بيوت


• محمد أبو عرب

وأعد القرية فرساً فرساً
بيت جارتنا العجوز
وحيداً يواسي القصب
ويجرُ من شمس النهار ظلاله
وكأن في لون النوافذ دمعة
تدنو
وتدنو
حتى يكفكها المساء
ويخفت الضوء فيه
ويعلو كلما اقتربت تعلم الطير الحياة
يترك البيت عكازه
وينام في الجبل
لا قلب ينبض فيه
سوا روح جارتنا البعيدة
..
بيت جدي ينمو النعناع في يديه
ويحرسه في الريحان
قامتان شاهقتان ترسمان ظلاله
شجرة العنّاب
وجدتي العالية
النافذة تضحك للشمس
وجدي يحمل الحقل في يديّه
يقول للماء
انسكب
انسكب
البلاد بللها النهر
ونحن بللتنا الذكرى


* شاعر وصحفي من الأردن يعيش في الشارقة

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *