صدرت مؤخرا للشاعرة الأردنية أروى أبو طير مجموعتها الشعرية الأولى “ذات مرور” في 232 صفحة من القطع المتوسط، وقد صمم الغلاف الفنان نضال جمهور ولوحة الغلاف للفنان نائل العدوان.
القصائد تعد إبداعا شعريا متميّزا في لغته وبلاغته زاخرٌ بما يسمّى الالتفات الذي يفاجئ القارئ بغير ما يتوقع.
ضم الديوان الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمان، 74 قصيدة أغلبها يندرج ضمن ما يعرف بقصيدة الومضة التي تقوم على التكثيف واللمحات في الإشارة إلى الأشياء والحالات الإنسانية.
وتغوص القصائد في موضوعات ذات طابع وجداني وسياسي ومنهمكة في مشاغل الحياة وهمومها عبر بصيرة وحدس عميقين.
تقول الشاعرة في قصيدتها “ذات مرور”:
مع كل ليل
تبدأ مراسم الحلم
إذا
أنا الآن مع من هم
يطالعون مهدا
يلهج بموسيقى الشمس
نائمة
وما هم بمستيقظين..
إذ نعود بالرؤية
فيما الأحلام
فينا متعبة
وتبرز في العديد من القصائد هواجس القضية الوطنية وأحلام التحرر الإنساني الباحث عن تجليات وجوده عبر مستويات وجودية غائرة في ذلك الحس الإنساني العالي الذي يضم نصوص الكاتبة حيث تقول في قصيدة ظمأ:
العيد
وطن
نظرات اليتم فيه
تتقاطع مع تمائم
البر فيك
تجتاحك بترف
تحتضنك
كغمد لسيف محارب
ويلاحظ القارئ الرائي أن الشاعرة لا تميل إلى استيراد المفردات ولا تراكيب جملها فهي متمردة في كتابة نصها ومحاولتها البحث عن تفردها وصوتها الخاص، تماما كما هي متفردة في تمردها الإنساني الرؤيوي المشكل للنص، فتقول في قصيدة رداء الغياب:
يتردد بالبوح
إنّ غيابه نبيذ الانتظار
***
حين أعــمل
على تفصيل فساتين
كتاباتي، لا أبحــــث
بداخل مخيلـــــتي
عن كميات كبيرة
من قماش الكلــمات،
تكون قصيرة
وذات تصميم غايـة
في البــساطة، هذا
حتى تتـأمل معي
مفاتن الفـكرة
وخلخال المـعنى ..
“ذات مرور” يستحق مساحة تمعن أكثر بكثير من هذا الخبر لأنه ينبئ بميلاد شاعرة حقيقية متوحدة بجسها الإنساني بطريقة نادرة.
– ميدل ايست اون لاين