دافئةً بما تنضَح،
و دعْـني أعـتَـنِـقـها،
على جرعات
جرعات.
عطري كان هناك
البارحة..
على ذاك السرير،
و مـشطي..
و ياسمينٌ لم يشهَـق
بما يكفي من الفـتنة.
هذا الصباح
سأشهدُ و سأَشْهَـد..
و سأشـهَـد،
بألّا دهشةَ لي بعدَ
كُـحْـلِ الياسمين،
و ثـأرِ القارورة
من سَجاياَ العِطْـر المُعـتَّـق.
ـ 4 ـ
لم يكنِ الصَبَّـارُ يحلُم.
كان صغيراً..
كان وديعاً..
وسط كوْمَته..
داخل الأصيص.
يغازِلُ الشرفة كلّ صباح
و يتوسَّدُ صدرَ النافذة في المساء.
لم يكن يحلم.
لم يكن صغيراً على الحُلم.
كان يحيا بين الشرفة و النافذة،
و يغتسِلُ في الظِّـل
من فوضى شوكِه
مرَّةً أو..
مرَّتَين في الأسبوع.
كان الصبارُ صبوراً..
و عنيداً.
يعانِق النافذة ليلاً،
و يغازِلُ الشرفة
في أطراف الصّباح.
و لم يكن..
يحلمُ بالارتواء.
5 ـ
قد لا أهـديـكَ
قصيدتي الأخيرة
فلا توعِز للريح
أنْ تَـنْـفـرَ أوراقي،
قبلَ أن تـلْـتَهِمها
حقـيبةُ السَّفـر.
لم يطرِق الفرحُ
بابَ حروفِها،
و لم ترقُـص أمامها
فراشاتُ الربيع الملوّنة.
قد لا أهديك لسْعَ شهدِها
فالعتباتُ كانت موعودةً
للنسيان.
و الحزن كانَ يغفو
خلف سحاب الحقيبة.
ـ 6 ـ
أضاعَ الخريفُ
مناجِلَ الصَّيفِ
و لم يصُنِ القطافَ
بما يكفي من
أصابِع الحُلم.
و الدمعُ الشَّريدُ
تاهَ عن حبّاتِه
طريقُ العودة،
منذ خالفتِ
الخطوَةُ
حواشِيَ البراعِم.
لن تكونَ للربيعِ
فصولٌ أخرى،
فلا تنكِرِ الحريق،
لن يغـفِـرَ
الحقلُ
سَوادَ البَـيَادر.
ـ 7 ـ
كم تسرَّعَتِ الشُّرفَـةُ
حين هَـتَفـت لأشعّة الشمس
أحبُّكِ أيتها الجميلة.
كان للحُبّ مذاقُ الخذلان
و المباني تغزو سماء المدينة.
كُـنّا في القفص ذاته
أنا و العصفور.
أطلَقتُ جناحيه
إذ فتحتُ له بابَ القفص.
و ضممْـتُـه إلى محْبَسي
لأسجُنَه،
مثلي
خلف الخشب الموصَد.
ـ 8 ـ
تلك المـدينةُ
خبَّأتِ البياضَ
و تركَتْ للصَّهيلِ
بعضَ الغمام.
لم يهتِفِ الدُّخان
بِاسم الجمرات
التي كانت هناك
قبل الخريف.
لم تنزِفِ المُزْنُ،
و لم يغتسِلِ الرّحيلُ
من أعبـائِـه.
تلك المدينة،
تحت السَّماء القريبةِ
البعيدةِ،
غزَلَتْ للسَّواقي
اشتباهَ الياسمين
و اكتحَلَتْ
بِمِرْوَدٍ مستعار.
9 ـ
و أنتَ تقرأ
أَحكِمْ إغلاقَ صوتي.
و أنتَ تُحِـبّ
أَحكِم إخلاء سـيرتي.
و أنتَ تَكْفُـر
أحكِـم إخراسَ شَكّـي.
و لا تحتَرِفْ
. غير وعْـدِ حرْفٍ
لم يحْتَرزْ للشَّوْكِ،
بـتوْرِياتِ المَطالِع.
لم يحتَطْ للشَّوق،
بكنايات النسيان.
سمّى الرَّسْمَ
وَرْداً،
كان لـكَ
وحدَكَ.