خيمياء الحياة كفنان


كواقليا كوكو/ ترجمة: محمد الضبع


التعبير عن الإمكانات الخالقة في قلوبنا وأجسادنا أحد أهم الرغبات الأساسيّة في الحياة. نريد بعث الأشياء بأيدينا، صنع ملاعقنا الخشبيّة بأنفسنا، تشكيل المواد وتركيبها وقطعها ودمج الألوان المختلفة ببعضها في اتساق وانسجام موسيقي. 
لنقم بإضافة القدر اللازم من الطاقة إلى الأشياء كي تصبح فريدة من نوعها، لنقم بإضافة تجاربنا الشخصية إليها، تعريفنا الخاص للسطوع المقدّس، فرشاة لون ربما، أو حركة راقصة تعبّر عن ماضينا بطريقة أفضل من كتابِ مذكّراتٍ ضخم قد يتكوّن من ٢٣ ألف كلمة.
لا أريد أن أعيش كفنان غريب ووحيد، يُساء فهمه طوال الوقت، غارق في ذاته. أريد أن أصنع فنًا في مجتمعي، حيث لا يكون الفن مجرد نشاط أو هواية تمارس بعد الانتهاء من الوظيفة، أو في نهاية الأسبوع، أو حين أشعر بالاكتئاب. الفن هو الحياة. الفن هو التنفس.
الفن يصل الروح، ويصل جسر طبيعتنا المقدّسة بالأشياء التي نراها، نغنيها، نلامسها، ونحركها. كل يوم. دفعة واحدة. حياتي كفنان، إنها لتجربة ملهمة ومشحونة. سوف تصبح فيها ساحرًا. إنها خيمياء فريدة من نوعها.
ماذا يعني أن أكون فنانًا في مجتمع؟
هذه بعض كلمات فالكو تاراساكو، الفنان الإيطالي الثوري، الذي قاد حركة الفن التنويري لإشعال الفتيلة المقدسة في البشريّة.
“بفضل الفن، أصبح كلٌ منّا قادرًا على التعبير عن الحد الأقصى من طاقته الداخليّة، على اكتشاف نفسه، على تطوير خواصه الصغيرة لتتحول إلى مهارات مكتملة.
الفن ليس مجرد الرسم أو النحت، هنالك أيضًا الشعر، الكلمات، الرقص، الإخراج، المسرح، صنع الأزياء، خلق أنواع عديدة من الموسيقى، حيث يصبح صوت الجميع فرصة للانفتاح نحو بحث واكتشاف جريء.
وحتى في سياق النقد، علينا أن نتذكر دائمًا حقيقة النتاج الشكلي، ونتذكر أيضًا دعم الفنان لشجاعته في أخذ المخاطرة.
لدينا احتمالات عديدة في الفن لم نكتشفها بعد: خلال تحولات الأجسام والأشكال، خلال الانصهار في قطار أفكار الآخرين من حولنا، والذي كان محرم المساس من قبل. الفن طريقة للتفكير بأشياء جديدة، لوضع كل ما يشكّلك تحت الاختبار.
هنالك شيء أساسي وجذري وفني بإمكان العزيمة أن تفعله لنا جميعًا: بإمكانها مساعدتنا على الانفتاح ومشاركة أنفسنا. عليك أن تملك العزيمة اللازمة لاكتشاف نفسك، لتكتب وتنشر قصائدك، لتظهر ذاتك للآخرين.
إذن، الفن يقدّم حقيقتك للعالم، يكتشفها، يجعلك تثق بقيمتك، وتعطي دون توقف … “
فلا تنتظر. لا تنتظر شراءك للأدوات، لا تنتظر حتى تؤجر مكانًا للعمل فيه على لوحاتك، لا تنتظر معرضك الفني الأول الذي ستوفر فيه الأطعمة والمشروبات في يوم الافتتاح. ابدأ اليوم. افعل شيئًا، أي شيء يجعلك تشعر بأنك مبدع، ومتصل بالعالم، وعلى قيد الحياة.
_____

* عن مدونة “معطف فوق سرير العالم”

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *