قصّة حب مصرية!


*مرزوق الحلبي

( ثقافات )

لا أعرفها!
لا أعرف كيف تحبُّ شرابَ التمرِ
أو
كيف أحبّت قهوتها
لكنّي أعرف كيفَ تحبُّ الناسَ
وكيفَ تحبّ وطنها
لا أعرف أيَّ نكاتٍ تُضحكها..
أي أغانٍ تُطربها
وأي مشاهد حزنٍ تُبكيها،
تسرق منها الفرح وتُدميها
لكني أعرف كيف تحبّ الناسَ 
وكيفَ تحبُّ وطنها
لا أعرف اسمَ أبيها
أو اسم أخيها.
لا أعرف عدد الأزهار 
في صحن الدارِ
أو وجها قمرا يسبح حرا بين الأقمارِ
لم أعرف مداخلَ مسكنها
لكني أعرف كيف تحبّ الناسَ 
وكيف تحبّ وطنها.
لا أعرف كم كان الصبحُ نديًا 
بين يديها،
كم كان الليل مُشعّا في عينيها
لا أعرف شيئا من هذا
لا أعرف كيفَ أحبّت قهوتها
لكني أعرف كيف تحبّ الناسَ 
وكيف تحبّ وطنها
لا أعرف ماذا كتبت في صفحتها
لكني أعرف كم كانت صانعةً ماهرةً للأملِ
تُقطف، لكل رفيقٍ نجمةَ صبحٍ
شارةَ حبًّ.
لا أعرف،
لا أعرف كيفَ أحبّت قهوتها
لكني أعرف كيفَ تحبُّ الناس
وكيف تحبّ وطنها
لا أعرف أيَّ رصاص أرداها
أو اسم ملاك الموتِ الكامن في الميدان لها
لا أعرف خطوط العمرِ المرسومةِ 
وشما في كفّيها
أو ذاكَ البعدَ الممتدَ بين كلمة قالتها 
وبين طلوعِ الروحِ
لكني أعرفُ أن طغاةَ الأرض
يخافون نبيّة مصرَ
وصدى خُطبتها أو زينتها
وبريقا يلمعُ في عينيها الضاحكتين 
دليل المرتجى الآتي
شيماء، لا أعرفها
التقيتها على ضفافِ فكرةِ واحدةٍ
فعرفتُ كيفَ تحبُّ الناسَ
وكيفَ تحبُّ وطنها
كيف تموتُ هي ويعيش وطنها!
27 كانون الثاني 2015

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *