
* دارين شبير
على أحر من الجمر، كان الجمهور بانتظار فيلم «صنع في مصر» الذي طُرح في عيد الفطر المبارك لبطله الفنان أحمد حلمي الذي يعد «نجم شباك» من طراز فريد، إلا أنه بإطلالته الأخيرة خيَّب توقعات محبيه، وخسر الرهان بقبوله فكرة لم تُضِف إلى رصيده شيئاً، ودوراً لم يبقَ في الذاكرة إلا لبضع ثوانٍ، على عكس فيلمه السابق «إكس لارج» الذي قدمه بأفضل صورة من حيث المضمون الغني والأداء المتميز.
نص متواضع يعتمد على «دبدوب» يشارك حلمي البطولة، ويرافقه منذ بداية الفيلم وحتى نهايته، وارتداء كل من الشخصيتين للأخرى، وسيناريو ضاعت منه الفكرة فجاء ضعيفاً لا يقدم جديداً، وظهر فيه استسهال حلمي لدور أضعف بكثير من قدراته التمثيلية في مجال الكوميديا، فرغم نظافة الفيلم من الألفاظ والمشاهد الخادشة، إلا أنه لا يحمل أي هدف أو رسالة.
سيناريو بلا حبكة
بالتركيز على السيناريو، نجد أنه خلا من الحوارات اللافتة أو المؤثرة، كما افتقد الفيلم إلى الحبكة الدرامية. ولنقف على الحياد، فإذا تعاملنا مع «صنع في مصر» على أنه فيلم ترفيهي هدفه الإضحاك فقط، فقد نجح أحمد حلمي بلا شك في تقديم جرعات كبيرة من الضحك لجمهوره، إلا أنه في المقابل قصَّر بشكل واضح في التدقيق على خياراته هذه المرة، وتعامل مع مجموعة من العرائس والألعاب في محاولة لجذب أفراد الأسرة كاملة، إلا أن ذلك لم يكن في صالحه.
ضحك واستنكار
تباينت تعليقات الجمهور حول الفيلم، ففي حين اكتفى البعض بالضحك على مواقفه، استنكر الكثيرون ضعف القصة، موجهين الاتهامات لحلمي بأنه لم يبذل جهداً في البحث عن قصة مميزة لفيلمه، وخصوصاً بعد الأفلام القوية التي قدمها سابقاً كـ«إكس لارج» و«كده رضا» و«آسف على الإزعاج» و«عسل أسود»، وغيرها، وعبروا عن سخطهم مما قدمه حلمي وقبوله لهذا الدور، مبدين ندمهم على حضور الفيلم الذي طُرح في عيد الفطر المبارك.
وبالانتقال إلى بطلة الفيلم ياسمين رئيس التي أحرزت لقب أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الماضي عن فيلمها «فتاة المصنع»، نجد أنها تراجعت ألف خطوة إلى الوراء لمشاركتها في فيلم لم يظهر أي طاقات تمثيلية لديها، كما لم يعبر عن شخصيتها كفنانة، لتظهر في النهاية كمؤدية فقط، يمكن أن تقوم بدورها أي ممثلة مبتدئة.
مكسب
الطفلة نور عثمان، كانت المكسب الوحيد للفيلم، فقد عرفها الجمهور من خلال مشاركتها في برنامج «أرابس غوت تالنت» في موسمه الأخير، ونجحت ببراءتها وعفويتها وخفة ظلها في تجسيد دورها بشكل جيد، إلا أنه كان من الأفضل استثمار مواهبها الاستعراضية التي نالت إعجاب محبي البرنامج الجماهيري من خلال ما قدمته فيه.
سقوط من القمة
بعد نجاحه المتواصل في اعتلاء عرش شباك التذاكر السينمائي بأعمال سابقة قوية، لم يستطع أحمد حلمي البقاء على القمة، ليتراجع للمركز الثالث، بعد أن تخطاه فيلما «الفيل الأزرق» بطولة كريم عبدالعزيز، و«الحرب العالمية الثالثة» الذي يلعب بطولته الثلاثي الكوميدي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو ، ولا تزال المنافسة حامية بين «صنع في مصر» و«جوازة ميري» الذي تلعب بطولته ياسمين عبدالعزيز.
_____
*البيان