( ثقافات )
عمان – يعود مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان هذا العام ليطلق دورته الخامسة على التوالي في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة، 5 كانون الأول، في المركز الثقافي الملكي، في العاصمة الأردنية عمان وبمشاركة أكثر من 44 فيلماً روائيا ووثائقياً وقصيراً.
ويتواصل مهرجان كرامة الذي تنظمه جمعية المعمل 612 للأفكار على مدار ستة أيام، كما كل عام في هذا الوقت من السنة، حيث يتزامن ختامه مع الإحتفال “باليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان” مساء يوم الأربعاء الموافق 10 كانون الأول.
ولقد أعلنت مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة في بيان كرامة الصادر لوسائل الإعلام “أن الدورة الخامسة لمهرجان كرامة 2014 تأتي بالشراكة مع المركز الثقافي الملكي، وبالتشارك مع، ودعم عدد من المؤسسات والمراكز الثقافية المحلية والأجنبية، في إطار الهدف المشترك المتمثل في دعم وإثراء سينما حقوق الانسان.” كما وأشارت دروزة أن فيلم إفتتاح المهرجان لهذا العام هو “المطلوبون الـ 18” والذي سيُعرض بحضور مخرجه الفلسطيني عامر الشوملي، ومنتجه سائد أنضوني وأضافت بأن الفيلم قد فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي من العالم العربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي للعام 2014. يستعرض الفيلم أحداث حقيقية حدثت في مدينة بيت ساحور خلال “الإنتفاضة الفلسطينية الأولى” والتي تتطرق لأحد أساليب المقاومة التي إستخدمها الشعب الفلسطيني في تلك المرحلة.
من جانبه صرح مدير عام المركز الثقافي الملكي، محمد أبو سماقة، مؤكداً “إن شراكة المركز الثقافي الملكي، مع مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، يأتي لأهمية المهرجان وجديته، ومساهمته الحقيقية في الحراك الثقافي في الأردن. ومن هنا يأتي حرصنا على الشراكة، وللسنة الخامسة على التوالي، مع هذا الحدث الثقافي الهام (مهرجان كرامة).”
كما وأشار المدير الفني للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب “إن أفلام المهرجان لهذا العام تم إختيارها لتعكس جزء أساسي من الواقع الحالي الذي تمرُّ به المنطقة وأهمها الحرب والنزوح، وتأثيرها على الإنسان وعلى بنية المجتمع في الوطن العربي. وتناقش بعض الأفلام عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة والطفل وآثار الحروب والنزوح عليهم.” وأضاف الخطيب “يتيح كرامة فرصة إستثنائية أمام المتلقي لمشاهدة أفلام لا تُعرض عادة – في دور السينما، أو شاشات الفضائيات – خصوصا الأفلام التي تتمحور حول حقوق المرأة والحقوق السياسية والإجتماعية، واللاجئين، والأطفال والتغييرات بعد الثورات العربية، وإنتهاكات حقوق الإنسان والتوق للعدالة الإجتماعية. وحيث أن العديد من هذه الأفلام تتعلق بالشأن السوري والفلسطيني، نجد أنفسنا أمام مشهد سريالي فوق فكرة الإختبار من هول الإنتهاكات ضد الإنسان .. ضحيتها الإنسان والمكان.”
تشمل نشاطات الدورة الخامسة من “كرامة” عرض لأكثر من 44 فيلماً روائياً ووثقائياً وقصيراً تم إختيارهم بعناية حيث تُعد الأفلام المُختارة من أهم الأفلام العربية والدولية التي تم إنتاجها مؤخراً. ومن الدول العربية المشاركة إضافة إلى الأردن، فلسطين، سوريا، مصر، العراق، لبنان، تونس، والمغرب. ومن دول العالم: فرنسا، هولندا، ألمانيا، سويسرا، انجلترا، أسبانيا، إيطاليا، تركيا، بنجلادش وأفغانستان وغيرهم. سيشارك في المهراجان عدد من أبطال الأفلام المعروضة، والمخرجين، والمنتجين، والذي سيساهموا بمناقشة العروض مع الجمهور العام والمتخصص.
من جهتها أضافت دروزة لقيام “كرامة” في دورته الخامسة بإستضافة وتنظيم عدد من الأنشطة الثقافية الموازية ومنها: موسيقى كرامة، والتي تأتي هذا العام تحت عنوان “الموسيقى الهاربة” الذي سيشمل عرضين موسيقيين للفنان الفلسطيني شادي زقطان، وبتنظيم معرض فني بعنوان “ضمير الفن” لأعمال الفنان التشكيلي السوري همام السيد .
كما وينظم المهرجان ورشة عمل “سينما بلا حدود”، وهي ورشة لتدريب ناشطين وحقوقيين وعاملين في صناعة السينما على كيفية إقامة مهرجانات لأفلام حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالشراكة مع “أفلام ذات قيمة” من منظمة العفوالدولية، ولأول مرة خارج مدينة لاهاي. يُشرف على الورشة الإعلامي والمنتج أيمن البردويل كأحد مؤسسي مهرجان كرامة والذي سيشارك عدداً من الإعلاميين والمخرجين الأوربيين في التدريب الذي سيحضره مشاركين من 10 دول من الوطن العربي.
هذا وسيعقد “مهرجان كرامة” كعادته عدداً من ندوات الحوار والمناظرات، وهي “دور الإعلام والسينما في الثورات العربية”، وندوة “المساحات الآمنة، في الوطن وفي النزوح” وهي بالتعاون مع أرض – العون القانوني، بالإضافة إلى فعالية بعنوان “الصورة تتكلم – عدستها ورؤيتها” بالتعاون مع منظمة “كير” الدولية في الأردن.
ولفت الخطيب أن إدارة المهرجان ومنذ تأسيسه في العام 2010 حريصة على دعوة مدراء المهرجانات والشراكات التابعة لها لبناء شبكة أقوى، ومجموعة من المخططين للمهرجانات في المستقبل، ولدعم الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان والتي تم تأسيسها في كرامة في العام 2011 وحققت هدفها من خلال إقامة “كرامة فلسطين” في بداية هذا العام، ومجموعة من التوأمات لمهرجانات في تونس وليبيا وموريتانيا.
وفي إطار برنامج التواصل الاجتماعي والعروض الخارجية، بين الخطيب أنه سيقام عدد من العروض الخارجية في مراكز اللاجئين والجرحى، وفي عدد من الجامعات الأردنية والمراكز المجتمعية وفي مدن مختلفة منها السّلط.
ومن بين الأفلام التي ستعرض في المهرجان، الأفلام السورية “بلدنا الرهيب”، “غرفة بملايين الجدران”، “قصة ثورة”، “العودة على حمص.” والأفلام الفلسطينية “المطلوبون الـ18″، “رغم أني أعرف أن النهر جف”، “مقلوبة”، “البحث عن سريس”، وغيرها من أفلام قادمة من دول أخرى مثل “ثائر كل يوم”، “أنا إنسان.”
ويُشار أن “مهرجان كرامة” منذ دورته الأولى في العام 2010 أثار قضايا مهمة كحرية التعبير، والشفافية والفساد، وشجع على ضرورة فتح باب الحوار لتبادل الآراء والأفكار والخبرات حول حقوق الإنسان في المنطقة، ذلك أن المهرجان يبحث من خلال الكاميرا توثيق إنتهاكات حقوق الإنسان، والتي تنقل مشاغل الإنسان وقضاياه في كل مكان.