100 عام على الحرب العالمية الأولى


*

ما الذي نتعلمه من الحرب العالمية الاولى من الصراع العالمي بعد انقضاء 100 عام على بدايته؟؟ عدد من المؤرخين والروائيين، يتحدثون عن نتائجها الباقية من الاسلحة والدعاية.

لقد دخلت الولايات المتحدة الامريكية الى جانب الحلفاء في أوروبا، كما ان الأسلحة الجديدة غيرت الصراع بشكل لا يمكن تصوره او توقعه.
• تيلور داونينغ …
عادة عندما نفكر في الحرب العالمية، نتخيل الخنادق ، الشعراء، والمذابح والجنرالات غير الكفوئين، ومع ذلك فهناك جانب آخر للحرب لا نتذكره الا نادراً، إذ ان الحرب العالمية شهدت ثورة علمية حققت تقدما كبيرا في التكنولوجيا، ما بين 1914 – 1918.
ومثال على ذلك ، ان القوات البريطانية ذهبت الى الحرب عام 1914 ولديها 272 طائرة، وفي تشرين الاول عام 1918، كانت تمتلك 22,000 مدفع رشاش، وكانت افضل من تلك التي استخدمت سابقاً، كما بدأت آنذاك صناعة جديدة و نوع جديد من الطائرات (سبايتفاير) كانت اكبر حجماً، واكثر اعتماداً عليها، وتتالت بعدئذ الأنواع الأخرى والأفضل وهي طائرة “لانكستر و هرير.” 
وكانت الحرب العالمية الاولى لاتعرف شيئاً عن علم جمع المعلومات عن الأعداء او التعرف على الشفرات. وفي أواخر الحرب اتبعت الادميرالية خدمة الاصغاء والتعرف على الشيفرات السرية، حيث كان يتم تسجيل محادثات البحرية الالمانية والدبلوماسيين ايضاً.
وفي مجال الطب والدواء حصل تطور كبير في مجال اكتشاف مضادات العفونة و البكتريا، وكيفية نقل الدم في الجراحة، وتجميل الوجوه التي شوهتها الحرب، وقد اشتهر السير هارولد جيليز في هذه الجراحات، واجرى اكثر من 11,000 عملية في خلال ثلاثة أعوام، وهو يعرف بـ ” مؤسس العلم الحديث للجراحة التجميلية “.
وفي تلك الأعوام، حدثت تغييرات ملحوظة في مجالات الهندسة والكيمياء والراديو والدعاية. واولئك الرواد في هذه الميادين كان يطلق عليهم الـ ” بوفين “. وفي خلال الحرب العالمية تواصلوا مع اعمالهم دون ذكر اسمائهم وبقيت الاسماء سرية حتى تم نسيانها وهم ” المحاربون السريون “.
• هيلين دونمور (روائية)
الكثير من الآباء أو الأجداد الذين شاركوا في الحرب العالمية الاولى، لم يتحدثوا مع عوائلهم عن تجربة الحرب، وكان الصمت يحيط بهم، وخيوط الحضارة كانت اقتطعت ، والأرض التي عادوا اليها لم تكن تماماً، كما أشار اليها لويد جورج.
والتناقض في الأمر ان كافة المحاربين في تلك الحرب اصبحوا امواتاً اليوم، وللمرة الاولى، يمكننا الاستماع الى اصواتهم للمرة الاولى، إذ كان المتحف الحربي قد سجل الأصوات، أصوات رجال ونساء يتكلمون عن أحداث لم تتحول الى تأريخ، ولكنها مجرد ذكريات مع تفاصيلها.
• آدم توزي مؤلف “الحرب العالمية والنظام العالمي” (1916 – 1931)
ان النظرة الى نتائج الحرب العالمية الاولى تتغير مع الأعوام، فهي مع الانتخابات الامريكية عام 1916 فتحت المجال للولايات المتحدة مركزاً للعالم، وبعد ثلاثة أعوام سقط حكم القياصرة في روسيا، وفي الذكرى الثلاثين للحرب عام 1945، كانت هناك فكرة ضرورة دولاً أوروبية متحدة. وان نظرنا الى المستقبل، فان بوتين يتحدى استقلال اوكرانيا، مما يعيد الى الاذهان سقوط قوة روسيا عام 1917 – 1918 ، وايضاً تصفية الاتحاد السوفيتي، وما يدور في سوريا والعراق وشيء منه في لبنان يذكرنا بالحدود الوطنية التي رسمت اثر انهيار الامبراطورية العثمانية، ويذكرنا للتساؤل: لماذا لم تكن هناك دولة كوردية مستقلة وكذلك فلسطينية أو أردنية ام أرمينيا وغيرها؟
وفي عام 1911 إثر الثورات في روسيا، ايران والامبراطورية العثمانية ومكسيكو واسقاط الامبراطور الصيني، كان الثوريون يطمحون بدعم امريكي، ولم يأت شيء منهم مما دفع بالصين الى حافة الهاوية وبزوغ صين جديدة وطنية، يحكمها الحزب الشيوعي.
________
عن الغارديان/ المدى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *