علي السعيدي
( ثقافات )
ما بين العينينِ وبين القَصَبَةِ
والعالَمُ مِنْ حَوْلِي يَتَلَهَّى فِي لَعْبَةِ مَوْتٍ…وَحَيَاةٍ
وَيَرُشُّ علَى وَجْهِي حَفْنَةَ مَاءٍ
وَيَحُزُّ بِسَيْفِ القُدْرَةِ مِنِّي الرَّقَبَةَ
سَأَلُونِي عَنْ سِرِّ وُجُومِي يَوْمًا
فبَكَيْتُ ..بَكَيْتُ بِهَيْئَةِ طِفْلٍ
حَالُوا بيْنَ ذِرَاعَيْهِ …وَثَدْيِ الأُمِّ
وَعُدْتُ أَجْمَعُ أطْفَالَ العالَمِ
كَيْ أَسْأَلَهُمْ:
مَنْ مِنْكُمْ يَعْرِفُ سِرَّ وُجُومِي؟
فَانْتَفَضَ الأطْفَالُ بوَجْهِي حُزْنًا
وَتَبَاكَوْا …فَبَكَيْتُ
مَنْ مِنْكُمْ يعْرِفُ حَجْمَ عَذَابِي؟
فارْتَجَفَ الاطْفَالُ بِقَلْبِي ذُعْرًا…
وتَنَادَوْا…
قلتُ لَهُمْ:
ضَيَّعَنِي طِفْلِي ,, وطَنِي ,, سِجْنِي .. جُوعِي
فتَبَاكَوْا …وبَكَيْتُ
’’’’’’’’’’’’’’’’’’ آآآآآآآآآآآآآآآآ ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
يا صَوْتِيَ الرَّاحِلَ عَبْرَ مَحَطَّاتِ الْحُزْنِ تَوَقَّفْ…
فالعَالَمُ يَبْكِي…
والوَطَنُ الغَالِي…
يَنْدُبُ كلَّ الاسْمَاءِ المَشْهُورَةِ
في التَّارِيخِ
وكلَّ الاسْيَافِ الْمَسْلولَةِ
كلَّ خُيُولِ الصَّحْرَاءِ
ويَذْبَحُ عندَ خِتَامِ الامْرِ على اسْمِ الله
يا حُزْنِيَ الغَاضِبَ
دُقَّ جَميعَ الابوَابِ الموصَدَةِ
فِي وجْهِ كَرامتِنَا
وامْنَحْ شجَرَ الزَّيتونِ الثَّمَرَ الرَّافِضَ
غَيِّرْ خَارِطَةً يَرسُمُهَا
فَوْقَ …رُؤُوسِنَا
** *** ** *** **
طهِّرْ بالْمَطَرِ العَرَبِيِّ
الجُوعَ ,, الخَوْفَ
على كُلِّ مَداخِلِنَا
أنت الحزْنُ الغَامِرُ أحْدَاقَ الاطْفَالِ
بِمَاءِ الفَرَحِ الآِتي
مِنْ عَيْنِ القُدْرَةِ
والطَّالِعُ بَيْرَقُ نَصْرٍ
فَوقَ جَوَادِ مُحَارِبِنَا
أنتَ الحزْنُ الماسِحُ كُلَّ الوَجَعِ العَرَبِيِّ
الْمُزْمِنْ فوق خَرِيطَةِ أَنفُسِنَا
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ آآآآآآآآآآآ ’’’’’’’’’’’’’’’’
سَافِرْ فِينا
وانْزِعْ من داخِلِنا خوفًا
يَتَمَطَّى في الصُّلْبِ
وازرعْ شجَرًا يُثْمِرُ بَرْقًا ورُعُودًا
ويُحَوِّلُ صَحْرَاءَ العُمْرِ
حقَولاً مِنْ أَنْجُمِ ليْلَتِنَا
ودماءً تقطُرُ من شِرْيانِ شَهيدٍ
… إلى وطَنِ الحُبِّ
,,,,,,,,,,,,,,, آآآآآآآآآآآآآ ,,,,,,,,,,,,
فالعُمْرُ قَصِيرٌ ظَلَّ فوق سُطُوحِ الزَّمَنِ القَاسِي
والمرءُ أسِيرٌ
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ آآآآآآآآآآآآآآآآآ ’’’’’’’’’’’’’
ما أبعدَ هذَا الصَّباحَ بِعالَمِنَا …..
ما أصعبَ أنْ يَبقَى الانسانُ قعيدًا
خَلف شبابيكِ الغربةِ
والتيَّارُ يقاومُنَا
فلتَحزَنْ …
هذَا العمْرُ قصيرٌ
ماءٌ يَتَبَخَّرُ مع وهجِ الصَّيْفِ
ووقْعِ السَّيْفِ
وسَقْطَةِ آخرِ أعرابِيٍّ عَن ظهْرِ بَعِيرٍ
فلتحزن!!!
اذ حين يَصِيرُ الوَقْتُ رَصَاصًا فَوْقَ الصَّدْرِ
أو يُصْبِحُ حَجْمُ الوطنِ المذبُوحِ بحجْمِ القَبْرِ
أو يَغْدُو الانسانُ طَرِيدًا
عبر سَرابِ الفَقْرِ
لا نَمْلِكُ إلا أنْ نَرْفَعَ أيدينَا
في وَجْهِ الشَّمسِ نُنادِي
يا سكَّانَ المعمورَةِ
إنَّ العَالَمَ مقبرَةٌ
والحزْنُ الغَاضِبُ
شاهِدُ هذَا العَصْرِ…
* تونس