أسماء بنت صقر القاسمي*
1
سديم الظل
ضجيج يتفتق
وجعا
هشم زوايا الذاكرة
ويمم وجهه إلى أفق بعيد المدى
يركل الجهات المعتمة
بالخذلان الغافي على أضلع
الفقد
ينفض الرماد عن عتمة الحقيقة
ويحرض الريح على أقتفاء أثر هاويته
القلق يشد وتر الفراغ الغير المكتمل
أوحي للفجر المليء بالثقوب
بنشر ضباب أغنياته في لجج
العناء
أحاول ان أكون وحدي
كوشم على كتف الليل المزحوم
بالقلق
لأواصل تمكني وتزمني
تزاحمني عقارب الوقت
على أضغاث حلم عابر فوق سديم الظل
المضرج بالشفق
يربك سكونه صدى النبض المتوغل في
أوردتي
أسافر عبر أثير الزمن المفقود
لأنزوي في تلك الأقاصي البعيدة عن نفسي
أراقب قطرات الندى المتآكلة على أعمدة
اللهب
تلعق أصابع الإحتراق المكتض بألوان
الشحوب
وأرسم خطوط عابثة في كف التيه
2
صوت متمرد
أصحو من ذهول ذاتي
من غيبوبة سيرورتي
أرفع الغشاوة عن نوافذي الموبوءة
بالشجن
لأفصل حلمي عني
عن هذيان حقائب سفرى
صهيل الوقت المتأرجح على أرجوجة المعنى
يزلزل فرائض المكان
يتسلل من جوف الدقائق الواهمة
يخترق ساعة الرمل البدائية
المركونة في أقاصي غربتي
يوغر صدرى بالهذيان
يمنحني قليلا من ضوء الحقيقة
لكي أموت / أحيا
أخرج من دياجير ذاتي
لأهيم على وجهي كآلهه إغريقية
في يدي غيمة
أسكب أباريق مطرها على بيداء السطور
فتتخاطف الريح سفر قصائدي المتمردة على
وصايا القبيلة
3
نبوءة الريح
يا ألمي المصلوب في ظهري
ينحدر صمتك كصراخ يجلد
أمكنة الخواء
المتكئة على خاصرتي
لتمارس لعبة المتاهات في جسدي
الأبواب مغلقة
الأماني موصدة
و تلك اليد المندسة خلف دفاتري
هي من أشعل النار في جحافل شعري
لتتصاعد أدخنة العدم في سماء الذهول
أنا نبوءة الريح المثخنة بالألم
تنمو في وجهي غربة
لا أتبين ملامحها
أعدو نحو الظل
أرنو للمساءات البعيدة
وأسابق أنفاسي من خارج
دائرة الضوء
تتأرجح اقدامي بين
إراداتي وفواصل دربي
أشاهدك الآن
أرتب كتب الذاكرة على
رف مكسور
تتساقط أحداثك في نافذة مغلقة الألوان
كم يمكن أن يمكث حزني في الباب
الساعة نسيت عقاربها تحت تراب الوقت
وأنفاسي جرس متعب لا يحتمل خيال المعنى
أترك أصابعي أيها الحبر
4
مرايا الخريف
قيثارة ( شبعاد) تغرق ألحانها الفضاء
بالعطر
بالشجن
تمارس صخب الوجود على جدران
الضياء
(منيرفا ) تقرأ النوتة العتيقة
ترتشف بقايا سفر الرياحين
من كأس قدمته لها(هيب)
في ليلة ذات نزق
ونشوة ذهبت هباء في الأفق
كتب في قاع القدح
(مالك بن نبي)
الغريب الوحيد
إسم تمرد على الريح
رحل في ليلة غادرة
كبقايا الدموع المتساقطة على مساحات
الإغتراب
ذاب
ولا زالت روحه واقفه على مفترق
اللا أحد
تبحث عن سر زرقة السماء
عن فكرة شاردة من خباء آريس
عن آلام الهاربين من ضوء الحقيقة
عن إكليل الفجر الملطخ بالسواد
بفعل فاعل معلوم
عن صوت تلاشى خلف الضياع
ما زالت أوجاعة مغروسة في ساحات
الفقد الباردة
رحل
وما زالت قوافل الظلام ترسم ويلات الهلاك على
مرايا الخريف ….