سوف أتفرغ للسعادة


*سميرة البوزيدي

( ثقافات )

1
سوف اجلس على الشاطئ
سوف أمزق كتبي
وأنزع هذه الخوذة السخيفة
من على قلبي ،
سوف أقرمش حزني 
وأسيل الشوكلاتة
على البساط الذي نظفته البارحة
سوف أكسر تليفوني
هذا الزاعق دوما
سوف أبيع مصاغي
لأشتري راحة بعيدة
وقليلا من فاكهة المستحيل ،
سوف أتفرغ للسعادة
والكتابة الحرة
بدل كل هذه المفردات المستعبدة
التي أصفها في طوابير
وأجلدها 
لأحرر نفسي ..
2
عندما ألبس وشاحي
أفكر في ملايين الديدان 
التي تقيأت كل هذا الحرير
فقط لأضعه على رأسي.
وعندما أنتعل جزمتي الجلدية
أسمع في خطواتي 
ثغاء وعواء وزئير ،
ولكن بالأمس
وفي اللعقة الأخيرة للعسل من على أصابعي 
أصابني الغثيان
وأنا أتخيل قرقرة أمعاء النحل .
2
3
أجلس في هواء يتحرك خائفا
أسلق ماتبقى من أكسجين في أنفي
وأشطف رئتي بمجة طويلة من سيكار يحترق
وأفكر بصوت مقموع
أريد أن أختفي قليلا
وأبرهن للحياة السخيفة أن شيئا لن يتغير
وأن ضحكة البارحة تكفي ضميري ليومين ربما من الحبور
ولكن رنين التليفون يقطع الفكرة
يطعج هدوئي.
الهواء يرقص في الشرفة
ويبكي في السرير
هواء حساس
صلب ومكدود
هواء تاعس في الضحك
هواء طاعن في الوهم.
4
الكثير من الكتابة
والقليل من الراحة
وأنا التي كنت أظن أنني أفرغ قلقي
على الورق
ولكنه يرتد كقذيفة
ويفتفت المزيد مني
لهذا صار يتكاثر هذا الحزن
كل مضاجعة بملايين من صغار الوجع
وبويضات البكاء.
الكثير من كتابة
تزعم الرحمة
وهي الشريرة الكبيرة.
5
ليس من عادتي
الكتابة على الورق
ولكنني اليوم
فيما كنت أقلب محتويات الدرج
اكتشفت 
كم أصبح خطي مضحكا
وكيف أن واقعية الورق
جعلت مما كتبت
ضلال باهتة
ومعان سخيفة .
________
*شاعرة من ليبيا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *