عبدالله رضوان*
( ثقافات )
أراني أدورُ حواليكِ ..
هل أنتِ أُمّي؟
ارضِعيي رضابَكِ هذا البَتول …
ارضِعيني جُنونَكِ
حينَ تَمدّينَ سِتْراً من اللوزِ أبيض
يَداكِ
تَذودانِ عن صَدْرِكِ الملكيِّ
وما زالَ قلبي يدورُ حوالَيْكِ…
عبدَكِ أَمْ سَيِّدَ الحَضْرَةِ؟
ما الفرقُ؟
هل أنتِ أيقونَةً للعذابِ؟
ولكنَّكِ الآن ها أنتِ مُشْرَعَةً لِلقراءَةِ والحب..
يا قلبُ عَرِّجْ قَليلاً
تَمَهَّلْ على بابِ سُرَّتِها
وتبارَكْ بليونَةِ هذا البَياضِ ..
كأنَّ نُسوراً من الرَغْبَةِ تَرْنو إلى جَسَدٍ لَيِّنٍ كالصَلاةِ..
كأنَّ رياحاً تُقاتِلُ أَشْرِعَةَ الضوءِ تَهْفو
تَتَبرَّكُ من نَحْرِها …
أو كَأَنَّ طُيوراً من الجِنِّ تَزْقو
تُنَقِّرُ حلماتِها…
نَقْرَةً لليمينِ
وذي نقرة لليَسارِ
ثمَّ يُجَنُّ المكانُ
تُجَنُّ الشَبابيكُ
تخرُجُ من جِلْدِها
وَتُجَنُّ الملاءاتُ ..
جُنَّ السَريرُ
وَجُنَّ الجَسَدُ…
هناكَ رأيتُكِ مُشْرِقَةً بالبَياضِ
وليلٌ طويلٌ يُداعبُ كَتفيك …
هل كنتِ أَنْتِ
وكنتُ أنا؟
فَعُضّي بِأَسْنانِكِ الَّلوْزَ جيدي
لأَصْحو على فَرَحي
وأعودُ أدورُ حَوالَيْكِ ..
هل أَنْتِ أُمّي؟
انهضي
وَخُذيني بِحِضْنِكِ
ما عادَ في القَلْبِ مُتَّسَعُ.