*سميرة البوزيدي
( ثقافات )
في الحقيقة أنا لايستهويني عيد الاضحى كثيرا
ولكن لايمكنني إلاّ ان اتذكر بحب
كيف كنا صغارا ننتظر
الركوب على ظهر كائننا الصوفي
ووضع الشرائط الملونة على قرونه
وكيف في طقس طرابلسي حنون
كانت امي تمسح بيدها المحناة
على راس الخروف بماء الزهر
وتكحل عينه اليمنى
وتعطر صوفه بالبخور
حتى يطمئن خروفنا
ولاتفزع روحه ولايرجف جسده
الذي سينفرش بعد قليل
على المشواة الكبيرة فوق سطح بيتنا الفسيح
وتحت عريشة العنب
التي يقطر عسلها علينا
حيث يمكننا ان نسمع ركركة الشاي الأحمر
وبعد ان يكون باطن جلده المسلوخ
قد ملح تماما
وجلس يحدق في الشمس وحيدا
وبعد أن تتراكم اسئلتنا
عن اين ذهب خروفنا ؟
بعد أن تكون احشاءه الناعمة نظفت
وملئت بمخلوط فاخر
من الارز والمعدنوس والدهن والفلفل
وبعد ان يكون رأسه
قد صار أجزاء في قدر المرق
الذي من قعره تبتسم لنا نحن الصغار فقط
عيونه الحزينة .