رسالة إلى أخرس


*توماس جيمس /ترجمة: ميادة خليل

لو يمكنني أن أصل إليك الآن,

بأي طريقة,
أريد أن أقول هذا لك:
بعد ظهر هذا اليوم مشيت في غابة
من زهور الذهب التي تجهل
ما كانت عليه فيما بعد.
لايمكنها سماع أي شيء
مشيت بين مليون أذنٌ صماء صغيرة.
كُسر ذهبها في ما بعد الظهر.
أظنهم كانوا مثلك, ذهبيون, ذهبيون,
عاجزين عن وصف أي شيء.
مشيت بينهم, أفكر بك,
أفكر في كيف يبدو أن تكون وحيداً تماماً.
ذات مرة, كنت وحيداً هكذا.
كل الحقول كانت تأز, تمتلئ
بأغنية وقحة بعض الشيء,
واعتقدت أني بطريقة ما
أستطيع أن أختفي
في تجويف فارغ لأذنك اليمنى,
أتجول في عظامك النحيلة.
لكني أعلم بأني لا أستطيع أن أخبرك
أن في أواخر الصيف هنا, يمكنني أن
أسمع الصراصير كل مساء
تمتص الظلام عند نافذتي.
أنك اختفيت في نفق مظلم
حيث حاولت الوصول إليك بفمي,
حتى من فمي سال الذهب,
وتسرب الى كل شيء.
الليلة, نظرت الى وجهك, بحنان,
بحنان, لكني لم أجدك هناك.
يمكنني فقط لمس شفاهك الساكنة.
لو يمكنني غرز قلمي في لسانك,
أجعله يسيل ذهباً, أجعله يُكلمني أنا فقط,
أسمح للحقيقة أن تنساب منه,
لا يمكنني أن أكون وحيداً.
لا أريد حتى لمسك, لأني أعرف
كيف حُبست بعيداً عني الى الأبد.
الليلة, أخرج بحثاً عنك في كل مكان,
كما يخرج القمر خلسة,
بتلة مرهفة
تهبُ كل ذهبها لي من دون مقابل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولد توماس إدوارد بويسكي في جوليت, إلينوي, حيث عاش معظم حياته مع زوجته. قصائده تُظهر براعة فنية وتأثره بشعر سيلفيا بلاث, نُشرت قصائده في مجلات ومختارات, من بينها: نورث أمريكان ريفيو, بوتري, بوتري نورث ويست, التي منحته جائزة ثيودور ريتكه في عام 1969, وتوفي في 1974 عن عمر ناهز السابعة والعشرين بعد فترة قصيرة من إصدار كتابه الأول والوحيد “رسائل الى غريب”, ومنذ إصداره أصبح واحداً من كلاسيكيات الشعر الأمريكي المعاصر.
_______
*العالم الجديد

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *