكنا لكنها كانت تتواصل وتسأل وتنتظر أمسية قصصية تشارك فيها في دار الفقيه حسن لكن خطف طرابلس حال دون لقاء ثقافي آمن… ستظل روحها الرحبة. دماثتها ورقة ما يحمل قلبها من رأفة وحنان ووعيا مفارقا ظهر في علاقتها بأجيال لاحقة كما وشت بهما في قصصها القصيرة… تواضعها الجم ما لمسته حين أرسلت عددا من مقالاتها الى ميادين .. كان نزار واسطتها من استلمت منه اوراقا بخط يدها…نادرة باقية سيدة الرهافة ونتاجها باق علامة في مشوار الاديبات الليبيات الرائدات… رحمة من الله وسلام على روحها.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *