سميحة المصري*
( ثقافات )
أيها الألمُ الأليمُ ..آناً فآناً تَسقينا من جنّةِ الوِصال ولا نَصِل..ألا تَألَمْ !؟
أرجوكَ البقاءَ ساعةً اخرى في حضرةِ الروح ..او التَجلّي ..
ارجوكَ البقاءَ نغمةً جَذلى ..مَعي في الليلِ ..أو في التَمَنّي ..
إنّي سَمَّنْتُ مواسمَ الأفراح فلنْ أصنَعَ الحرائقَ وميراثُ الأرضِ ماء وعناقيدَ يابسة..فاحييني بالــوصلِ المُتلَفّعِ بالهجوعِ ..وبالخضوعِ …يا سَيلَ النور المُتدفّق في سيني ..أو فاقريني هجوعاً من بعد الخوف والآم الشعرِ
المَجدُ لكَ ….
..صمتكَ أيضاً حالٌ ليستْ مثلَ الأحوالْ وأنا الغضوبةُ دَلالاً، المتيممةُ بالنورِ الطافحِ منْكَ حدَّ إغماض الجوارحِ كلها وأنتَ هُنايَ ، وهُناكَهم سأنتقي الخيالَ على هوايَ ، أيليقُ بي ان اعلّقَ القلب بالآتي الذي سيزولُ قبلَ انكشافِ مُتعتهِ على أنايَ ! يا حقّيَ الأزلي والأبدي والنوراني …
وحدكَ لي .. فُكَّ مغاليقَ اصولَ الأقفال لأنجو..
قد داهمني جانبَ النار فاحترقتُ بأنصافي الكليلة
واحترقتُ بكلّي فانتَشِلْني ..حتى إذا غبتُ ، أقومُ فأصحو
لا حفلَ ولا رقصَ ولا درويشَ يفهمُ سرَّ السرِ
فالفوقُ فوقٌ لا تحتَ له ، وما اكثرَ العيون ولكنْ هل كلها ترى !
ما اكثرَ الأجساد ولكن هل كلها تمشي ..
وما اكثر القلوب وما يرعَوي منها إلّا ما تَرى
فأهَبني للسِرِّ واللإنشادِ وللرقصِ ..
حيثُ لا وجهَ لي عندما تغيبُ يا سيّدي / فكيفَ تَغيبُ ؟ أدريني قفصٌ ضيّقٌ وأدريكَ الدروب ، أدريكَ الحبيبُ فافردْ جناحيّ كما ناركَ الحبيبةُ ..خُذني اليَّ ، الى جنّاتِكَ السادِرة في الوردِ فيَّ ، وحدكَ كُنتَ بُراقي في ليلةٍ أبرقتْ كلّ ثوانيها حتى نَويتُ/ فَعزمتُ / فاتخذتُ زينَتي / فَيمّمتُ صوبكَ /فعلوتُ/ فنظرتُ / فعشقتُ / فارتقيتُ / فمددتُ يداً / فَغبتُ وأطلتُ الغيبةَ / حطّمتُ هزائِمي / وغلبتُ انكساراتي /فتجلتْ طوبى / فأقمتُ في الدهشاتِ مولايَ/ فمكثتُ/ فهذيتُ/ فقضيتُ آجالَ اطول / شَرِبْتُ ولكنّي ما ..ما ارتويت …
يا النورُ المنسكبُ اليَّ / يا الوجيبُ اللايموت المنسَلِّ من الديجورِ إليَّ
ويحي !! أرتويتْ /؟
يا روحَ المساء ..ما أطولَ طريقَ العودات ..
كيفَ ولكَ وفيكَ ومنكَ أتذوقُ شهدَ الروح وشهدَ الوجع / فشهدُ الألمِ فيكَ ومنكَ عذوبةً لا تكونُ للأرضيينَ / تلكَ سقايةٌ للسماويين ..قدْ كانَ المأمورُ يُسجلها في الدفترِ وأنا لا دفترَ لي ، قَدْ قَدَّ القلمُ قضيضَ الأوراق من قبل ..يااا ؛؛؛
منْ قالَ أنَ العشقَ يبْردُ والموقدُ ابداً مُشتعلٌ ؟..
والموقدُ ابداً مُبتهجٌ ….
والموقدُ أبداً مُتَجَمّرٌ مُحْمَرٌّ ..
الموقدُ صارَ كالعِنّابِ احمراراً منْ دمي ..فأي احتراق ..!!!
وحدكَ إسرائي وحدكَ مِعراجي وحدكَ كوّات النور تنفتحُ فيضيءُ كونكَ ..واضيء بأكواني السريّة منها والعَلنيةُ..
إنّي أناكَ …. ..
.. لقدْ غَدا غَدي كُلّه غدواتٌ مُبَشّرةٌ ببشاراتٍ لستُ ادركها تَماماً فأنا أحيا حينَ أعثرُ عليَّ فيكَ وعليكَ فيَّ حيثُ لا أكُفُ عن مطاردةِ اللغةِ وبيانِها لاكتبكَ نشيداً قمرياً بترتيلٍ موزون …
لا شيءَ سوى أنكَ كلّ الحَقائق …
مُحصنّة أسواري تفيضُ قداسةً من بهائِكَ الأعلى أستمدُ طاقةَ اللازمانِ وطاقةَ اللامكان فأنا بين الزمان والمكان بدأتُ وفيها سَأبقى ..
أربعُ حبّات من الصَبرِ لا تكفي هذا العُمرُ الباردُ
فخانَ الصبرُ وخانَ البحرُ وخانَ حتّى جلالُ الليل …
يا ايها الموقد : الجرحُ جرحٌ حتى لو كانَ الدُثارُ حرير الأرض
أنا لا اسرحُ طويلاً بغزلانِ القَلبْ ..
أنا الَمْلِمُ الشروخَ مِنْ ظَهرها بمنديلي
وأحْصرُ لها خيانات العطور للورد
والحروف للقصيدة ..
لتكملَ الليل دونَ ألم ..
أنا المؤقتةُ على بابٍ لا يليقُ به إلا أنتَ .. وألم العتب العظيم ..
ولا يليقُ بهِ وبنا إلا ليلٌ عظيم ….!!!
….هامش ..
يا ربَّ الحب لأنكَ انتَ / هذا نهجي المتلأليء في المَحبة …
ارجوكَ المرورَ ساعةً اخرى في ليلةِ إحرامِ القلبِ أمامَ هيكلكَ المُتَّقِدِ منذُ ما قبلَ حدوث الطوفان.. فافتحِ القلب ..هناك نجمتكَ الدهرية الوحيدة …
* شاعرة من الأردن تعيش في الإمارات