هل يؤدي تغيير المناخ إلى صراع عالمي!


*

أدى المناخ المتغير في انكلترا وما وراء البحار الى تغييرات عدة لا يمكن تجاهلها ومعدل كميات مياه الامطار والعواصف التي جلبت الفيضانات عبر انكلترا هي علامة واضحة، يعاني منها السكان عبر ارجاء البلاد، وهي دليل واضح على تغير المناخ.

وقد شهدت انكلترا اربعة اعوام من مجموع خمسة من المطر الشديد، خلال الاعوام الممتدة من 2000 وصاعداً، وفي خلال نفس المرحلة الزمنية، شهدت اكثر الاعوام حرارة.
وهذا الأمر لا يمكن اعتباره صدفة، فهناك أدلة كثيرة لتساقط المطر الكثيف يومياً. مضافاً الى ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر، وخاصة عند القنال الانكليزي، حيث يؤدي ذلك الى عواصف اشد قوة، وهذا هو سبب ارتفاع درجة المخاوف في انكلترا من الفيضان.
ولكن تأثير هذه التغييرات لا تخص انكلترا فقط، بل ان استراليا، شهدت عاما من اشد اعوامها سخونة، ادت الى عدد من الحرائق في الغابات في عدة ارجاء من البلاد.
وفي اواخر كانون الاول، شهدت الارجنتين اسوأ الموجات الحرارية، بينما حدثت فيضانات وانزلاقات الاراضي في البرازيل نتيجة لتساقط الامطار بكثافة.
والمياه الدافئة جدا شمال غرب المحيط الاطلسي في خلال شهر تشرين الاول أدى الى اعصار “تايفون هيان” وهو اشد الاعاصير ضراوة في العالم، وادى الى مقتل اكثر من 5700 شخص في الفلبين في الخامس من شباط 2014.
أما تقارير لجنة تغير المناخ فتشير الى تغير في المناخ والذي نشر في شهر ايلول الماضي منذ عام 1950، مع موجات حرارية اكثر وامطار كثيفة في ارجاء العالم، اذ ان حرارة الارض ارتفعت بـ7 درجات تقريباً.
وتقول اللجنة انها قد استنتجت عبر كافة الادلة العلمية المتوفرة، ان 95% محتملة لزيادة درجة الحرارة في العالم بسبب انبعاث غازات “البيوت الزجاجية لزراعة النباتات”، والى تقليل الغابات واضافة الى انشطة الانسان وان لم يواجه الانسان هذه الامور، فانه سوف يواجه نتائج مدمّرة، أو ان درجة الحرارة على الارض سترتفع بنسبة 4 سنتي غراد او اكثر حتى نهاية القرن.
والانتقال الى عالم اكثر حرارة سيؤدي الى زيادة درجات الهجرة بنسبة عدة ملايين للابتعاد عن المناطق الساخنة، وهذا الامر سيثير المشاكل والصراعات والى الحرب ايضاً وليس الى السلام والرخاء.
وما اكتشف حتى الان من التوقعات للمستقبل هي قليلة قياساً لما يحدث مستقبلاً، وعلينا ان تتذكر ان درجة حرارة الارض كانت اقل بـ5 س درجة عن اليوم.
ولهذه الاسباب، فان المخاطر تبدو كبيرة ويمكن معالجتها بتقليل البيوت الزجاجية لانبات النباتات.
ويعلمنا التاريخ كيف تحدث بسرعة التغييرات الصناعية عبر أمواج من التطور التيكنولوجي، ومنها: الكهرباء، والذي ادى الى العديد من الاختراعات والاكتشافات.
ونجد ان نقص الرؤية لدى السياسيين والقادة لعدد من الدول المتطورة سيؤدي الى تهديد تعاونهم لخلق نوع من التعاون العالمي او الوصول الى اتفاقية جديدة كما هو مقرر للتوقيع عليه في باريس، نهاية عام 2015. والتأخير خطر، لان العلم يقول لنا، ان التغييرات المناخية قادمة، وان مخاطرها هائلة.
ومن حسن الحظ، ان الدول اقل ثروة، مثل الصين، بادرت قيادتها الى اتخاذ ما يلزم لانتاج الكربون المنخفض.
وعلى انكلترا المبادرة الى العمل مع الاتحاد الأوروبي لخلق سوق افضل للطاقة، وهذا الامر سيؤدي الى زيادة سلامة الطاقة، وليس افضل من جمع الدول العربية معاً في هذا المشروع.
 عن: الغارديان/المدى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *