النقاد يناقشون ” رحلة البحث عني ” لـ لوتس عبد الكريم



( ثقافات )

أقامت مكتبة مصر العامة في القاهرة ندوة لمناقشة كتاب الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم ” رحلة البحث عني .. رواية حياة ” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية في 700 صفحة من القطع الكبير شارك فيها المفكر الدكتور يحي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والفقيه الدستوري، والناقد الدكتور سيد ضيف الله أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة بريجهام يونج الأمريكية والجامعة الأمريكية في القاهرة ، والناقد الدكتور أحمد الصغير أستاذ الأدب العربي والنقد الأدبي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة أرتفين التركية ، وأدار النقاش السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة .
وقال الدكتور يحي الجمل إن كتاب السيرة ” رحلة البحث عني .. رواية حياة ” لوتس عبد الكريم هو كتاب فريد ، يندر لأحد أن يكتب مثله نظرا لفرادة حياة صاحبته ، ولذا أنصح بقراءته والاستفادة مما جاء فيه من تجارب مهمة ولافتة ، حيث عاشت لوتس حياة غنية بالوقائع والأحداث .
وقال السفير عبد الرؤوف الريدي : على الرغم من أنني أعرف لوتس عبد الكريم معرفة عميقة فإن سيرتها فاجأتني ، وأيقنت أنها تفضِّل الكتابة على أن تحكي عن نفسها وحياتها ، وكتابها يُقرأ أكثر من مرة ليس لطول رحلتها ولكن لثرائه الفكري وسرده العميق المفعم بالآلام ،وأشكرها على شجاعتها لأن الكاتبة في بلادنا تتردد ألف مرة قبل أن تكتب حرفا من سيرتها ، بينما وجدنا لوتس تكتب سيرتها بحرية واعتراف اتسم بمتعة وفنية عالية .
وقال الناقد الدكتور سيد ضيف الله أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة بريجهام يونج الأمريكية والجامعة الأمريكية في القاهرة
إن لوتس عبد الكريم اختارت ألا تضع غلى غلاف كتابها مصطلح “سيرة ذاتية”، بل وضعت مصطلحًا غير مألوف وهو “رواية حياة”. إن مصطلح رواية فقد دلالته الاصطلاحية حين اقترن بالحياة في تركيب إضافة، لكن الحياة لم تفقد دلالتها بدخولها في هذا التركيب مضافًا إليها. وهنا المفارقة، فكثير من الكتاب الذين وضعوا على أغلفة كتبهم مصطلح السيرة الذاتية كانوا للتخييل الروائي أقرب، ولوتس تضع مصطلح “رواية حياة” لتكتب سيرتها الذاتية ليس في مقام التمجيد وإنما في مقام الكشف والمداواة. إنها تعود بالسيرة الذاتية لجذور نشأتها الدينية والفلسفية حيث الاعتراف بعمقه الديني وأبعاده الفلسفية ودوافعه النفسية هو جوهر هذا النوع الأدبي.
وأشار سيد ضيف الله إلى أن عودة لوتس إلى جوهر النوع الأدبي المُسمّى السيرة الذاتية هي التي سمحت لها بأن تكون هي فقط صاحبة الإرادة في تحديد ما يقال وما لايقال، دون تبعية لسلطة سياسية أو رضوخ لعرف ثقافي، ودون انبهار باتساع حدود المسموح بقوله في ثقافة الغرب أو تذمر من قيود متخيلة موجودة في عقول البعض. فليس كل ما يُعرف يُقال لأن ما يُقال صادق وعليه برهان، وليس البرهان على الصدق إحكام النسج بين الحكايات، وإنما صدور الحكايات غير متآلفة عن نفس متوترة تتأبى على السكون في نمط المرأة الذي صنعه لها المرأة العربية، فلوتس لا تبغي اﻹيهام بالانسجام مع وعي القارئ الافتراضي وإنما تكتب اﻷحداث التي عاشتها وإن صدمت القارئ .
وقال الدكتور أحمد الصغير أستاذ الأدب العربي والنقد الأدبي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة أرتفين التركية
إن المبدعة لوتس عبدالكريم اعتمدت في بناء سيرتها الواسعة على شكل اليوميات الطويلة المفعمة بالآلام والسعادة والدرامية ، والوقائع الحية التي صورتها من خلال البنية الجغرافية التي تعشقها الذات الساردة , وكأننا نحن القراء أمام عوالم متعددة لها ، بل حيوات مختلفة وكأنها عاشت آلاف السنين من خلال الذين التقت بهم في حياتها .
فجاءت السيرة ممزوجة بالأنفاس المتوترة والدافئة والمتمردة على واقعها الذي يحكم السيطرة على الأنثى . ومن ثم فقد كسرت لوتس عبد الكريم هذه الحواجز المنيعة التي فرضها المجتمع عليها ، ولم تكن سببا فيها ، بل صنعت صوتها الخاص في الكتابة الإبداعية ، ووجدت نفسي حائرا أمام هذا الحكايات غير العادية لشخصية غير عادية أيضا . لأنها لم تكتب عن سيرتها فقط بل تناولت سير الآخرين من خلال منظورها الخاص . أو الذين عاشوا في حياة لوتس عبدالكريم نفسها
وأكد الدكتور أحمد الصغير أن 
لغة السرد في ” رحلة البحث عني .. رواية حياة ” جاءت بسيطة وعميقة وصادقة ، لأن الصدق هو التقنية المهمة في كتابة السيرة الذاتية ، وفي ظني أن الخيال لامكان له في الكتابة الذاتية ، لأنها تعتمد على وقائع حقيقية وأشخاص حقيقيين ، كان لهم دور مهم في صياغة هذه الأحداث بطريق مباشر أو غير مباشر .
كما تأثرت الكاتبة كثيرا برحلات ابن فضلان وابن بطوطة والجاحظ والأصفهاني من خلال حديثها عن جغرافيا المكان السردي وحديثها هي عن نفسها وأثر هذا المكان في نفسها وفي نفوس الآخرين . وطلَّ علينا في السيرة بطريقة غير مباشرة أصوات فرجينيا وولف من خلال يومياتها ، ويوميات كافكا ، ويوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم ، ويوميات أنطون تشيخوف .. وغيرهم .
وقد حضر الندوة كتاب وأدباء وشخصيات عامة منهم الناشر محمد رشاد ناشر الكتاب ، والفنان سمير صبري ، والدكتور مصطفى المنيري والشعراء والكتاب محمد الخولي و أحمد الشهاوي ومحمد الشاذلي ومي خالد وفاطمة ناعوت وأشرف عبد الشافي ويسرية عبد العزيز والطاهر شرقاوي وصابر رشدي و محمد فهمي.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *