على قارعةِ الشّوق..!


*مولاي علي ولد الحسن

( ثقافات )

مَا مِن حاجةٍ لمَطلَعٍ فِي نَثْرٍ يرتجلُه القلبُ؛ 
أوّلُ الشّوقِ…نِسيانُ أوّلِ الشّوق!
وأمَّا آخِرُه…فمحضُ إشاعَة، وافتراضٌ داحِضٌ ومكذوب، مُذْ عَلِمَ اللّقاءُ أنَّه “لا يُعوَّل عليْه” في “سكون”!…وأنَّه الفقيرُ الذي لا يَغْنَى بنفسِه عَنْ شَوْق، فكيف يَغْنَى به الشّوقُ عَن نَفْسِه!
وأمَّا مَا بَيْن الشّوق والشّوق، فتفعلُ زائراتُ الذكرياتِ، وحيدَاتٍ وحيداتٍ كالأغانِي، بالقلبِ، ما تفعلُه القَوَافِي إذْ يُراقِصْنَ القصيدةَ، بيْن مَقطَعٍ وآخرَ..!
ومَا تفعلُه الأحلامُ بالنّائمين العائدينَ إلَيْها مِن تَعبِ الحياة!…يُذكّرُ وهمُهَا المتواضع، بعجرفة الحقيقة الشغوفِ بنَفسِها كنرجِس!
لاذِعَةً، وبسيطةً، تهُبّ الذكرياتُ، كاعتذارِ رِيَاحٍ بَشوش، عن مَطرٍ أوْفَى..ولَم يُوافِ؛ إذْ تأخَّرَ عن انتظارِ الفِرِحين بِه!
بيْن الشوقِ والشوق..تذرفُ آلافُ الأوتَار أوجاعَها، وتُغوِي أسرابُ النَّاياتِ الصّدَى، بنُواحِهَا الفاجِع..!
وَ….!
وَتَعْبَثِينَ بِحُبِّي غَيْرَ عابِئَةٍ!
إلى آخرِ البَيْت الذي تَشَرّد في النّثر، تائهًا في أثَر قافية ضائعة!
في التشابيه اعترافٌ بِتَوْقِ اللّغة..إلى اكتمالِها!
وفي توْقِ اللغة إلى اكتمالها، لا أبرحُ أشتَاقُ شُهودَكِ الباذخ؛ إذْ تفوحُ رَيَّاكِ، كبُشْرَى غُروبٍ فَارِه، بلَيْلٍ زاخِر، أوْ كبُشْرَى فَجْرٍ لَطِيف، بنَهَارٍ..مُكتَمِل!
ثُمَّ يبْدَأ حُسنُكِ الفتَّاك ـ ومتى انتهى؟! ـ فِي الفَتْكِ بِي..!
هَلْ لِي أنْ ألتَقِطَ الأنفاسَ، كَيْ أقُولَ مَرَّةً أخرى ـ على قارعة الشّوق ـ ..أهْواكِ
؟!
______
**شاعر من موريتانيا.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *