تعالوا إلى الفن الطفولي الفجّ الذي يُغري ويُضحك



*لور غريب

تعرض الفرنسية سيفيرين ديليون في غاليري “آرت لاب” الجميزة، 42 لوحة ومنحوتة واحدة إلى 24 ايار. هذه الفنانة المولودة في العام 1972 تعيش وتعرض في فرنسا، وهي المرة الاولى تعرض في بيروت ويقترب اسلوبها كثيرا من افلام الصغار حيث للافراد اشكال ترضي تصورهم للاشياء، وتبدو الوانها العنيفة بعض الشيء كأنها تخرج مباشرة من الانابيب من دون ان تخضع لتحولات تهدئ وقعها العنيف على العين.

يقدّم المعرض هيئات مؤسلبة ومنظمة وفق تصور طفولي لا يبحث عن تجميل او تشاطر، إذ تكتفي الفنانة برسم ما يحلو لها من دون ان تحاول تركيبها على سجية الهندسة المعقولة والمريحة للكبار في المعرفة والثقافة والسن.
ان هذا الفن الفج (art brut) يعطي الانطباع بأنه مكيف ليكون زاهياً اغرائياً مبسطاً عن قصد، اكثر منه وليد اختبارات طويلة فيها مضامين افتراضية او تناغمية لونا وشكلا. يقترب هذا النمط الفني من تجربة غاستون شيساك، الفنان الشهير الذي عرف كيف يستدرج الواقع إلى الفن المتحول، عبر صبغات مدروسة وبعيدة عن اجواء عالم الاعلان او الدعاية، ناجحاً في تكوين شخصيات مطواعة تتحول نماذج محببة من دون ان تسقط فعلا في الخط المدروس واللون المحافظ على المادة التي تؤلفه وتقدمه خاما معتزا بأصله غير الممتزج بحركات واشارات واضافات تصويرية تجميلية متكلفة او متفلسفة بطريقة مجانية.
تلفت لدى ديليون هندسة المشهد الذي تقدمه، بنماذج ساذجة لوجوه واشياء في الديكور، تذكّر كثيرا بعالم الاساطير، انما تطور مظهرها لتصبح حديثة الشكل وفق جماليات تعجب اطفالنا لانهم تعودوا على تحولات الوجوه التي تجعلهم يقبلون كل شكل جديد حتى ولو كان قبيحا ومقرفا بعض الشيء.
كان مؤلفو قصص الاطفال يرسمون الأشكال والملابس لأميرات من التاريخ البعيد، اما اليوم فالتركيز هو على التبسيط والتنكيت السهل الذي يفجر ضحكات مباشرة وطويلة.
هذا ما يكتشفه الجمهور اللبناني في اختصارات سيفيرين ديليون وزخرفاتها ولولبياتها، من دون ملل او استخفاف او رفض لفن طاغ منذ اواسط القرن العشرين، يرافق افلام والت ديزني في مبالغاته البصرية واللونية والهيئات المتحولة الى ابطال يمثلون طموحات اطفال العالم اينما كانوا.
________
*النهار

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *