في ذكرى المولد النبوي.. ملتقى عالمي للتصوف في المغرب


الرباط – تنطلق الجمعة بالمغرب أعمال “الملتقى العالمي التاسع للتصوف” الذي تنظمه الزاوية القادرية البودشيشية، إحدى أهم الزوايا بالمملكة، على مدى ثلاثة أيام، إحياء لذكرى مولد النبي محمد.

وتنظم الطريقة القادرية البودشيشية، بإقليم بركان الدورة التاسعة للملتقى العالمي للتصوف حول موضوع “التصوف في السياق المعاصر.. الحال والمآل”.
وذكر بلاغ للجهة المنظمة أن الملتقى، المنظم بشراكة مع المركز الأورو-متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، في إطار الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، سيعرف مشاركة ثلة من الباحثين والعلماء من المغرب والعالمين العربي والغربي لدراسة مجموعة من المحاور من بينها “التصوف والسياق.. مقدمات نظرية”، و”الممارسة الصوفية والسياق المعاصر.. رصد وتشخيص”، و”التصوف والسياق المعاصر.. نماذج وشهادات”، و”التصوف والسياق المعاصر.. ظواهر وقضايا”.
كما ستتم خلال هذا الملتقى مناقشة ودراسة محاور تهم “التصوف وتحديات العولمة”، و”التصوف والربيع العربي .. الاستثناء المغربي”، و”التصوف حصن ضد التطرف الديني”، و”التصوف والدبلوماسية الروحية”، و”التصوف والبناء النفسي والاجتماعي للإنسان”، و”التصوف والمجتمع المدني”، و”التصوف وقضايا التنمية والحكامة” و”التصوف والرأسمال اللامادي”.
وحسب المنظمين، فإن الملتقى العالمي للتصوف أصبح يمثل جسرا تواصليا بين الحضارات والثقافات، مساهما في الحوار الثقافي والحضاري، حيث أصبح بذلك يمثل محطة أكاديمية تجلب إليها العديد من العلماء والأساتذة المتخصصين من المغرب والدول العربية والغربية.
وذكر البلاغ أن الموضوع الذي تم اختياره هذه السنة يعتبر من الإشكالات التي تعرف اهتماما متزايدا من طرف جميع المشتغلين بقضايا الإنسان وأسئلته في أبعادها المختلفة الروحية والنفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مضيفا أن أحوال الوجود الإنساني في تغير دائم مما يستدعي ضرورة التكيف المستمر مع متغيراته.
وأضاف أن الغاية من طرح التصوف في علاقته بالسياق المعاصر في هذا الملتقى العالمي التاسع، هو “البحث الأكاديمي الجاد عن إمكانيات التصوف في المساهمة في تقديم حلول لعلاج الذات الإنسانية الجريحة، التي تئن تحت وطأة الاستلاب والضياع والإحباط والتطرف، والخوف من المستقبل، بعد أن تحطمت على صخرة الواقع كل الأحلام الوردية التي بشرت بها صيحات التقدم والرفاه والمساواة والعدل والكرامة الكونية لبني البشر”.
ويشارك آلاف المغاربة وعشرات الأجانب من مريدي الطريقة بهذا الملتقى الذي ينظم تزامنا مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وإحياء الطريقة لـ”ليلة روحية ودينية كبرى” يرأسها شيخ الزاوية حمزة بن العباس.
وقال مدير الملتقى منير القادري البودشيش إن “دورة هذه السنة، تسعى من خلال طرحها لإشكال التصوف والسياق المعاصر حالا ومآلا إلى أن يظهر ما يختزنه التصوف من قدرة على مواكبة السياقات المتغيرة، باعتباره طاقة روحية وأخلاقية لا غنى للإنسان عنها إن أراد انضباطا لوجهته”.
ورأى البودشيش أن الملتقى العالمي للتصوف “أصبح يمثل جسرا تواصليا بين الحضارات والثقافات، مساهما في الحوار الثقافي والحضاري، وبالتالي أصبح محطة أكاديمية تجلب إليها العديد من العلماء والأساتذة المتخصصين من المغرب والدول العربية والغربية”.
والطريقة القادرية البودشيشية ظهرت بالقرن الخامس للهجرة على يد الشيخ عبدالقادر الجيلاني، واكتسبت لقبها الثاني “البودشيشية” نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم “سيدي علي بودشيش” لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب أثناء حياته أكلة مغاربية تسمى “الدشيشة”.
_______
*ميدل إيست أونلاين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *