
 منى الرزقي *
( ثقافات )
وحدي على مقهى الغياب شربت طيفك
يا رفيقْ
ليل الشمال و حزنه
و حروف اسمك أربعة ْ
وحدي تمزقني الشراشف
تشتهيني المدفأة ْ
و الليل بحار 
و ماء القلب مالح يا أنا 
راقصت دمع مشاجبي 
رددت شكوى الليلكةْ
ها أنت تزهر كالقرنفل
في جنان الآخرين
فمتى أحبك يا فتى ؟؟ 
و متى ستطلع كالهشيم أصابعي 
في أرض صدرك
أرقتني الأسئلةْ
يا أيها الضوء البعيد ْ
عبثا أحدق للبعيد ْ
أبواب قلبك موصدة ْ
عبثا أضيف إلى الخريطة معبرا 
يصل الشمال إلى جنوب شَرَدهْ ْ
يا ابن العواصف و الرياح
يا ابن الثنايا المتعبة ْ
هذي الحوانيت القديمة قد تراءت و الطريق. 
وَخْطُ الظّهيرة
شهقة العتبات في الشوق الأخير
و مسارب الحي القصيّ
عن العيون هناك في جنح الغيابْ
المقعد الحجري توت ُالأحجياتِ
رداء أمي صوتها
أماه أينك ؟ أين خبز الفجر
و التمر المغمس ُ في البهار ؟
يا شمعتي شابت خطاي
كوني بخير لن أعود مع الصغار 
ذاك المطل كسنديان قرمزي والدي
ما ضمني ما قال يوما يا ابنتي :إني أحبك 
كي أنادي يا أبي 
و لكي أعانق فيك كل الراحلين
فأين وجهك من وجوه العابرين ؟؟ 
و أين قلبك من حصار الأمكنة 
هذا الشتاء البربري يحث في عجل خطاه 
طرق خفيف أومأت للباب عين القفل هزت هدبها
من ذا أضاعته الرياح ُ
فقاده القدر الغريب إلى هنا ؟ 
رددت اسمك مرتين 
خرت دموعي ساجدة 
قدر الغريبة و الغريب
عانقت طيفك واقفة 
يا شاعري 
شباط مر و لم أزل 
أرنو إلى حضن بعيدْ
و العمر أعشاب تدلت من جراب الوقت بددها المدى
لا أنت ترجع كالطيور و لا أنا 
أنسى الحروف الأربعة!! 
* شاعرة من تونس
ثقافات موقع عربي لنشر الآداب والفنون والفكر يهتم بالتوجه نحو ثقافة إيجابية تنويرية جديدة ..!