*
الفنان الصيني آي ويوي الذي يعتبر أحد أكثر الفنانين شهرة في العالم لم يتمكن من حضور افتتاح أكبر معرض له يوم الخميس 3 أبريل الجاري في برلين، وهو يرى أن غيابه عن مراسم الافتتاح يعدّ أكثر “العروض” أهمية.
ويجمع معرض آي الذي يتوزع على 18 غرفة ويحمل اسم “البرهان” بين الأعمال الفنية الجديدة، وبين الأعمال ثلاثية الأبعاد مع قطع فنية شهيرة لم تعرض من قبل في ألمانيا. ويشمل المعرض عملين فنيين ينتميان إلى الأعمال ثلاثية الأبعاد حيث يتكونان من ستة آلاف مقعد و3500 “سلطعون نهري”، وهذا العمل الفني الأخير يرمز إلى رقابة الدولة في الصين.
ولا يتوقع آي (56 عاما) أن يزور ألمانيا خلال فترة المعرض التي تستمرّ لثلاثة أشهر في متحف مارتن جروبيوسباو الذي يستضيف المعارض الدولية.
وكانت الشرطة الصينية قد احتجزت جواز سفر الفنان آي منذ أن ألقت القبض عليه في مطار بكين الرئيسي أوائل عام 2011، ثم تمّ الإفراج عنه بكفالة في انتظارا مثوله للمحاكمة بتهمة التهرب من الضرائب بعد مرور 81 يوما من احتجازه، غير أنه لا يزال معرضا لمراقبة الشرطة وفرض القيود على تنقلاته.
وقال آي عن رمزية المقاعد الستة آلاف في معرضه: “إنها ترمز فقط لهيكل بسيط جدا مأخوذ من العائلات العادية في جميع أنحاء الصين خلال العقود الماضية، أعتقد أن هناك جمالا فنيا فيه، وتجميع كل هذه المقاعد يعكس كل هذه العائلات. وهذا الفن التركيبي ثلاثي الأبعاد يرمز إلى التغيير الكبير في ما يتعلق بجميع القيم التي تجمع كل أفراد المجتمع معا”. وعن العمل الفني الأثير لديه في معرض برلين الحالي يقول: “القطعة الأثيرة لديّ في المعرض هو أنني لا أستطيع أن أحضر فعاليات المعرض”.
مسترسلا: “إن عدم حضوري هو قطعة من الفن، إنه يعكس الحالة الإنسانية، وذلك في عدد المعارض التي تنظم في العالم التي لا يستطيع الفنان أن يحضرها بسبب أنه غير مسموح له بــذلك، أنا لا أستــطيع أن أزور معرضي في برلــين دون مساعدة مـــن وطني”.
وعن الرئيس الصيني شي جين بينج الذي زار ألمانيا مؤخرا يقول: “إنني صادق للغاية في مشاعري، أعتقد أن هناك الكثير من النقاط التي نتشارك فيها، وأعتقد أنه يتمتع بذكاء حادّ للتفاهم والتواصل، غير أنه لا توجد مثل هذه الآلية لإجراء أي تواصل بين السلطات والأفراد من أمثالي”.
مؤكدا بقوله: “لديّ والرئيس أشياء كثيرة مشتركة، ويبدو أن كلينا مهتمّ بهذا البلد، وكلانا يحمل نوعا معينا من المسؤولية تجاهه، هو من خلال السياسة وأنا من خلال أعمالي الفنية وصوتي الفردي.. إنه يمثل الدولة، وأنا أمثل الفرد، والدولة تتكون في الواقع من 1.3 مليار فرد مثلي، وليس ثمة ما يخشاه الرئيس شي، فخلفه يقف 80 مليونا من أعضاء حزبه”.
والحلم الصيني بالنسبة لآي يتمثل في كيفية نهوضه بمجتمع يحمي الحقوق الأساسية جدا لجعل كل مواطن يشعر بالأمان، ويقول في هذا الخصوص: “ولكي يكون هناك تدفق حرّ للمعلومات، وأن يتاح لك التعبير عن نفسك، وعندما تعبّر عن نفسك، هنا فقط يمكنك أن تتحمل المسؤولية أمام المجتمع، وأن تجلب الحضارة إلى العصر الحديث المعاصر”.
_______
*العرب