جاءَ لموتهِ بوجهةِ نظرٍ معقولة


*قيس مجيد المولى

( ثقافات )

الأشياءُ السائدةُ في الكون
لها نظامها والطريق إليها يطول أو يَقصر
كلما جعلنا وجودنا خارج قياس
ولذلك حاولنا التعبيرَ عن أي شئ
حاجاتنا للطعام والشراب 
وحاجتنا للمأوى وللترحال وللأمان ،
ومن هذه الحاجات تشتق حاجات أخرى
لتُراقَبَ الشعوبَ بالنظريات وبالقوانين
وكل مايحتاج إليه الإنسان لتلافي ذلك
أن يُدون وعيّه وخياله بلا إجحاف
ولاشك سيذهبُ بعيداً وراءَ الرمز
ولن تنضب إلوهيته
لأنه سيكف عن تمجيد نفسه
ولاينطق تبعا للغايات
سوى أن باعثاً على الأسى
يُحركُ أشياءَه الخفيّة ومجادلاته 
حين يقف أمام سنيّهِ القليلة الباقية
وخلف سنيّهِ القليلة الماضية
يرى جزءاً من مكان مبتور
وجزءاً من طريق ترابي وحافلة قديمة
إن أعاد تخيلها لن يتخيلها بشئ من الرائع والمعقول
فهو لايملك نظاما إزاء الأشياء السائدة في الكون
وهو كلما عبّرَ عن حاجته
فإنَ جزءاً من فكرةٍ يحفرُ قبره 
وجزءاً من فكرة يلقي عليه التراب
ولافكرةٌ أخرى 
تأتي إليه بالورد والشاهدة
يظلُ دون تعريف …
دون مفهوم لتعريف
ويظل مجهولا ضمن مصطلحات الموتى
وهناك من تيقن من هذه المفارقة
وعرف أبدية الليل
فأستحضر الأغاني
ورزم صناديق الذكرى وصور العائلة
وجاء لموته بوجهة نظر معقولة
أن لايُدون وعيَّهُ وخياله بإجحاف
إذ هناك من سيرثيه بالدموع
وهناك من سيرثيه بابتسامة
لابد أن تكون له إشارات لمن بعده
لابد أن ينصف قضاته
وإن لم يألفوا معتقده الغامض
إذ دلَ بالأواني على ربوبيته
وبالألوان على مريديه
وحين إنشغل الكون في بنائه السابع
وضع لكل شئ موجودا أخر
لكنه لم يسميه بالنقيض
ربما عدالة الآلهة تصحح
الجزءَ من الفكرة التي ألقت عليه التراب
لأن لديه أشياء كثيرة
من بينها
ماذا يُكتبُ في الشاهدةِ
وأي نوع من الورد
يُرمى عليه ،

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *