*طارق عبد الواحد
أعلن “المتحف العربي الأميركي” أسماء الأعمال الفائزة بمسابقة الكتاب العربي الأميركي للعام 2014، ومن المقرر توزيع جوائزها ضمن الحفل السنوي لـ”تجمع الكتّاب العرب الأميركيين” (راوي) في 20 سبتمبر/أيلول القادم في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
وكان المتحف العربي الأميركي قد أطلق هذه المسابقة للمرة الأولى في العام 2007، حيث تُمنح جوائز في مجالات الرواية والشعر والدراسات وأدب الأطفال لمبدعين وكتّاب من أصول عربية أو أميركيين من ذوي الخبرة بالعالم العربي وثقافته وتاريخه، في بادرة تعتبر الوحيدة من نوعها بأميركا.
الأعمال الفائزة
وجاءت “جائزة جورج إيلينبوغن للشعر” من نصيب ديوان “أبجدية أوراق” للشاعر فيليب متريس الذي يستعيد شعريا بقصيدة واحدة تشمل المجموعة كلها وقائع رحلته إلى قرية طورة الفلسطينية لحضور زفاف شقيقته على شاب فلسطيني، بتنصيصات وامضة ومكثفة وضمن تنسيق طباعي ينفتح وينغلق على تساؤلات وتأملات وجودية حول الحب والذاكرة والمصير والهوية، وبمشاغبات لغوية لا تخلو من الطرافة والتهكم، فضلا عن السخرية السوداء في كثير من الأحيان.
وفي حقل الأدب القصصي فازت رواية “مغسّل الموتى” للروائي والمترجم العراقي سنان أنطون التي تتصدى لاستكشاف أبعاد المأساة العراقية في أعقاب الغزو الأميركي لبغداد عام 2003.
وتنبني حبكة الرواية الصادرة عن منشورات جامعة ييل الأميركية -والتي ترجمها أنطون عن روايته الصادرة بالعربية تحت عنوان “وحدها شجرة الرمان”- على سرديات صادمة للراوي جواد الذي ورث عن أبيه مهنة غسل وتكفين الأموات وفق الطقوس الشيعية والذي يجد نفسه مضطرا للتعامل مع جثث مشوهة تعكس صور الاقتتال والتذابح والأحقاد المتبادلة بين العراقيين، على خلفية الفوضى والاضطرابات المسلحة إثر تداعيات الاحتلال الأميركي لأرض السواد.
كما تنفتح الرواية على أسئلة الموت والعدم التي شكلت حوامل رئيسية في أساطير بلاد الرافدين، وتتوسع التشققات في تجربة الراوي الشخصية عبر تأملات وتصورات وتهويمات تناوش العلاقة بين الموت والفن، على ضوء ذلك التناقض الظاهري بين المهنة التي يضطر جواد إلى مزوالتها ودراسته للفنون الجميلة.
قصص النجاح
أما الجائزة المخصصة للأعمال التي تتوجه إلى الأطفال واليافعين، فذهبت إلى كتاب “دليل الأطفال إلى التاريخ العربي الأميركي” والذي جاء تحت توقيع مشترك بين الكاتبتين إيفون واكيم دنيس ومها عداسي اللتين تناولتا تجارب شخصيات عربية حققت نجاحات فارقة في سيرها الاجتماعية والمهنية، في السياسة والاجتماع والإعلام وغيرها، وذلك بهدف دحض التصورات النمطية عن العرب في الولايات المتحدة.
ونالت المؤلفتان نجي العلي وديبورا النجار “جائزة إيفيلن شاكر” عن عملهما المشترك “نحن عراقيون: جماليات وسياسات في زمن الحرب” الصادر عن منشورات جامعة سيراكيوس بمدينة نيويورك.
وهذا الكتاب عبارة عن أنطولوجيا موسعة تستعرض إنتاجات نصيّة وأعمالا بصرية -لعراقيين يقيمون في الولايات المتحدة، من فنانين وشعراء وسينمائيين ومصوّرين ونشطاء- ترصد جوانب متعددة من الحياة اليومية للعراقيين في المهاجر والشتات وفي الوطن الأم، خاصة تلك الجوانب التي يتجاهلها الإعلام الأميركي.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم نوهت ببعض الأعمال التي تقدمت للمسابقة والتي تضمنت رواية “المرأة في الطابق العلوي” للروائية كلير مسعود، وديوان “ابنتي لا شولا” للشاعر فريد معتوق، وديوان “ضوء” للشاعر فادي جودة، وكتاب “العالم العربي من داخله” لمؤلفته سيما حسين، وكتاب “الشرق الأوسط والأميركتان: السياسات الثقافية في الشتات” لمؤلفتيه إيفلين السلطاني وإيله شوحاط، وكتاب “المطبخ الغزّي: رحلة ثقافية فلسطينية” لمؤلفتيه ليلى الحداد وماغي شميت.
_______
*الجزيرة.نت