محمود علام *
طرحت الإعلامية المغربية الدكتورة اعتماد الأمراني الخبيرة في شؤون الدبلوماسية ورئيسة مجموعة هيت كريتف الإعلامية في أبوظبي بدولةالإمارات دعوة إلى تأسيس اتحاد لمنتجي الأعمال الدرامية في العالم الإسلامي ضمن ورقة العمل التي قدمتها خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية الذي عقد في قصر المؤتمرات في مدينة فاس المغربية واختتمت أعماله يوم السبت الماضي 22نوفمبر الجاري بحضور أكثر من 400من أهل العلم واصحاب الفكر والمتخصصين والباحثين في مجالات السيرة النبوية من أقطار الوطن العربي وأفريقيا وآسيا وأوروبا .
وأشارت الأمراني إلى إن الدعوة التي بادرت بإطلاقها هي إحدى توصيات بحث مشترك أعدته تحت عنوان ” الأعمال الدرامية في خدمة السيرة النبوية… رؤية مستقبلية” بالمشاركة مع الدكتور حسن الأمراني أستاذ الأدب في جامعة محمد الأول في مدينة وجدة المغربية.
وعن الدعوة التي أطلقتها خلال المؤتمر قالت الإعلامية المغربية : إنها مبادرة متعددة الأغراض عقائديا واجتماعيا وفنيا تسعى إلى نشر الفهم الصحيح للرسالة المحمدية لدى كافة شعوب العالم على امتداد قارات الدنيا علاوة على أن قيام هذا الاتحاد سوف يصب في صالح عمليات التنشئة للأجيال المقبلة في مجتمعات الدول الإسلامية على السلوكيات القويمة ووقاية الأفراد من مخاطر الفكر المتطرف التي أصبحت تواجه الجميع في العصر الراهن.
وأضافت : إن الدعوة التي يجب أن نطلقها اليوم هي مبادرة أولى تقوم على ضرورة إنشاء اتحاد لمنتجي الأعمال الدرامية في العالم الإسلامي يتأسس بدعم من جهه مسؤولة صادقة التوجه، وقادرة على التمويل، وعبر فتح قنوات الاتصال مع كافة الجهات المعنية ، أفرادا ومؤسسات ، للعمل على تأسيس شركة انتاج متعددة الجنسيات تكون مهمتها تغطية نفقات الأعمال الدرامية الدينية (المعدة وفق تخطيط سليم ) كي تصب في صالح مجتمعات الدول الإسلامية وأيضا في صالح الفهم الصحيح للرسالة المحمدية لدى كافة شعوب العالم على امتداد قارات الدنيا.
وأوضحت الأمراني أنه من الملاحظ أن الأعمال الدرامية (العربية بشكل خاص ) سواء في السينما او التلفزيون قد ركزت على قضايا لافتة في المجتمع، لكنها لم تكن ذات هدف يخدم أي مجتمع. فمثلا شاهدنا الكثير من هذه الأعمال التي دارت حول : الرشوة ، والنصب والاحتيال ، والمخدرات ، واستغلال النفوذ ، وكلها قضايا ذات تأثير على حياة الناس …لكن معالجاتها لم تكن تصب في صالح الأفراد بل ربما كان العكس صحيحا ،أي أنها أتت بنتائج سلبية غير متوقعة حتى لو كانت نيات منتجيها (وعارضيها) حسنة.
وأضافت : إنه ورغم ذلك لم يفكر أحد أو يلتفت إلى تقديم أعمال درامية توجه الناس وتستثير عقولهم نحو القواعد الأصيلة لدينهم والمستمدة من سيرة نبيهم (عليه أفضل الصلاة والسلام) ومن ذلك مثلا : العمل والاخلاص فيه كقيمة إنسانية مهمة ، والصدق والأمانة في التعامل، والكثير من الصفات التي تسبغ على السلوك الإنساني نقاء وبهاء وتجعل المسلم قدوة للآخرين ، بل إنها قد تحفز الكثيرين على فهم واقع المسلمين عن ثقة ويقين وهم آمنون مطمئنون.
الجانب الأدبي للأعمال الدرامية
وفي إشارة إلى الجوانب الإبداعية في المجال الأدبي والممهدة للإنتاج الدرامي قالت الأمراني : يجب أن تكون هناك جهة تتولى تجميع الأعمال التي تدور حول موضوعات السيرة النبوية والتي تحقق الأهداف المجتمعية في النواحي السلوكية التي تشكل قاعدة الأساس لأخلاقيات المجتمعات الإسلامية ، وتعد الركيزة الحقيقية لتحقيق التنمية والنهضة ، ومن الممكن هنا أن تنظم مسابقات سنوية يتقدم إليها المبدعون من كافة الأعمار والأقطار، وتكون الأعمال الفائزة هي موضع الاختيار الأول لأي إنتاج برامجي في العالم الاسلامي خصوصا إذا تم تأسيس كيان داعم للعمليات الانتاجية
وأضافت :لقد شهدت الأعمال الدرامية قبل عدة عقود توجها جيدا من المنظور الاجتماعي والإنساني والتربوي، وربما شكلت هذه الأعمال رغم محدوديتها (وقلة الاهتمام بزيادتها مع تجاهل تكرار عرضها كما يحدث مع غيرها من الأعمال التي لاتقدم إضافة فكرية لأذهان المشاهدين ومن هنا
فمن المهم تحديد العناوين الرئيسية التي تدور حولها مجالات المسابقة كمحاور مثل: سلوكيات الصدق ، الأمانة ، حب العمل ، الوفاء ، ….. والمستمدة من السيرة النبوية باعتبارها المرجعية الأهم للمسلمين بعد القرآن الكريم .
واختتمت الإعلامية المغربية حديثها في المؤتمر بالقول : نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة أمجاد الحضارة الإسلامية عبر العمل الجاد لتنشئة المسلم الملتزم دينيا واجتماعيا أيا كان موقعه وأيا كانت الأقطار التي ينتمي إليها ، ومن هذا المنطلق فإن المنشود الآن هو لم الشتات لنحقق وحدة الأهداف لتكون وسيلة لوحدة الصفوف.
* كاتب وإعلامي من مصر يعمل في الإمارات
– السوق العربية