*عبد الفتاح كيليطو/ ترجمة: حسن لشهب
( ثقافات )
وحده كان الطفل فوق السرير، مستغرقا في قراءة كتاب. كان لديه من الوقت ما يكفي، ولذلك لا أحد سيزعجه لمدة طويلة.
يشعر الآن بأنه بحال أفضل، ولو أنه يرغب في مزيد من النوم. انخفضت حرارة جبينه، وتخلص من أحلامه المضنية التي جعلت نومه محموما: رأى نفسه سابحا في الفراغ وسط بنايات متهاوية كان يخشى أن تدفنه.
القصة التي يقرأها ممتعة، ومن أجل إتمامها، كان مجبرا على السهر، وطرد الكرى الذي أصبح ثقيلا على جفنيه. كان عليه أن يغادر السرير وأن يخطو بضع خطوات خارج غرفته.
استيقظ وتاه في الشقة الفسيحة. قادته خطواته نحو الغرفة التي كان بابها مغلقا على الدوام.
وما أن لمس المقبض بيده حتى سحبها بسرعة. فقد كان خائفا.
حام حول الشقة من جديد، ثم عاد إلى الباب المغلق، وانحنى قليلا ليضع عينه فوق ثقب الباب، ثم تراجع بسرعة، كما لو أن إبرة ستنبثق من ثقب المفتاح وتصيبه بالعمى.
استقام، ثم أخرج من جيبه مكبرة، ولأن الزجاجة السميكة كانت تحمي عينه، نظر عبر ثقب الباب. لم ير شيئا لأن الثقب كان مغلقا بالعلكة.
بعد لحظة تردد، أخرج من جيبه أيضا بركارا لإزالة العلكة، لكنه لم يبصر شيئا. وضع يده على المقبض مستندا عليه، فانفتح الباب قليلا. تراجع إلى الوراء مرعوبا؛ لم يكن عليه أن يفتح الباب الذي كان يشبه باقي الأبواب، سوى في كونه لم يسبق له أن فتحه . قرر إغلاقه وكبح فضولـه قبـل تجاوز حده، وحدوث ما لا تحمد عقباه… فات الأوان، تجاوزت خطواته العتبة فوق سجادة سميكة و ناعمة . في العمق، يوجد مقعد تعلوه نافذة ستائرها مغلقة يتسرب عبرها النور، وعلى اليمين مكتب كبير وضعت فوقه محبرة وريشة طير وأوراق مختلفة. على اليسار، توجد خزانة مملوءة بالكتب تشغل الجدار بكامله. المرآة وراء المكتب، جعلته في البداية يعتقد بأن الجدار الأيمن تشغله مكتبة كذلك.
اقترب من المكتب الفسيح الذي يكسوه غبار قديم، وليتأكد من ذلك مـرر أصبعـه، مخلفا أثـرا واضحا. استدار نحو المكتبة، نظر إلى الكتب مليا، ومد يده ليأخذ واحدا منها. لكن المجلدات كانت ملتصقة ببعضها، ولم يفلح في استخراج أي كتاب. هكذا إذن، لم يكن الدخول إلى المكتبة ممنوعا فقط، بل كانت الكتب مكدسة، بحيث يعجز أي كان عن استلالها، خصوصا هو الذي كان ضعيفا وخائر القوى، بعد الحمى التي أقعدته. فالكتب هنا، وقراءتها مستحيلة، فضلا عن فتحها، والنظر إلى العلامات المرسومة على أوراقها. كل ما بإمكانه أن يفعله أمام هذا السياج، هو تأمل الأغلفة، وتهجي العناوين… تبدو للوهلة الأولى فوضوية ومنفرة… جرب كل صف، وواجه نفس المقاومة، قد تكون تلك الموجودة بالأعلى أقل صلابة، ولكنها على كل حال، بعيدة عن المتناول.
ما زال بإمكانه أن يغادر هذه الغرفة، وأن يغلق وراءه الباب؛ لن يلاحظ أحد مخالفته (مع أن أثر أصبعه بقي فوق المكتب).
شخص بنظره إلى الرفوف العليا، فقرر أن يبحث عن مرقاة في غرفة الغسيل.
لما عاد، زلت قدمه بعتبة الباب. فاستعاد توازنه في الوقت المناسب. بعد ذلك، وهو واقف على المرقاة، بالأعلى أمام المكتبة، حاول مرة أخرى أن يخرج كتابا بدون جدوى. وفي اللحظة التي قرر فيها الاستسلام، تمكن على حين غرة، من استلال أحد المجلدات من الرف الأخير.
نزل يحمل غنيمته، وعاد ليختبئ في سريره، سعيدا، وهو يحمل بيديه الصغيرتين كتابا ضخما وثقيلا، مخطوط العنوان. لم يتمكن من تهجي الحروف التي تشكله، فالخطوط تمثل شكل حيوان، إن لم يكن شجرة، أو وجها أو حجرا كريما. خامره شعور بالضيق، وسرعان ما أدرك أن الكتاب مكتوب بلغة أجنبية، فقد تعرف على العلامات، لكن معناها كان متعذرا عليه.
وكأن هذا الكتاب كان في مأمن من الفضول، والانكشاف، فهو موضوع في أعلى المكتبة، بعيدا عن متناول اليد، محاصرا وسط كتب أخرى، وبالتالي كان محميا باللغة المجهولة، وغير المفهومة التي كتب بها، بالإضافة إلى كتابته الضيقة، بل الضيقة جدا لدرجة أن القارئ يمكن أن يتيه بين سطورها وكلماتها، ويعجز عن إيجاد مخرج منها. فهو كتاب متمنع عن القراءة، ويستهدف دون شك، صنفا مميزا من القراء، صنف لا ينتمي إليه الطفل مطلقا؛ وهذا أيضا أسلوب آخر لتذكيره بأنه يجب أن يمتنع عن الاحتفاظ به بين يديه.
راوده انطباع غامض بأنه لو قرأه وأعاد القراءة عدة مرات، قد يتمكن من الإمساك بمعناه. فهو ليس موجها له، ترى هل يحكي قصة؟ يبدو وكأنه يعد بذلك، لكنها تتأخر في الظهور والتشكل. كل شيء في مظهره المادي، الغلاف البني الغامق، الكتابة المتراصة الخانقة، غياب الرسوم، كل هذا يقصي الطفل، ويبعده، عليه أن يغلقه ويعيده إلى المكان الذي أخرجه منه بغير حق، في هذه المكتبة الفسيحة، بكتبها التي تعلوها طبقة من التراب، وبنفس اللون والملمس الناعم.
ومع ذلك كان قد فتحه، وكان يعرف أنه بالرغم من المنع، فهو يعرف أيضا أنه ترك أثر أصابعه فوق الغلاف. فبلمسه، وانطباع علامته، يكون قد فضح نفسه. سيكون معروفا أنه غير نظام المكتبة، وسرق منها كتابا بقي مكانه فارغا، مفتوحا ومعلنا عن خيانته، متهما المذنب الذي اعتلى مرقاة ليصل إلى شيء، وضع في العلياء، بعيدا عن أي مساس يدنسه. مؤكد أن ذلك سيكون معروفا إلا إذا أسرع بقراءة الكتاب وإعادته إلى مكانه؛ عليه أن يسرع لأن هناك إمكانية لعودة أي شخص في أية لحظة.
وحتى المرقاة ما زالت هناك، سيراها أي واحد لحظة الدخول، وسيتفاجأ بوجودها في المكتبة (دون الحديث عن الباب المفتوح)، ولما يرفع عينيه سيلاحظ أن أحد المجلدات قد انتزع. آنذاك ستكون المصيبة، الأفضل هو إعادة المرقاة إلى غرفة الغسيل، وان جاء أحدهم يكفيه أن يخبئ الكتاب في السرير تحت الأغطية.
ولكن من الممكن ألا يأتي أحد، على الأقل، في المدى المباشر. في هذه الحالة سيقرأ الكتاب ويعيده إلى مكانه، ولن يلاحظ أحد شيئا. رغم ذلك تبقى هناك مشكلة: أثر الأصابع فوق الغلاف. لم يكن بحاجة إلى جهد أكبر، يكفيه أن يمسحه. لكنه سيكون المجلد الوحيد في المكتبة غير المغبر، سيتميز عن الآخرين، وسيظهر أن أحدا ما قد لمسه واستخدمه، وسيتم الاشتباه بالطفل بشكل طبيعي، ما دام يوجد في الشقة لوحده، وما دام هو الوحيد الذي تمنع عنه قراءة الكتب الموجودة بالمكتبة.
ومع ذلك فالمنع لم يسبق أن كان صريحا، ومطلقا. هو الذي شعر ببساطة، بأنه لا يملك الحق في الدخول إلى المكتبة، ولم يسبق له أن رأى أحدا يخرج منها كتابا، ويتفحصه. والحال أنه حتى ولو أن المنع لم يكن معلنا، فإنه سيعجز عن تفسير أسباب استحواذه على الكتاب، ولن يتمكن من تبرير فعله. فلن يفهم أحد لماذا يوجد بين يديه كتاب وضع أصلا في أعلى المكتبة. وأما أن يعتقد بأن لا أحد سيدخل إلى الغرفة التي فتح بابها سهوا فهذا غير مؤكد ومستبعد. يكفي النظر في وجهه المذنب وملامحه المشدودة ليستطيع أي أحد أن يدرك بأنه خرق المحظور، وسيدخل إلى المكتبة ليتأكد ويثبت عليه التهمة. وفي كل الأحوال، فإن الكتاب المأخوذ خلّف فتحة وشقا في الرف العلوي من المكتبة. من الضروري إذن تدارك هذا الأمر.
صوت خطوات في الرواق بالطابق، تبعها صرير مفتاح؛ لم يكن لحسن الحظ، سوى باب شقة مجاورة ينفتح. تنفس الطفل الصعداء. لقد نجا بأعجوبة، ولكنه مجرد إنذار، عليه أن يعيد الكتاب بدون تأخير حتى ولو لم ينتزع منه سره بعد.
وإذا كان يرغب في الاحتفاظ به أكثر، ومن أجل تجنب أي شك، عليه أن يغلق الفتحة ويخفيها. فنهض مهرولا نحو المكتبة، واعتلى المرقاة، ثم ربت على كتب الصف العلوي، مقربا بعضها من بعض. لم يعد الصف متماسكا كما كان، والفاصل بين المجلدات صار متساويا، لقد أغلقت الثلمة. وأصبحت الكتب مصفوفة بشكل أخف؛ حيث لا يعسر استخراجه من مكانه. ولكن كما يظهر من الوهلة الأولى، يمكن رؤية فاصل ضيق فعلا بين المجلدات، ويمكن ملاحظة اهتزاز النظام الأصلي وبأن أحدا قد اقترب من المكتبة واستخرج منها كتابا.
قبل كل شيء، لابد من إزالة الغبار الذي يكسو الكتب. نزل الطفل بسرعة من المرقاة، أسرع نحو المطبخ ليبحث عن منديل، وبدأ في تنظيف ظهر المجلدات. ما أكثر الغبار! فقد اسود المنديل واسودت معه يداه.
استغرق وقتا طويلا في تنظيف الصف السفلي، آنذاك، أدرك العدد الهائل من الكتب الموجودة في المكتبة. واضح أنها لم تنظف على الإطلاق، ربما بسبب الإهمال، وربما كذلك لأن أحدا لم يجرؤ على ذلك.
بعد تنظيف صفين من الكتب راح يبحث عن منديل آخر، وقبل اعتلاء المرقاة أحصى الرفوف. مازالت هناك عشرة بحاجة إلى التنظيف، وبعد وقت، بدا له لانهائيا، أنهى عمله.
والآن، آلت الكتب إلى مظهر جديد، صارت لامعة، نظيفة ومميزة. ربما أكثر من اللازم، سيلاحظ ببساطة أنه قد جرى تنظيفها. لقد فضح نفسه بشكل بليد ومثير للشفقة. صار للكتب مظهر مقلق كصك اتهام، وصفوفها مثل جنود تتهيأ للهجوم.
ليس هذا فقط، فقد تم دفع الكتب نحو العمق، وبقيت جوانب الرفوف متسخة، فقد اتكأ عليها بينما كان ينظف الكتب مخلفا أثر يديه.
كانت البصمات واضحة بقدر ما كانت الكتب جديدة، أسرع بتنظيمها صاعدا نازلا من المرقاة. ولم يغفل تنظيف المكتب بالمنديل أيضا.
أخيرا، أصبحت المكتبة بخشبها وكتبها لامعة. فقد نجا، ولم يبق عليه سوى أن ينظف يديه القذرتين.
وبدأ ينظر بارتياح إلى الماء وهو يزيل القذارة عن يديه. فنظف الصنبور كذلك، والعلامة السوداء التي خلفها حين فتحه.
وماذا عن المناديل؟ هل يرمي بها؟ لكن قد يكون اختفاؤها ملحوظا، لابد من الإسراع بغسلها. أية مصيبة لو دخل أحدهم في أية لحظة وفاجأه وهو منهمك في غسلها بالصابون؛ سيسأله عن سبب ذلك، وسيكون مجبرا على الاعتراف بكل شيء. والأدهى من ذلك أنها تستغرق وقتا كبيرا لكي تجف. لم لا يستخدم مكواة ثم يعيدها إلى مكانها كأن شيئا لم يكن؟ كل هذا يستغرق وقتا، والوقت هو بالضبط ما ينقصه، والأدهى من ذلك هو اكتشافه وهو منشغل بكي المناديل!.
ليكن ما يكون، سيتركها كما هي، سيخفيها في مكان ما، وإذا ما وجدها أحد، سيعترف بهزيمته. سيكون ذلك قاسيا، ولكن ما باليد حيلة، فهو لن ينكر الحقيقة. سوف يثير ذلك التعجب، سيسأل عما كان يفعل في غرفة لا يدخلها أحد على الإطلاق؛ سيشكون أنه لم يكتف بقراءة كتاب واحد بل الكثير منها، وسيتهم أيضا بأنه فتح الغرفة لعدة مرات قبل هذا اليوم وأنه قرأ كل الكتب سرا. قد لا يصل الأمر إلى هذا الحد؛ لأن عدد الكتب هائل ولا يمكن قراءتها كلها. ولكن سيتم الجزم بأنه فتحها وتصفحها على الأقل.
لا، من الأفضل إذن استبعاد تنظيف وكي المناديل، وإلا فإنه سيصادق على فعله المشين، وسيفاقم من وضعه: وسيكشف ليس فقط جريمته، بل كذلك نيته في إخفائها. ليترك المناديل مغبرة، وسيبين على الأقل أنه ليس مخادعا، فهو لا يخفي شيئا ويتحمل مسؤولية فعله. من الممكن أن يثنى على حماسه وتتم تهنئته على إزالة الغبار عن الكتب، ومن الممكن أن يسمح له في المستقبل بالدخول إلى المكتبة.
ما من شيء مؤكد إذن، ومن المحتمل جدا اعتبار صراحته شكلا من التبجح والوقاحة، فلم عليه أن يطأطئ الرأس في وضعية صعبة؟ من الأفضل إعادة الكتاب المسلوب، والتخلص من المرقاة وإغلاق الباب، وإذا ما اكتشفت مخالفته سيفكر في السلوك الذي يجب اعتماده.
وهو يعتلي المرقاة بسرعة، حاول إعادة الكتاب، لكنه لم يتذكر مكانه بالضبط، فهو يتذكر بغموض أنه كان في الوسط، ليس بالضبط، ربما إلى اليسار قليلا. حاول مع ذلك إدخاله بين مجلدين، ولكن –يا للهول- لقد فشل في ذلك. فالفاصل ضيق جدا. ومن أجل النجاح، فإنه بحاجة إلى قوة لا تملكها يداه الكليلتان. بدأ قلبه في الخفقان، لقد وقع في الفخ!. لم يكن إخراج الكتاب مهمة شاقة، بينما كان إرجاعه إلى موضعه مهمة مستحيلة عمليا. فالمكتبة ترفض الكتاب الذي سلب منها؛ ولم تعد مستعدة لاستقباله وقبوله وسطها. الصراع غير متوازن. حاول دون جدوى دفع الكتب بيد، ودس الكتاب بالأخرى. واستبسل مع ذلك بغيظ العاجز؛ لابد أن يعود الكتاب إلى مكانه، فهو لم يعد بحاجة للتعامل معه، ولن يحاول أبدا الاقتراب من هذه المكتبة. سيطر عليه اليأس؛ وبعصبية وشراسته أدرك أنه بدأ يفسد الكتاب، ويخرم جوانبه، هو ذا أثر آخر يخلفه وراءه.
لن ينجح وحده في هذه المهمة، فقد كان بحاجة إلى المساعدة، لابد من أحد آخر يزيح الكتب بيديه، ليتمكن هو من إدخال كتابه. ولكن لا أحد بجانبه، والحال أن لا أحد يجب أن يشترك معه في هذه المهمة، لا أحد يجب أن يكون شاهدا على هذا المشهد.
فجأة سمع خطوات تقترب من باب الشقة، فما كان يخشاه صار قابلا للحدوث: سيضبط وهو يعتلي المرقاة والكتاب في يده، في حالة تلبس. كل هذه الجهود من أجل الوصول إلى هذه الحال، من أجل أن يتم الإمساك به بهذه الطريقة التافهة. ولكن يبدو أنه ما زال لديه وقت لوضع الكتاب، وإغلاق الغرفة والتخلص من المرقاة.
وبجهد يائس، حاول مرة أخيرة، لكن الكتاب انفلت من يده، وهو يحاول الإمساك به، فارتعد وسقط، ارتطم رأسه بالأرض، وشعر بألم مخفف وصامت مهيج قليلا، مع الدم الذي بدأ في السيلان. ممددا فوق الأرض، لم يعد بإمكانه أن يبدي حراكا، وغير بعيد عن عينيه على بعد سنتيمترات، كان الكتاب مفتوحا يعرض خطه غير المجدي.
لم يعد خائفا، فقد أخذ عقوبته، لن يقال له أي شيء، ولن يعاتبه أحد، فكل شيء واضح الآن، فالحادثة تدل على ما حصل له، ليس عليه أن يقدم تفسيرا، فلا داعي للقلق.
صوت مفتاح، باب المدخل يفتح ويغلق، خطوات. وكعبان يطرقان الأرض، يؤلمه الصدى في رأسه. رأى حذاء أسود ولامعا ساقين بيضاوين جميلتين، وركبتين هشتين وممتلئتين منفرجتين قليلا، انثنيتا فوق وجهه، لم يعد بإمكانه أن يرى شيئا آخر، اللهم ذلك الجزء من تنورة سوداء. لم تكن لديه قوة لرفع عينيه، ولكنه شعر بوجود أنثوي منحن فوقه، لإنقاذه وطمأنته. بالقرب من الحذاء، يوجد الكتاب، لم يعد بحاجة لقراءته، لن يتعلم منه شيئا لم يعرفه من قبل. داهمه إعياء شديد، لم يعد بإمكانه أن يحافظ على عينيه مفتوحتين. فأغلقهما على منظر الكتاب الذي أصبح الآن مألوفا وشريكا ومفتوحا على الصفحة الأخيرة.
قصة لعبد الفتاح كيليطو
Anthologie de la nouvelle Maghrébine, Parole d’auteur
JAMES GAASCH, Editions : EDDIF 1996
من ص: 117 إلى ص: 123.