من دفاتر تشرين !


*ماجد شاهين

( ثقافات )

( 1 ) طائر ٌ خفيف ! 
كــ َ طائر ٍ خفيف ٍ 
انتعشت جناحاه 
بـــ ِ بلل ٍ بعد قيظ ٍ
أو بـــ ِ ” صحن الماء ” بعد عطش ٍ،
كـــ َ ” يمامة ” فتحوا لها النافذة 
لكي تسافر إلى الشبابيك هناك 
و تعانق أسراب الحمام 
و تقرأ فيهم أشواق الروح ،
كــ َ لهفة المشوق إلى صباه 
كلّما استرجع سطرا ً 
أبكته الحكاية ،
هكذا يفرح قلبي 
كلّما بلّله ندى رائحتك 
أو كلّما حطّ على جدرانه طيرٌ 
يبعث المرحبا 
و فاكهة السلام ِ !
( 2 ) طريق !
في الطريق ِ إلينا 
في المسافة بين خطواتنا إلى موعدنا 
في الدرب الذي يفضي إلينا 
إلى المكان ِ المُرتقب ِ 
إلى هناك :
أنا أغـذ ّ الخُطى 
أهيّيء ُ حروف المرحبا 
و أرسم للعين نافذة ً لكي تراك ِ
و أمسح ُ اليباس عن أصابعي 
لكي لا تجرح يدك !
في الطريق ِ إلينا 
في المسافة القليلة الباقية 
أقترب ُ الآن 
وأهجس بالكلام 
و بالسلام 
و بالعطر الشفيف ،
و أنت ِ حين نرانا 
ترمين نعاس َ العين قبالتي 
و تكتفين بوجنة ٍ ينشقّ عنها الورد 
و تفوح من حبق ِ العيون الرائحة ْ !
( 3 ) مطر ٌ !
و المطر ُ حين أطلقته الغيمة ُ 
أوصته أن يغسل َ ما استطاع 
من الوجوه 
و البلاد 
و الشجر !
والمطر ُ حين مرّ خفيفا ً ناعما ً 
أخرج الزيتون عطره 
والبرتقال ُ 
و فاكهة ُ الجبال 
و صار للتراب رائحة ْ !
و المطر ُ حين ملأ الإناء 
كان عطر ٌ يفوح 
كان عطر ٌ من برتقال 
و تراب ٍ 
و ليمون ٍ ،
و لمّا كانت النساء ُ 
في انتظار الماء :
كان الفستق 
يعبق ُ بأصابع الجميلات 
و كانت سيرة الورد ِ سانحة ْ ! 
( 4 ) رائحة ْ !
لي صديق ٌ 
كنت ُ كلّما مات :
أنعاه كثيراً 
و أقرأ عند قبره الفاتحة ْ !
و أنا حين مُت ّ 
لم أر َ وجهه 
و لم يكن من بين المشيّعين 
و غاب َ 
و لم يترك عند قبري
دعاء ً يليق 
ولا حتى رائحة ْ !
( 5 ) في الفنجان ! 
آخر ُ ” ترتيل ٍ ” في الفنجان ِ ،
كنت أقرؤك ِ 
كنت أهزّ جذع الوقت ِ 
فيسّاقط ” خوخك ِ ” ،
كنت أعيد ُ وصف ذاكرتي 
وأكتب ُ : 
هنا الولد 
الذي أخذوا طفولته 
و أعطوه افتراق العمر !
هنا الولد 
الذي كتب الرسائل 
من دون أن تلمس يداه 
ندى قميصك !
هنا الولد 
الذي نقصت حروف العطف 
في شفتيه 
فاكتفى بالرائحة ْ !

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *