إعداد: اليازية البدواوي
يلاحظ كثيرون الرائحة المميزة للكتب القديمة، التي ما زالت تلفظ أنفاس الحياة في مخازن الكتب المستعملة، ولكنهم يواجهون صعوبة في التعرف، بالضبط، إلى مسببات تلك الرائحة، إلا أن باحثين، أخيراً، تمكنوا من شرح كيفية نشوء هذه الرائحة، ولماذا هي مختلفة عن رائحة الكتب الجديدة.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن الباحثين الكيميائيين قولهم: إن تلك الرائحة هي «مزيج من عشب مع مسحة من الأحماض والفانيليا ونسبة من التعتيق الكامنة»، وفيما للكتب القديمة رائحة بنفحة من الزهور والفانيليا واللوز، وهي ناجمة عن تحلل المركبات الكيميائية في الورق، فإن رائحة الكتب الجديدة هي كذلك بسبب المواد الكيميائية المستخدمة في صنعها.
مواد
ويحتوي ورق الكتب على كميات صغيرة من السليلوز واللجنين، وهي بوليمرات معقدة من الكحول العطرية، في حين تحتوي الوريقات الأنحف على لجنين أقل، مقارنة بالمواد الأرخص، كورق الصحف. واللجنين هو ما يجعل الورقة صفراء مع التقدم في عمر الكتاب.
وبالمقابل، يعتقد أن رائحة كتاب جديد تنبع من ثلاثة مصادر رئيسة، هي الورق المستخدم، والأحبار المستخدمة في طباعة الكتاب، والمواد اللاصقة المستخدمة في تجليد الكتاب.
هذا وتستخدم العديد من المواد الكيميائية في صناعة الورق التي يتم تصنيعها بشكل كبير من لب الخشب، على سبيل المثال، هيدروكسيد الصوديوم- المعروفة غالباً باسم الصودا الكاوية- يمكن أن تضاف إلى الألياف للتقليل من الحموضة.
قراءة إلكترونية
لا يعني استخدام الكتب الإلكترونية التخلي عن رائحة الورق المميزة، فقد أصبحت إمكانية جلب رائحة الكتب المطبوعة أثناء القراءة الإلكترونية حقيقة ملموسة، عبر ابتداع نوع خاص من الشموع، يمكن إشعاله وقت قراءة كتاب إلكتروني ما. وبالتأكيد لا يمكن أن تحل تلك الطريقة محل الإحساس بقراءة كتاب حقيقي، إلا أنها «تستدعيها» على الأقل.
________
*البيان