*عدنان حسين أحمد
لندن – أنجزت المخرجة الباكستانية شرمين عبيد ﭼنائي، الحائزة على جائزة الأوسكار، فيلمها الجديد “الشجعان الثلاثة” وهو من أفلام التحريك ثلاثية الأبعاد التي بدأت تستقطب جمهورا واسعا من مختلف الأعمار.
يشكل هذا الفيلم انعطافة حقيقية في حياة المخرجة شرمين عبيد التي أفردتنا بستة عشر فيلما وثائقيا رصينا، حصد أغلبها جوائز من طراز “الأوسكار” و”الإيمي” و”لوكس ستايل” وسواها من الجوائز المحلية والعالمية.
لم تتسرب إلينا التفاصيل الدقيقة لثيمة هذا الفيلم الذي تعده شرمين تحديا كبيرا لقدراتها الفنية والتقنية، ولكن خطوطه العريضة تتمحور على ثلاثة شجعان وهم آمنة، الصبية التي لم تجتز عامها الحادي عشر، إضافة إلى صديقيها سعدي وكامل اللذين يقفان على حافة المراهقة، وهي المرحلة العمرية الحرجة في العالم الثالث على وجه التحديد.
تدور أحداث هذا الفيلم ووقائعه في مدينة خيالية، كما أن الشخصيات الثلاث تسعى برمتها لأن تنقذ المجتمع من وغد مزعج يؤرق المدينة هو وثلة من قطاع الطرق. يجري الحوار باللغة الأوردية وهو تعزيز للجانب المحلي الذي أرادته المخرجة، وهي فكرة ذكية جدا لأنها أرادت، مع سبق الإصرار والترصد، أن تقدم شخصيات تشبه الأطفال الباكستانيين، وأن تتحدث مثلهم على الشاشة الكبيرة التي تنطوي على سحر خاص وجاذبية معروفة لدى عامة الناس.
ونظرا للثقة العالية التي تمتلكها شرمين وما تبديه من مهارة فنية واضحة في أفلامها الوثائقية، فإنها تضع نفسها في موضع المنافس لأفضل الأفلام العالمية، لكنها تشترط فقط توفر عامل الوقت من جهة، وعامل الموارد من جهة أخرى.
تنهمك شرمين حاليا في إنجاز أكثر من فيلم في آن واحد، ففضلا عن فيلم “الشجعان الثلاثة”، فقد وضعت لمساتها الأخيرة على فيلم وثائقي آخر يحمل عنوان “قوات حفظ السلام”، الذي تتناول فيه عناصر الأمم المتحدة وكلهن من النساء البنغلاديشيات اللواتي يحفظن السلام في هايتي.
تتنوع الموضوعات في أفلام شرمين إلى الدرجة التي لا يمكن حصرها في مقال واحد، فهي تتوزع بين تعليم الفتيات، والعنف الأسري، وممارسة الدعارة، وتجنيد الأطفال، والصراع الطائفي، والهجرة غير الشرعية، وارتفاع معدل الجريمة والبطالة وما إلى ذلك من ثيمات حساسة.
_______
*العرب