فكرة


*صفاء ذياب

سوفَ أزرعُ يدي في الحديقةِ المجاورةِ لبيتي

لأنَّني مُنْذُ 35 عاماً لا أملك أرضاً أزرعُ فيها يدي
لهذا
قرَّرتُ أَنْ أسرقَ حديقةَ جاري ذَاْتَ ليلةٍ وأحفرُ فيها ملجأً ليديَّ الشَّاردتينِ
مُنْذُ سنينَ وأَنا أبحثُ عن يدينِ حقيقيَّتينِ
كي أكتبَ قصيدةً
وأنامُ..
سَوْفَ أزرعُ قدمي أيضاً
ورُبَّمَا ظهري وبطني وإبطي وَ….. وَ…..
رُبَّمَا سأتمدَّدُ في هذِهِ الحفرةِ التي سأحفرُ
في الحديقةِ التي قلتُ إنِّي سَوْفَ أسرقها من جاري قَبْلَ سطورٍ
فأنامُ….
أريدُ أَنْ أنام..
امتحان لشتاء قادم
ابقَ هُنَا
في هَذَا البيتِ الذي لَمْ تزرهُ الشَّمْسُ
في هَذِهِ الحُجْرَةِ الجامدةِ من الصَّمتِ
في هَذَا السَّريرِ الذي لَمْ تفارقهُ يداكَ
في هَذَا الشَّرشفِ المُبتلِّ من الخَوْفِ
في هَذِهِ الوسادةِ المُرتعشةِ كقاتل
في هذا القميصِ الذي لَاْ يشبهُ قميصَ يوسُفَ
في هَذَا
في
فـ…….
كَمْ قلتُ في سرِّي إنَّ الثَّلجَ عدوٌّ
وكَمْ قلتُ أيضاً إنَّني إِنْ بقيتُ في هَذِهِ الغرفةِ التي بدأتْ تتهاوى فَوْقَ ارتجافي
سَوْفَ أزدادُ ارتجافاً
وكَمْ صرختُ وصرختُ وصرختُ
وما زلتُ أصرخُ وأصرخُ وأصرخُ
أصرخُ وأصرخُ
أصرخُ…
ثلج… ثلج
في الطَّريقِ المرسومِ كشاربي رجلٍ مَيِّت
يهطلُ كَمَا ريشة ترسمُ غاباتِ نخيلٍ على شواطئ دجلةَ
هائماً كالملائكةِ
يهطلُ كريشِ بجعةٍ تخلـعُ ثوبهــا.
_________
*الصباح الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *