أفلام 2014 ..الرهان على الرواية


*عماد مفرح


ليس من السهل الإقرار بأهمّ الأفلام وأفضلها لعام 2014، خاصة أن الكثير من تلك الأفلام لم تجد طريقها إلى العرض بعد، إلا أنه يمكن الحديث عن أهمّ الأفلام المنتظَرة، التي يُتَوقَّع لها حضور مميَّز خلال هذا العام الحافل بالأعمال السينمائية المتنوِّعة، بين الخيال، والأنيميشن، والأكشن، والكوميديا والرعب، إلى جانب بعض الأفلام التاريخية والدينية. 
ونبدأ من فيلم «MALEFICENT» الذي يشهد عودة النجمة العالمية (أنجلينا جولي) بعد غياب طويل في دور ساحرة شرّيرة، ويستعيد فيه المخرج (روبرت سترومبرغ) تحفة ديزني الكلاسيكية الشهيرة «الجميلة النائمة»، وسط أجواء سحرية وملحمية شبيهة بأجواء الفيلم الملحمي «-RISE OF AN EMPIRE» للمخرج (زاك سنايدر) الذي ينتظر الكثيرون عرضه الأول في السابع من شهر أذار/ مارس باعتباره الجزء الثاني من الفيلم الشهير «300»، وهو من بطولة النجم (رودريغو سانتورو) في دور كسرى ملك الفرس، و(سوليفان ستابلتون) في دور ثيميستوكليس. الفيلم الذي سيعرض بتقنية «3D»، مقبَتس عن رواية مصوَّرة لـ (فرانك ميلر)، مع التركيز على معركة «آرتميزيوم» عام 480 قبل الميلاد بين الفرس واليونانيين.
وعلى غرار الأجواء الملحمية نفسها يبرز فيلم «POMPEII» للمخرج البريطاني (بول أوس أندرسون)، ومن بطولة (كيت هارينغتون، وإيميلي براونينغ، وجاريد هاريس). الفيلم يحكي قصة المحارب المستعبِد (هارينغتون)، الذي يقع في حب امرأة نبيلة (براونينغ) عشيّة الانفجار البركاني الضخم الذي دَمَّرَ مدينة بومبي الواقعة بالقرب من مدينة نابولي الإيطالية، وطمرها بالرماد والنار عام 79م.
وعن أحداث حقيقية جرت خلال الحرب العالمية الثانية، يأتي فيلم «-THE MONUMENTS MEN» متناولاً قيام عدد من الفنانين والمعماريين والمؤرِّخين، مع بعض الجنود، بإنقاذ ما تبقّى من التحف الفنية خلف خطوط جيش «ألمانيا النازية». الفيلم من إخراج وبطولة النجم «جورج كلوني»، ويشاركه في البطولة كل من (مات دايمون، وبيل موري، وكايت بلانشيت)، والفرنسي الحائز على الأوسكار (جان ديجوردان). كذلك يُجسِّد النجم (براد بيت) دور الرقيب «واردادي» في مواجهة القوات النازية عام 1945 في فيلم « FURY « للمخرج (ديفيد آير). 
وبرغم من تعدُّد الأفلام الجديدة بنصوصها وموضوعاتها، مثل فيلم «-CESAR CHAVEZ: AN AMERICAN HERO» للمخرج (دياغو لونا) حيث يؤرِّخ لولادة الحركة الأميركية الحديثة على يد «سيزار تشافيز الأميركي» صاحب الأصول المكسيكية والمدافع عن حقوق العمّال والفلّاحين الأميركيين، إلا أنه من الملاحظ هذا العام، ظاهرة اقتباس أغلب الأفلام الضخمة عن روايات عالمية، كما في فيلم «ENEMY» للمخرج (دينيس فيلنوف) المقتَبس عن رواية الكاتب البرتغالي الكبير (خوسيه ساراماغو) «THE DOUBLE»، حيث يقوم أستاذ جامعي يدعى آدم (يقوم بدوره جايك جيلنهال) بالبحث عن شخص يشبهه تماماً، بعد رؤيته، وعن طريق الصدفة ضمن دور ثانوي في أحد الأفلام. 
كذلك اقتبس المخرج (غوردون غرين) فيلمه الجديد «JOE »، والذي يقوم ببطولته النجم (نيكولاس كايج)، عن رواية للكاتب (لاري براون)، والتي حملت الاسم نفسه، وتدور أحداثها في مدينة صغيرة بولاية تكساس حول العلاقة الأبوية لمجرم يحاول التكفير عن ذنوبه بمساعدة يافع فقير. 
الفيلم الرومانسي «-THE FAULT IN OUR STARS» هو أيضاً مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب (جوش كرين)، حيث قصة الحب التي تجمع فتاة مصابة بالسرطان وشاب يتردَّد على الاجتماعات الدورية لدعم المصابين بهذا المرض. وفي السياق ذاته، يأتي فيلم «WINTER’S TALE» للمخرج (أكيفا غولدزمان) وبطولة (كولين فاريل وراسل كرو)، باعتماده على رواية «مارك هيلبيرن» التي أصدرها عام 1983. بينما تجد رواية الكاتب (نيك هورنبي) طريقها إلى الشاشة الكبيرة في الفيلم الحامل لعنوان الرواية نفسه «-A LONG WAY DOWN» للمخرج (باسكال تشوميل) حيث يتقابل أربعة أشخاص (مقدِّم برامج حوارية منبوذ، أم وحيدة، وموسيقي فاشل، ومراهقة مضطربة) بالصدفة خلال محاولة انتحارهم من أعلى قمة مبنى عالٍ في لندن عشيّة رأس السنة. الفيلم يخوض في تأثيرات استثمار الإعلام في حياة بعض البشر وقصصهم الحياتية. 
لكن الفيلم الأكثر غرابة هذا العام هو«THE ZERO THEOREM» أو «نظرية الصفر» للمخرج (تيري غيليام)، يقوم ببطولته (كريستوف والتز)، وتدور أحداثه في عالم غريب، يسيطر فيه نظام حكم الشركات الأورويالية، والتي تهدف في معناها إلى تدمير رفاهية المجتمع وتقييد الحرّيّات. يواجهها كوهين (والتز) عبقري كمبيوتر، بالبحث عن سبب الوجود وغاياته، لكن أعماله تتعارض بشكل ما مع مصالح الإدارة، فتقوم بإرسال فتاه شابة وجميلة (ميلاني تييري) بغرض إلهائه عن مشروعه وتأمين مصالح الإدارة الحاكمة. الفيلم يرصد ارتهان الإنسان للتكنولوجيا وتطرُّفه في الاستهلاك، وتحوُّله إلى رقم إعلاني مبهر وسط عالم خيالي مرهف بألوانه وحالاته، لكنه موحش ومشرذم بإنسانيته، وكأن الجميع مدفونون ومحشورون في لعبة إلكترونية لا يمكن الفكاك منها.
ومن الأفلام المميَّزة أيضاً خلال هذا العام، فيلم «A MOST WANTED MAN» للمخرج (أنطون كوربين) والمقتبس عن رواية للكاتب (جون لو كاريه) حول شاب شيشاني مسلم من أصل روسي، عانى طويلاً من التعذيب الوحشي الذي كان كفيلاً بتدمير حياته، يقرِّر بعدها الهروب بطريقة غير شرعية إلى مدينة هامبورغ الألمانية أملاً في الحصول على ثروة والده الروسي، لكن الجميع يخشاه مخافة أن يكون إرهابياً. 
كما ستشهد صالات العرض العالمية عودة شخصية «سبايدرمان» في الجزء الثاني من فيلم «الرجل العنكبوتي- THE AMAZING SPIDER MAN 2» للمخرج (مارك ويب) ومن بطولة (أندرو غارفيلد) في دور بيتر باركر/سبايدرمان، صاحب الحياة المزدوجة كطالب طبيعي أحياناً ورجل عنكبوتي خارق القوة أحياناً أخرى، ومن الموجة ذاتها حول موضوعات القوة الخارقة يعرض هذا العام فيلم النجم (توم كروز) «EDGE OF TOMORROW» للمخرج (دوغ ليمان) وهو فيلم إثارة وخيال علمي مستقبلي، تشاركه في بطولته الممثلة الإنجليزية (إيملي بلانت).
عدة أفلام حول السِّير الذاتية ستكون حاضرة أيضاً، ومن بينها فيلم «-GRACE OF MONACO» للمخرج الفرنسي (أوليفييه داهان)، الذي تَمَّ اختياره فيلمَ الافتتاح في مهرجان كان السينمائي القادم. الفيلم يجسِّد قصة حياة نجمة هوليوود الأميركية (غريس كيلي) تقوم بدورها (نيكول كيدمان) والتي تحوَّلت إلى أميرة على مدينة «موناكو» بعد زواجها من الأمير «رينييه الثالث» يقوم بدوره (تيم روث).
أما التجربة السينمائية الفريدة من نوعها فيمثلِّها هذا العام، فيلم «BOYHOOD»، الذي استمرَّ تصويره لمدة 11 عاماً، وهو من إخراج (ريتشارد لينكليتر)، بدأ بتصويره عام 2002، واستمرَّ حتى العام الماضي2013. الفيلم المُجسِّد لـ 12 سنة حقيقية من حياة عائلة واحدة، من بطولة كل من (باتريشيا أركيت)، و(إيثان هوك).
أفلام الأكشن يكون لها الحضور الخاص هذا العام، حيث سيعرض الجزء الثالث من فيلم «THE EXPENDABLES» بطولة: (سيلفستر ستالون، وميل جيبسون، وانطونيو بانديراس، وهاريسون فورد، وأرنولد شوارزنيغر)، كذلك سيعرض «فيلم «ROBOCOP» من إخراج (خوسيه باديلا) وبميزانية 100 مليون دولار، وفيلم «NON-STOP» للنجم (ليام نيسون)، والمخرج (جاومي كوليه سيرا)، والنجمة (جوليان مور). إلى جانب فيلم «THE ROVER» الذي تدور أحداثه في المستقبل القريب حول رجلين يعبران الصحراء الأسترالية للانتقام من أفراد العصابة الذين سرقوا سيارتهم، إضافة إلى فيلم «3DAYS TO KILL» للمخرج (جوزيف ماكجينتي) ومن بطولة النجم (كيفن كوستنر). 
أما أفلام الكوميديا فيُتَوَقَّع أن يحرز فيلم النجم (جيم كاري) جماهيرية واسعة مع عودته برفقة الممثِّل (جيف دانيلز) في إصدار الجزء الثاني من الفيلم المشهور بجزئه الأول «الغبي والأغبى». كما يتوقَّع الكثيرون نجاح فيلم «-A MILLION WAYS TO DIE IN THE WEST»، وهو من بطولة (سيث مكفارلين) الذي يجسِّد شخصية مزارع لا يَتَّصف بالشجاعة، ويخاف من مواجهة المسدسات على طريقة القتال الغرب الأميركي «الكاوبوي». 
كذلك فيلم «22 JUMP STREET» المكمِّل للجزء الأول من الفيلم «21 JUMP STREET» الذي تَمَّ إصداره عام 2012 وحقَّق 200 مليون دولار كإيرادات في شبّاك التذاكر العالمي حينها، يُتَوَقّع أن يحقِّق حضوراً جماهيرياً مثلما يحقِّقه الآن فيلم «-RIDE ALONG» للنجمين (آيس كيوب) و(كيفن هارت)، الذي يتربَّع حالياً على عرش شبّاك التذاكر الأميركي للأسبوع الثاني على التوالي.
ولا يخلو هذا العام من أفلام أسطورية تستحضر شخصيات تاريخية كفيلم المخرج (ريني هارلين) «THE LEGEND OF HERCULES» وفيه يقوم النجم (كيلان لوتز) بدور هرقل البطل الإغريقي الأسطوري، مثلما لا تغيب عن خارطة أفلام هذا العام القصص التاريخية الملحمية ذات الطابع الديني، ومن أهمّـها فيــلم «الخـــروج- EXODUS» للمخرج «ريدلي سكوت» ويُجسِّد فيه النجم (كريستيان بيل) شخصية النبي موسى. كذلك يُجسِّد النجم الأسترالي (راسل كرو)، شخصية النبي نوح في فيلم «نوح»، المأخوذ عن قصة النبي نوح المذكورة في التوراة، وما فيها من أحداث ملحمية كالطوفان وفناء البشرية. أما فيلم «مريم- يسوع» فيحكي سيرة السيدة مريم العذراء وفقاً للرواية اليهودية في التوراة، ويتوقَّع بعض النقاد أن يثير الفيلم جدلاً كبيراً، خصوصاً لدى رجال الكنيسة في العالم.
________________
*الدوحة

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *