*
تضمنت فعاليات ندوة (الشعر العربي عبر العصور الإسلامية) التي أقامها بيت الشعر في الشارقة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، جملة من اوراق العمل المتخصصة في اساليب ورؤى الشعر العربي الجمالية والانسانية في اكثر من حقبة زمنية في المجتمعات الاسلامية.
ومن بين مساهمات الندوة ، جاءت ورقة عميد كلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا الناقد د. غسان عبد الخالق المعنونة (مدخل إلى جدل الشعر والفكر في العصر العباسي؛ من بشار بن برد إلى أبي العلاء المعري) بين فيها
ان هذه الحقبة عملت على إطلاق المشروع الثقافي العقلاني العربي من خلال نخبة من المثقفين الذين ما زالت الحضارة العربية الإسلامية تدين لجهودهم اللغوية والبلاغية والنقدية.
وأعتبر ان المعتزلة نقطة التوازن في هذا المشروع في اتجاههم إلى استقراء الفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني وتعريبهما تحت مسمّى (علم الكلام) الذي تصدّى أعلامه، معرفيًا، لكل الإيديولوجيات المناوئة لإيديولوجية الدولة العباسية والثقافة العربية الإسلامية من جهة، وأطلقوا علوم اللغة والبلاغة والنقد تأسيسًا على عشرات الدراسات المعمّقة في إعجاز القرآن الكريم، ونجحوا في نقل شعلة الفكر العقلاني من دوائر العلم والفقه والفلسفة، إلى دوائر الشعر والنثر والنقد التطبيقي.
وقارب بين تجارب كل من أبي تمام والبحتري والمتنبي، بوصفهم الممثلين البارزين لجدل الشعر والفكر في العصر العباسي بوجه خاص، وبوصفهم العلامات الفارقة في الشعر العربي القديم بوجه عام.
_____
*الرأي