*مفتاح العمّاري
( ثقافات )
• مديح ..
حين أشيرُ إلى جبلٍ ،
فيما هو جنديّ أو طائر
لعلكَ تتساءل
هل يقتضي المجاز كل هذا الدوران ،
من أجل صياغة مديح يليق بأنثى .
• كتابة ..
أريد أن أكتب ، كما كنت لا معا
عندما طرتُ ، فسقط ريشُ العالم .
فيما أيديهم تتكسر خلف صوتي
حيث تتسابق امرأتان
أحداهما تصنع ليلا
والأخرى تلونه
والطيور شظايا صغيرة من الموسيقى
لكن ما الذي يخبئه الشاعر بين شفتيه
ليجتمع كل هذا الحشد من ملكات النحل
وما الذي يقلقكِ
إذا ظهرت في خلفية الصورة امرأةٌ ثالثة
تتربص بالاثنتين .
• حرير ..
في سوق الحرير :
لأن كل امرأة تترك عطرها
ظلت الكلمات تصلي .
هكذا
كلما تعتّقَ الخيال
سكرتْ الفاكهة .
• ظلال ..
كان ظلاً يتلاشى
وبيتاً غادرته الألوان
في ليلٍ ازرق
لا اثر له
هَاتفَ الآنسة سين
قال : إنها تمطر .
ولم يُلمّح بفكرةِ غرفةٍ أو قطار .
فقط ، كان ذلك كافيا
لثلاث سنوات مبهجة .
**
فيما اشربُ قهوتي في الشرفة
على حافةِ ضوضاء شارع المعرّي
في الطابق الثاني من عمارةِ الصحافة القديمة .
كآخر ساكنٍ يغادرُ الكلمات ،
بعد أن تلاشوا جميعا ، أو رحلوا
تاركين أمهاتهم .
كنت لا انتظر أحدا .
وحدي بثلاثة ظلال جريئة
افتحُ متنَ الليل
حيث تتربّى اللغاتُ الصبورةُ .
يظل الصمتُ أكثر رأفةً ، فيما هم يشيرون باستخفاف إليّ .
فيما قاماتهم محض قبعات مستعارة .
قلتُ : السماء ليست فكرتي
لا أحد كان يصغي .
لكن لماذا كانوا يقتفون اثري ،
فيما هم أشباه موتى .
• حديقة ..
خلف مستشفى (شارتيه ) ،
على بساط اخضر من عشب مهمل ،
وبجوار مقعد خشبي فارغ ،
يقف تمثالٌ وحيدٌ لفيزيائي من ألمانيا القرن الثامن عشر
أنصحك لا تجلس في حديقة كئيبة
لا يوجد بها أحد
غير تمثال صامت لفيزيائي لا تعرفه .
• مقهى ..
في شوارع برلين الفسيحة
حيث الأرصفة تتمتع بنظافة الكنائس
والأشجار تُحظى بحقوقٍ دستورية
ليس صعبا أن تجلس في مقهى
رفقة امرأة جميلة
يكفي أحيانا أن تبتسم .
• مدينة ..
هنا في المدينة الكبيرة
الأسماء من كثرتها لا تُحصى
يمكنك أن تجلب من السوق باقة ورد ، ولعبة طفل تعزف الموسيقى
أن تحمل كيكة صغيرة و شموعا ملونة لمناسبة مبهجة
وربما كتابا ، أو مجلة مصورة .
وسوف لن تسأل نفسك : كم اسما تحمل بين يديك ؟
في الصحراء ، الأسماء على قلتها
لا تجتمع في خيمةٍ واحدةٍ من دون أن تتقاتل .
• الوريثان ..
يا أرملةَ المَلكين .
لم يبق بعد الحرب غير الشاعر والذئب ،
يرثان التيه والفاقة .
• العابر ..
أعبر وحدي .
معتكفاً ، انتسب بفخرٍ
لسلالة المارة .
أعبرُ
لكي أبيد المزيد من الكلمات
وأن لا يكون الانتظار صاخبا
كجسد ثقيل في معطف .
وإن تأخرت ،
ليس غريبا هذا الفراغ
قد يحدث كلما تركتُ قصيدةً على الطاولة
لا أجدها في اليوم التالي .
فأحيانا الكلمات ظلّ .
أعني
ليس كل ما أقوله ذا جدوى.
فعندما ينصرف عازف البيانو لقيادة الجيش
ويتفرغ الجنرالات لصحبة أمير مكيافيللي
هل هناك ما هو أكثر ثمالة من هذه الكلمات ؟
• كهف
في كهفٍ نظيف
شيدنا مدينتنا العاصمة .
نُسمِّيها: ثلاث مدن .
قبل ذلك / كنّا نرعى الريح
متربصِين فوق صخرةٍ جرفها السيل
قال العارفُ :
الحُلُمَ عبادةٌ
لكن أن تستيقظُ بين قذيفة وأخرى
هذه غنائم خوف
لهذا لن تجدني
أنا ضائع .
_______
*شاعر من ليبيا