ماذا لو كنت أنا؟


*فراس الهكار

( ثقافات )

ماذا لو كنت أنا؟
ذاك المعلق هناك…
مغمض العينين…
روحي عرجت إلى السماء
وجسدي لم يعد يؤلمه السلخ..
ما يؤلمني هو أنت ايتها الثكلى…
حين ترين كيف كتبت بشرياني المقطوع:
“هنا مجز أشلائي”
أنا المذبوح بسواطيرهم…
بعيد مهوى الدم أنا يا أمي..
غرزوا في جسدي النحيل أنيابهم..
فلا تجزعي إن رأيتني منحوراً…
معلق الرأس على الحراب…
فأبناء زياد كثر…
وأنا وحيدٌ يا حبيبتي.. 
من هنا مرَّ رأسه..
مخضباً بالدم…
وأنا قتلني الظمأ…
ومن هنا نادى الرب…
وأنا مضمخ الخدين..
مصلوب اليدين…
وبقايا أحلامي معلقة في أهداب غافية على سور المدينة
روحي في عيون من ناموا هناك يا أمي…
وقلبي يُقبل سكاكينهم…
أن يأخذوا رأسي إليك…
أن خذوني إلى سفح الجبل
أملئوا جسدي ببقايا قمح أرضنا..
ضعوني أمامها إلى حين…
أتركوني إلى أن
يأكل الطير من رأسي…
إلى أن يشفى غليل اخوتي..
ويثأروا من قاتلي…
وتروي روحها بريحي…
فتبصر عيونها..
أنني يوسف…!
______
*كاتب وصحفي سوري

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *