*شمس الدين العوني
( ثقافات )
بعد عدد من الفعاليات الثقافية طيلة الموسم المنقضي؛ وضمن السياق الثقافي متعدد التلوينات الفنية والثقافية والانسانية وغيرها، وعلى أبواب افتتاح الموسم الثقافي الجديد؛ شهد المركب الثقافي تظاهرة من الحجم الكبير بدعم من وزارة الثقافة والمندوبية الثقافية بالجهة وبحضور ممثلين عن الأمم المتحدة وعدد من سفراء السلام وشخصيات وطنية ومن المجتمع المدني.
الفعالية هي “المهرجان الدولي للسلام بتونس” وذلك ضمن التظاهرة الكبرى على النطاق الوطني حيث تنطلق فكرة تنظيمه واعداده من هذه الجمل والكلمات البليغة والمعبرة “.. إذا أردت أن تكون ناجحاً مُبدعاً في حياتك، فإن قوة نجاحك تظهر في طريقة إبداعك في قوة تفكيرك، فدعنا نتكلم عن قوة التفكير، وما هى معوقاته، وكيف تكتسب هذه المهارة.. التفكير هو المقياس الذي يُميز فيه الإنسان البدائل، ويختار ما يراه أحسن. قوة الفكر تؤثر على سلوكك وأحاسيسك، كما أنها تؤثر على وقتك، فالتفكير دون استراتجية يأخذ وقتا طويلا .. والتفكير أيضاً يؤثر على ثقة بنفسك…”.
التظاهرة كانت ببادرة من ابن جهة جندوبة المختص في البيولوجيا معتز بالله الوسلاتي وهو من نشطاء المجتمع المدني ويمثل الأمم المتحدة، وقد حرص على انجاز عمل فني على قطعة قماش قياسها 12 الف م2 عليها بصمات اليد كرمز للسلام والمحبة، وقد نجح في ادراجها بموسوعة غينيس بحضور ممثليها في الفعالية الكبرى، وهي تجربة جاءت بعد أرقام أخرى بغينيس (لبنان) 3000 م2 و(المملكة العربية السعودية ) ولم تحطم رقما قياسيا بل لاهدائها للملك آنذاك.
وفي جندوبة نجحت المبادرة (12000 م2) وتطوع صاحب المبادرة بقطعة أرض الى جانب جائزة غينيس المالية لاقامة مركز لمقاومة الادمان بالتعاون مع الفعاليات المدنية والأمم المتحدة وذلك كنتيجة لحالة انسانية توفي خلالها صديقه المدمن الذي منح موعدا بستة اشهر من قبل جهة صحية بتونس، وتوفي قبل ذلك لصعوبة بسبب قلة الوسائل والامكانيات امام الطلب الكبير. اذن من هذه الحادثة تحرك السيد معتز، وكانت المبادرة والتظاهرة. وقد حرص ابناء وشبان جندوبة على ان تنتظم التظاهرة لتنطلق أولا من جهتهم الزاخرة بالطاقات البشرية والعطاء والبذل.
بنات وأولاد جندوبة عملوا بعناية وأمل وحرص على تنظيف مسرح المركب الثقافي وهم استعدوا كما يجب لانجاح مهرجان السلام العالمي الذي احتضنته ولاية جندوبة. وقد بدا الفضاء الكبير لمسرح الهواء الطلق للمركب الثقافي حاضنا للفعاليات وقد اكتسى حلة جديدة واحتضن جمهور الفعالية.
المهرجان انطلق الأربعاء 27 أغسطس/آب تحت عنوان وطني كبير هو “المهرجان الدولي للسلام بتونس”، وكانت البداية من ولاية جندوبة ليختتم بالمركب الرياضي برادس من ولاية بن عروس يوم 16 سبتمبر/أيلول المقبل بعد أن يستكمل عرض فقرات برنامجه في كافة ولايات الجمهورية.
ويهدف هذا المهرجان إلى توجيه رسائل تدعو الشعب التونسي إلى السلام باعتباره الضامن للتعايش السلمي بين الشعوب.
وسيتم الإعلان عن سفراء السلام بكافة الولايات وسيؤثث المهرجان بعروض موسيقية وأخرى مسرحية ولوحات فنية تحكي قصص السلام في العالم على أن يتم التوقيع بالبصمات على أكبر قطعة قماش.
وستوظف مداخيل المهرجان لبناء مركز لمعالجة المدمنين على المخدرات بولاية جندوبة، والمتوقع أن يكون في مدينة وادي مليز.
وبالمناسبة فقد عبرت هيئة المهرجان عن شكرها إلى هيئة تنظيم الإفتتاح والمتكونة خاصةً من شباب Jendouba en Couleurs الذي (رغم صغر السن وقلة الخبرة في مجال تنظيم المهرجانات) تمكن من تنظيم حفل شد اليه كل الحضور، الى جانب التحية الخاصة أيضاً إلى أعوان واطارات المركب الثقافي عمر سعدي بجندوبة والمندوبية الجهوية للثقافة بجندوبة، وكل أعوان الأمن الوطني والحماية المدنية على التغطية الأمنية وعلى كل الجهود التي بذلوها لحسن سير مراسم الإفتتاح فضلا عن تثمين جهود من ساهم من بعيد أو من قريب في انجاح هذا الإفتتاح من مجتمع مدني ومواطنين.
ثريا الحبيب مديرة المركب الثقافي عمر السعيدي بجندوبة ابرزت أهمية الحدث: “هي مناسبة لابراز الأفكار والطاقات الشبابية وغيرها ضمن سلم القيم الحضارية عبر الابتكارات الفكرية والثقافية في الفضاءات المفتوحة وذلك عبر هذه الجولة ضمن محطات بمختلف جهات ومدن البلاد التونسية. وقد نجحت جندوبة عبر مشاركة شبابها في الايفاء بغرض الفعالية ونتمنى النجاح لبقية المحطات. وتظل الثقافة دوما رهانا انسانيا وجماليا في تعاطيها السامي مع القيم الانسانية، فالتحية لشباب جندوبة.. وشباب بلادي.. تونس الجميلة..”.
من جهة أخرى تميزت الأنشطة الثقافية بالمركب الثقافي عمر السعيدي بجندوبة بتنوع وتعدد مجالاتها الثقافية والفكرية والأدبية والفنية وذلك وفق عناوين وسياقات بدعم واشراف من قبل المندوبية الجهوية للثقافة بجندوبة.
وفي هذا الاطار وبعد مهرجان الطفل الذي شهد عروضا تنشيطية وسحرية للأطفال وعروضا مسرحية (عروض دولية من العراق وسويسرا وفرسا) ورحلة ترفيهية وغيرها الى جانب العرض الموسيقي الملتزم لفائدة الطلبة لمجموعة صوت بفضاء المركز الثقافي الجامعي بجندوبة والعرض الموسيقي لمجموعة one unit حديثة التكوين صلب نادي الراب التابع للمركب الثقافي حيث يشرف على التاطير أمين الشارني، وهذه المجموعة غاية في الروعة والاخلاق العالية والنتائج المدرسية المرتفعة يتقن عناصرها اللغة الانجليزية وهم متحمسون يدعون الى وحدة شباب جندوبة عبر الغناء وما نظمه المركب الثقافي بالشراكة مع جمعية sos hepatite جندوبة باجة والمكتب الوطني لمكافحة السيدا وتعاطي المخدرات تظاهرة تحسيسية حول موضوع التهاب الكبد ومكافحة السيدا والمخدارات وما قدمته جمعية 3iiiCH للمسرح و هو عمل بعنوان “الليالي السود” عن نص وإخراج لآمنة الدخيلي وذلك بالمركب الثقافي عمر السعيدي، وعرض شريط للاطفال بعنوان “شراك” وذلك بالتعاون مع مكتبة الأطفال بجندوبة، وكذلك مهرجان القيثارة الذي نال نجاحا جماهيريا من خلال مشاركة الفرق الشابة والعازفين الشبان والمتابعة الواسعة من قبل جمهور ورواد المركب.
_____
*ميدل إيست أونلاين