*ناؤوشي كورياما / ترجمة: نزار سرطاوي
( ثقافات )
لعلك تشعرين بالضيق،
وأنت تنظرين إلى تلك اللوحات
لنساء عاريات
رسمهن والدك.
نظر إلى أولئك النساء
بإمعانٍ
شديد، جاهداً في أن يعيدَ تشكيلَ
تلك الانحناءاتِ الرقيقةِ لنهودهن المكتنزة.
جاء بعارضةٍ وأحصى خيوط الشعر
المنسدل على مؤخرة عنقها.
استطاع أن يستشعر نبض
المرأة التي في المقدمة،
وهو يحرك فرشاته على قماش الرسم.
لعله أحب هؤلاء النساء
بشغفٍ يفوق حُبّهُ لوالدتِك.
ها هنّ أمامك، مرسوماتٍ للعصور القادمة،
يكشفن عن أجسادِهِنّ العارية
للشمس.
An Artist’s Apology to His Daughter
Naoshi Koriyama
You may feel uncomfortable,
looking at those paintings
of nude women
your father has painted.
He did look at the women
as intensely
as he could, trying to reproduce
the gentle curves of their rich breasts.
He counted the threads of a model’s hair
hanging on her nape.
He could feel the heartbeat
of the woman in front,
as he moved his brush on the canvas.
Perhaps he loved these women
more strongly than he loved your mother.
Here they are, painted for ages to come,
exposing their naked bodies
to the sun.
————————————
* يعتبر الشاعر والمترجم الياباني ناؤوشي كورياما واحدا من الشعراء القلائل المعروفين خارج بلادهم رغم كونهم مغمورين في بلادهم. فقد وردت بعض قصائده في عدد من الكتب المدرسية في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا. والسر في ذلك أنه يكتب قصائده باللغة الإنجليزية، رغم أنه مقيم في اليابان. يكتب كورياما الشعر الحر، وتميل أشعاره – التي غالباً ما تكون قصيرة لا تتجاوز صفحة واحدة – إلى التصويرية.
ولد كورياما عام 1926 في جزيرة كيكاي، التي هي واحة من جزر أماري الواقعة في جنوب اليابان. درس اللغة الإنجليزية في إحدى مدارس مدينة كاغوشيما وأنهى دراسته عام 1947. ثم عمل مُدرّساً لعام واحد عاد بعده ليَدرُس اللغة الإنجليزية لبضعة أشهر في أحد المعاهد المتخصصة في تدريس اللغات الأجنبية. إثر ذلك سافر إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالجامعة، حيث درس الأدب الإنجليزي في جامعة نيو مكسيكو لمدة عام ثم تحول إلى جامعة نيويورك الحكومية في ولاية أولبامي. بعد عودته إلى اليابان 1954 عمل أستاذاً للغة الإنجليزية والشعر في جامعة تويو في العاصمة اليابانية طوكيو.
يتناول كورياما في شعره موضوعات متنوعة. فحيناً تتحدث قصائده عن الطبيعة أو تصف مشاهد من الحياة اليومية بصخبها وهدوئها، وحيناً تأتي على جوانب شخصية أو ذاتية. بعض قصائده تدور حول الحب فتعكس إحساسه المرهف، وبعضها تخوض في السياسة، كتلك التي عارض فيها غزو العراق عام 2003.
صدرت للشاعر تسعة دواوين شعرية باللغة الإنجليزية. من بينها “أشجار الخوخ في اليابان وقصائد أخرى” (1959)، “أغانٍ من ساغاميهارا” (1967)، “على شاطئ البحيرة وقصائد أخرى” (1977)، “العطمة الخالدة وقصائد أخرى” (1994)، “قصائد عن حرب العراق وقصائد أخرى” (2004).
يعيش كورياما حالياً في إحدى ضواحي طوكيو.