افتتاح معرض”وجوه مدينتي” لهاني حوراني في عمّان






( ثقافات )
يرعى أمين عمّان الكبرى، عقل بلتاجي، في السادسة من مساء يوم الثلاثاء المقبل (16 كانون الأول الجاري) حفل افتتاح معرض “وجوه مدينتي-2” للفنان هاني حوراني، وذلك في جاليري رؤى32 للفنون (32 شارع ابن الرومي، ام أذينة، مابين الدوارين الخامس والسادس).
ويضم معرض “وجوه مدينتي”، وهو الثاني له تحت ذات العنوان، خمسة وعشرين عملاً فنياً عن مدينة عمان، معظمها ذات أحجام كبيرة، ومنفذة بمواد مختلفة على القماش أو الخشب، ويستمر حتى منتصف كانون الثاني 2015.
حول “وجوه مدينتي2” كتب هاني حوراني معرفاُ بفكرة معرضة الجديد، ولماذا يواصل الإهتمام بجماليات عمان!
“يتبين أن “وجوه مدينتي” هو مشروع لايتحقق لمجرد تنفيذه، مرة واحدة، على شكل معرض شخصي او أكثر، ولابمساهمة فنان فرد، اذ هو “مشروع فني- ثقافي” يتطلب من الفنانيين المؤمنين بجماليات عمان أن ينخرطوا فيه، ليس فقط لأن المدينة تستحق مثل هذه الجهود، ولا لمجرد التعبير عن الإنتماء المكاني لفناني عمان، وإنما لأن تجسيد “وجوه عمان” في أعمال وتصاوير فنية هو أحد وجوه إحياء الفن الحضري، وامتداد اصيل له. وبهذا المعني فإن هذا المشروع يندرج في صلب الحداثة الفنية والثقافية والحضارية.
وكما ذكرت في تقديمي لمعرضي السابق فإن جماليات عمان هي مزيج من هبة الطبيعة وفعل الإنسان، فهي ليست نتاج التخطيط الحضري المسبق، ولاعبقرية مهندسي العمارة، وإنما هي أساساً نتاج مزيج من “عبقرية” الناس العاديين وهم يصعدون المزيد من التلال المحيطة بوادي عمان، سعياً وراء مسكن ملائم ودائم لهم ولأسرهم ولذريتهم من بعدهم، وبين عبقرية المكان، أو جمالياته الطبيعية والطوبوغرافية، والتي أعطت عمان طابعها الخاص كمدينة “التلال السبع”.
واذ أعود مره اخرى إلى “وجوه مدينتي” في نسخة الجديدة، تحاول أن تكمل، لا أن تكرر، النسخة الأولى منه، فلأن “وجوه مدينتي” هي بالنسبة لي مشروع متعدد الأبعاد والمعاني. فمن خلال الأعمال المنفذة في هذا المعرض (والمعرض الشخصي الذي سبقه) جرت محاولة أزعم انها مبكرة لتوليف جماليات الصورة الفوتوغرافية مع جماليات اللوحة التشكيلية، عن طريق الجمع ما بين كثافة التفاصيل (في الصورة الفوتوغرافية) وبين كثافة المادة الصبغية (والتي تتجاوز الألوان إلى مفهوم المواد المتعددة) لتنتج من هذين المزيجين لوحة حداثية تنتمي إلى ما يمكن تسميته “بالفوق واقعية”.
أحد المعاني التي يرمز لها مشروع “وجوه مدينتي” هو انه يرمي إلى إعادة الإعتبار إلى المشهد الحضري Cityscape و المشهد الطبيعي Landscape، اللذين لم يتحقق لهما الحضور الضروري في المشهد التشكيلي الأردني المعاصر، ربما بسبب الإندفاع الجماعي إلى “حرق” المراحل الفنية، والقفز عن الموضوعات و”الثيمات” الفنية التقليدية، مثل “المشهد الطبيعي”، و”الطبيعة الصامته” و”البورترية” إلى لوحة اللاموضوع، وإلى الفنون غير التشخيصية والمجردة، وغيرها من الإتجاهات التي لم تنضج مقدماتها عند العديد ممن تصدوا لها.
من جماليات عمان إلى جماليات المدن الأردنية والعربية الأخرى.. ثمة مسيرة طويلة (وجماعية) لابد من قطعها.. وصولاً إلى إحياء وتطوير فنون المشهد الحضري العربي المعاصر، بإعتباره محصلة “بورترية” جماعي لمئات الألاف من الناس العاديين والمجهولين، وفي الوقت نفسه واحداً من منابع الحداثة الفنية العربية المرغوبة.
ويذكر هنا أن هاني حوراني فنان هو أردني من تشكيليي الستينيات. ولد في الزرقاء، الأردن، عام 1945. تناوب على اهتمامات عديدة خلال حياته، فقد مارس الرسم في شبابه المبكر، وكان أحد مؤسسي”ندوة الرسم والنحت” عام 1962، وأقام خلال الستينيات ثلاثة معارض شخصية لأعماله، قبل أن تقوده حرب 1967 إلى التفرغ للعمل كناشط سياسي. تلقى عدة دورات في التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو في منتصف السبعينيات. وكان قد مارس خلال السبعينيات والثمانينيات العمل الصحفي والكتابة النقدية في الصحف اللبنانية والعربية.
له ما يزيد على 20 معرضاً شخصياً، تتوزع ما بين في الرسم والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى مشاركاته في معارض جماعية داخل الأردن وخارجه،آخرها مشاركته في بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية، دورة 2009/2010 القاهرة، وفي متحف المنامة للفنون التشكيلية، البحرين،2011. وكان قد حصل مؤخرا على شهادة لجنة الحكام التقديرية من رابطة التشكيليين الأردنيين.
منذ أواسط التسعينات احتلت المدينة والمشاهد الحضرية أهمية مركزية في أعماله التشكيلية والفوتوغرافية على حد سواء، كما أولى عنايته بأثر الزمن على الأشياء المتقادمة، مثل جدران البيوت والشوارع وسطوح المواد، وهو يلتفت في أعماله إلى ملمس الأشياء والتفاصيل المهملة،والتي لا تلفت عادة العيون العابرة.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *