*يوسف أبو شعيب
( ثقافات )
البياض الذي أسدل ستائره على مَشهد عَينيها الجَميلتين أثار شَهية الألم الذي بدأ يُنقبُ في عُمق عِظامها الهَشة عن المَسير بلا طَريق…وعن الطريق بلا مَسير لكن البصيرة التي بدأت تتساقط على رؤوس أصابعها في أوج الربيع مَحت تفاصيل الشتاء عن وَجه الخريف…
هناك وعند مَفرق كل طريق كانت تُقطّر عيون أمنياتها و تصنع من الأشواك صبراً و عكاكيز …مراراً كانت تسأل نفسها كيف تبدو الآن….؟؟ لكنّها كانت تكره رؤية ولمس التجاعيد…
أذكرُ أنني أخبرتها أن الدنيا أرجوحة ونحن لا نَملك غير عمر واحد للهو …لكنّها كانت تصمت طويلاً بحثاً عن تَسجيل آخر ضحكاتها المُخزنة في صندوقها الأسود قبل أن تسقط فريسة في شِباك المزمن وغير الممكن والغَريب…
الأنانية أن تبحث لكَ عن نظرة في ألبومات عينيها الرائعتين دون أن تُفكر بها هي ، هي التي تتمنى أن تراك في رمشة ضوء واحدة أو ترى منكَ بعض بعض ملامحك…
تؤلمني هي …لكنّ حيلتي مَبتورة اليدين وتلك الضمادة العَفنة ما زالت ملفوفة حول جرح خاطري المكسور جراء آخر عاصفة …تؤلمني هي وأنا أراها لا تتعب من ترتيب هذا الفراغ الداكن الممنوع من حيازة الألوان …تؤلمني هي عندما ينهشها هذا الروماتيزم ويقصيها ضعف السَمع عن عالم الأصوات.